الشركات التركية تضع الليرة على رأس التهديدات الاقتصادية

متسوقة تدفع للبائع مقابل الزيتون في سوق كارسامبا في إسطنبول
متسوقة تدفع للبائع مقابل الزيتون في سوق كارسامبا في إسطنبول المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يقول المنتجون الأتراك إن التقلبات الشديدة في الليرة تؤذيهم أكثر من أسعار الفائدة المرتفعة، في الوقت الذي يشن فيه الرئيس رجب طيب أردوغان حرباً ضد تكاليف الاقتراض على حساب استقرار الأسعار.

تعرّضت الصناعات، بدءاً من الآلات إلى التعبئة والتغليف والبناء، لضربات من التقلّبات غير المسبوقة في الليرة التركية على مدى أسابيع عديدة. فقدت العملة منذ شهر سبتمبر ما يزيد قليلاً عن ثلث قيمتها مقابل الدولار، وسط دعوات أردوغان للبنك المركزي لخفض أسعار الفائدة، سعياً منه لتحفيز النمو الاقتصادي ودعم شعبيته المتضائلة قبل الانتخابات العامة في العام 2023.

لكن عوضت الليرة، العملة الأسوأ أداءً في الأسواق الناشئة بالعالم، بعضاً من خسائرها بعدما اتخذ أردوغان يوم الإثنين إجراءات طارئة في محاولة لوقف التقلّبات، ولكنها فعلياً تعد رفعاً مُقنّعاً في أسعار الفائدة. مع ذلك، هدأت تقلبات العملة قليلاً.

عدم اليقين

قال أحمد ريسات غورور، الرئيس التنفيذي لشركة "ماناس إنيرجي" (Manas Enerji) ، لتصنيع معدات مرافق الطاقة والمياه: "المشكلة الحقيقية تتعلّق بحالة عدم اليقين وليس ارتفاع أو انخفاض أسعار صرف العملات الأجنبية. لا يمكننا التأكد من تحقيق الأرباح حتى نجمع الأموال فعلياً، حتى وإن اعتمدنا على المبيعات بالليرة في خياراتنا المستقبلية".

أدت تصرفات أردوغان إلى عدم القدرة على التنبؤ بشكل كبير. حاول الرئيس التركي لعدة سنوات إقناع البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة لكي تتمكن الشركات من الحصول على قروض زهيدة، حتى في أوقات ارتفاع التضخم. لكن تدخله أدى مراراً وتكراراً إلى نتائج عكسية وسط تسارع الأسعار وتخلّي المستثمرين الراغبين في وقوف البنك المركزي على الحياد عن الأصول التركية. وصعد معدل تقلّب الليرة التركية إلى أعلى مستوياته منذ 2018.

قال معظم المديرين التنفيذيين لدى الشركات إن مخاطر تجاوز سعر الصرف تكاليف الاقتراض المتزايدة أصبحت مصدر قلقهم الرئيسي حالياً، ومن غير المُرجّح أن يتغير ذلك. مع هذا، ارتفعت العملة بـ 29% منذ يوم الجمعة.

وتخطى المقياس الرئيسي لتقلبات الليرة المستويات التي سجلها في عام 2018 الذي عانت فيه العملة من فترة مضطربة مماثلة.

تعد هذه الأخبار سيئة لشركة التغليف، "إيه إيه إيغي أمبالاج" (EA Ege Ambalaj) التي يقع مقرها في إزمير، التي خسرت فعلياً 885 ألف ليرة (69000 دولار) بعد شراء 100 طن من البتروكيماويات التي تستخدمها في تصنيع منتجات مثل أغلفة الطعام البلاستيكية والشريط اللاصق، عندما كانت الليرة أضعف مقابل الدولار.

قال المالك أولكاي سيفين، البالغ من العمر 42 عاماً: "بالنسبة لي، تعتبر سياسة سعر الصرف المستقرة أهم بكثير من أسعار الفائدة المنخفضة لأنني أقترض بمبالغ صغيرة فقط".

إلى ذلك، قال البنك المركزي هذا الشهر إنه أنهى دورة تخفيضات أسعار الفائدة بعد تجريد 500 نقطة أساس من السعر القياسي خلال أربع اجتماعات متتالية. يبلغ معدل الفائدة الرئيسي 14% حالياً، أي أقل بأكثر من سبع نقاط مئوية من التضخم الاستهلاكي.

رفع الفائدة المُقَنَّع في تركيا يمنح أردوغان الوقت ويتركه في خطر

لكن مع استمرار إصرار أردوغان على المزيد من التخفيضات في تكاليف الاقتراض، يظل المستثمرون الأجانب متشككين في التزام البنك بتعهده. ويهدف إعلان يوم الإثنين إلى تخفيف طلب المستثمرين الأفراد على الدولار وإنهاء الاضطرابات.

قال سيمسيتين بوزكورت، البالغ من العمر 50 عاماً ومالك شركة "بوساس غروب"( Bosas Group) المتخصصة في مواد العزل بشرق تركيا، إن الخطوات لا تعالج أزمة العملة الأساسية.

أفاد بوزكورت: "لا تتعدى الإجراءات الجديدة معالجة الجرح. يكاد يكون من المستحيل القيام بأعمال تجارية وسط هذه الفوضى. لا يمكنني شراء شيء بـ 18 ليرة مقابل الدولار ثم بيعه بـ 12 ليرة. قد يُصبح الدولار بـ 25 ليرة بحلول الوقت الذي أقوم فيه بجمع أموالي".