صُناع السيارات يستثمرون في صناعة الرقائق للخروج من الأزمة وتأمين المستقبل

سيارات " بي إم دبليو"
سيارات " بي إم دبليو" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يقول المثل الصيني: "إذا كانت لديك علاقات مع أشخاص مهمين يمكنك حل كل مشاكلك، وإذا لم يكن لديك علاقة مع أي شخص مهم ستظل مشاكلك تطاردك".

يبدو أنَّ شركات صناعة السيارات تتبنى هذا المثل في ظل استمرار معاناتها من النقص المستمر في الرقائق، والذي من المتوقَّع أن يكلفهم أكثر من 200 مليار دولار من تراجع المبيعات هذا العام. النقص الذي بدأ نهاية العام الماضي لم يتوقَّع سوى أن يمتد قليلاً إلى عام 2023، ولكن مع اقتراب العام الجديد؛ أصبح الكثير في صناعة الرقائق الآن يتوقَّع استمرار الأزمة.

كانت شركات تصنيع السيارات قبل الوباء تعتمد على ما يعرف بمورّدي "المستوى الأول" لتزويدهم بأشباه الموصلات. أما الآن، فقد أصبحوا يتسابقون للتقارب مع الشركات التي تنتج الرقائق لكل شيء من الهواتف الذكية إلى السيارات، ويسعون لعقد شراكات وصفقات لتأمين خطوط إمداد مباشرة. ولكن المنافسة ما تزال شديدة، إذ تتحرّك في الوقت نفسه شركات تصميم شرائح الهاتف المحمول بقوة لتأمين إمدادات كافية خاصة مع تفضيل منتجي الرقائق لهم على شركات السيارات.

أبرز تحركات صناع السيارات:

  • وقَّعت "بي إم دبليوم" مطلع ديسمبر اتفاقية مع "أنوفا لأشباه الموصلات"، و"غلوبل فاوندرز" لضمان توريد "عدة ملايين" من الرقائق سنوياً.
  • أقامت "فورد" "تعاوناً استراتيجياً"مع "غلوبل فاوندرز" للشراء مباشرة من شركة تصنيع الرقائق التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
  • تخطط "جنرال موتورز" لإنتاج الرقائق بالتعاون مع منتجين من بينهم: "انفينيون تكنولوجيز"، و"تايوان لتصنيع أشباه الموصلات".
  • وقَّعت "ستالنتيس إن في" صفقة مع مجموعة "فوكسون تكنولوجي" لتصنيع رقائق السيارات، إذ تعد "فوكسون" أكبر شريك تجميع لصالح "أبل"، وليست لاعباً رئيسياً لإنتاج أشباه الموصلات، ولكنَّ علاقة "ستالنتيس" بشركات تصنيع الرقائق التايوانيين قد يساعدها في شراء المكونات.
  • اتخذت الذراع الاستثمارية لشركة "سايك موتور" خطوة باستثمارها 500 مليون يوان في شركة "جي تي إيه لأشباه الموصلات" الناشئة.

استراتيجية التأمين

كانت تقارير إخبارية قد أفادت في الربيع الماضي عن دراسة "تسلا" من أجل شراء مصنع رقائق. والتساؤل الآن، هل كان رد الفعل مبالغاً فيه؟ والإجابة؛ ربما في ذلك الوقت، ولكن طوال العام 2021، اضطر صانعو السيارات حول العالم إلى تعليق التصنيع بسبب نقص الإمدادات، مما دفعهم للتصميم على تجنب مثل هذه التحركات في السنوات المقبلة.

يقول جو تشين، رئيس شركة "ميديا تك" المورد الرئيسي لشرائح الهواتف الذكية للشركات الصينية ومن بينها "شاومي" للصحفيين في 16 ديسمبر: "نتحدث مع المورّدين لدينا حول خططنا للسنتين أو للسنوات الثلاث أو الأربع القادمة".

يطلق بعضهم على تلك الاستراتيجية لتأمين الرقائق وتخزينها بـ"الخطوة الاستباقية"، مما يمثل التحوّل عن استراتيجية "في الوقت المناسب" التي كان يتم تطبيقها قبل الجائحة، والتي تعتمد على مخزون ضئيل لزيادة الربحية. وقد تستمر الممارسات الحالية في إدارة المخزون لفترة من الوقت، إذ يتوقَّع بعض صانعي أشباه الموصلات، بما في ذلك "إنتل" استمرار أزمة الرقائق حتى عام 2023.

قد تتبنى شركات السيارات بنهاية المطاف نهجاً مزدوجاً عندما يستعيد العرض والطلب بعض التوازن مع الأخذ في الاعتبار قصر العمر الافتراضي لبعض الرقائق.

قال جوكول هاريهاران، المحلل في "جيه بي مورغان" في مقابلة في نوفمبر: "العديد من المكوّنات خاصة عالية القيمة، ليس لديها عمر افتراضي طويل؛ لذلك بمجرد أن يتوازن السوق خلال 18 شهراً، قد تعود الصناعة لتطبيق استراتيجية في الوقت المناسب مرة أخرى".