رئيس بولندا يجهض مشروع قانون مناهض للإعلام الأمريكي

استخدم الرئيس البولندي أندريه دودا حق النقض ضد مشروع قانون من شأنه أن يجبر شركة "ديسكفري" على بيع غالبية إحدى أكثر شبكات التلفزيون الخاصة شعبيةً في بولندا، ونزع بذلك فتيل خلاف أدى إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.

مشروع القانون، الذي جرى تبنيه في تصويت برلماني مفاجئ في 17 ديسمبر؛ فاجأ واشنطن، وأرسل بآلاف من البولنديين إلى الشوارع احتجاجاً على ما اعتبروه محاولة من قبل القوميين الحاكمين لتكميم أفواه قناة مستقلة.

إذا ما تم تنفيذه؛ فإنَّ القانون سيجبر شركة الإعلام الأمريكية العملاقة على بيع أكثر من 50% في وحدتها المحلية.

المشرّعون في بولندا يوافقون فجأة على قانون مناهض للإعلام الأمريكي

قال دودا خلال مؤتمر صحفي: "اتفقنا على شيء ما، وعلينا أن نفي بوعدنا"، في إشارة إلى معاهدة وقَّعتها بولندا مع الولايات المتحدة عام 1990. وأضاف: "معظم مواطني بلدي لا يريدون المزيد من الخلافات".

وضع هذا التشريع دودا في مأزق. فهو كعضو سابق في "حزب القانون والعدالة" الحاكم، تعرّض للضغط من قبل حلفائه السياسيين للتوقيع على التشريع دون تأخير.

في غضون ذلك، حثَّت الولايات المتحدة الدولة العضوة في الناتو على استخدام حق النقض ضد مشروع القانون، بحجة أنَّه سيضر بالمستثمرين وحرية الإعلام. كما تعهدت "ديسكفري" بمحاربة التغييرات القانونية المقترحة.

فرصة عادلة

كانت القناة الإخبارية المؤثرة التابعة لـ"تي في إن" (TVN) بمثابة شوكة في جانب الحكومة، إذ تسرد حوادث الفساد، وتلك غير الأخلاقية المرتكبة من قبل الحزب الحاكم خلال فترة حكمه التي استمرت ست سنوات.

كما قال الزعماء القوميون في بولندا، إنَّ القواعد الجديدة ضرورية للحماية من استيلاء الشركات على وسائل الإعلام من دول مثل روسيا والصين.

في حين وافق دودا على أنَّ بولندا بحاجة إلى تشريع يحمي سوق وسائل الإعلام لديها من الملاك غير المرغوب فيهم، قال إنَّ مثل هذا القانون يجب أن يُقدَّم بطريقة لا تنتهك أي اتفاقيات، بالإضافة إلى منح المالكين الحاليين فرصة عادلة لبيع حصصهم.

وقال أيضاً، إنَّ التوقيع على قانون الإعلام المثير للجدل سيفتح ساحة معركة أخرى في البلاد في الوقت الذي تكافح فيه جائحة كوفيد-19، وارتفاع التضخم.

رحبت الولايات المتحدة، وشركة "ديسكفري"، ودونالد توسك، زعيم أكبر حزب معارض في بولندا، بحق النقض الذي استخدمه دودا.

في سياق متصل، عزز الزلوتي البولندي أداءه مقابل اليورو والدولار في تداول ضعيف، متفوقاً في الأداء على الكورونة التشيكية والفورنت المجري، حيث هبطت كل منهما. ا

من جانبه، قال توسك في تغريدة: "الضغط منطقي... لا تدع أحداً يقول بعد الآن، إنَّ الأمر لا يستحق كل هذا العناء، وإنَّه مستحيل، ولا يمكننا فعل أي شيء... نحن نستطيع، ويجب علينا ذلك".