تقنيات مزعجة تشوب أكثر السيارات تطوراً

سيارة "جي في 80" من "جينيسيس موتورز" تقدم تقنيات مثل التحكم الصوتي ومساعدة تغيير المسار ومساعدة القيادة على الطرق السريعة
سيارة "جي في 80" من "جينيسيس موتورز" تقدم تقنيات مثل التحكم الصوتي ومساعدة تغيير المسار ومساعدة القيادة على الطرق السريعة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحمل سيارة "مرسيدس-بنز" من طراز "إس كلاس" لعام 2021 قدراً من أنظمة المعلومات والترفيه يفي بمتطلبات أشد الركاب هوساً بالتقنية.

تمتد شاشاتها المستجيبة للمس من تقنية "أو إل إي دي" على طول لوحة القيادة بشكل يشابه لوح تزلج مكون من نقاط مضيئة، كما تعرض ما تنقله الكاميرا الأمامية بتقنية الواقع المعزز، فيما تتخطى أنظمة العافية في السيارة مستويات الهناء التي يوفرها عدد من المنتجعات الصحية المحلية التي زرتها في لوس أنجلوس. جعلني هذا كله أصنفها كأفضل سيارة قدتها في 2021.

عيبٌ بالبرمجة يُجبر "مرسيدس" على استدعاء 2.6 مليون سيارة بالصين

لكن لن يستفيد كثيرون ممن يشترون هذه الأعجوبة التقنية من "مرسيدس" لقاء 110 آلاف دولار بشكل كامل من قدراتها المتقدمة. حسب مؤشر تجربة التقنية لعام 2021 من مؤسسة "جيه دي باور"، فإن أقل من نصف الذين اشتروا سيارات جديدة هذا العام سيستخدمون جميع تقنياتها المتقدمة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من قيادتها، ويتوقع المؤشر أن أكثر من 60% لن يستخدموها أبداً.

تقول كريستين كولودج، المديرة التنفيذية لواجهة المستخدم بشركة "جيه دي باور"، في التقرير: "ارتفعت أسعار السيارات الجديدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، ويرجع ذلك جزئياً إلى زيادة مستوى المحتوى... هذا أمر جيد إن كان ملاكها يحصلون على قيمة مقابل أموالهم، لكن بعض الميزات تبدو مهدورة بالنسبة للعديد من المالكين."

إن التقدم صحي وحيوي لصناعة السيارات وكان هذا العام مليئاً به. أظهر بحث جديد أن استخدام أشياء جديدة مثل التقنيات التي يتم تنشيطها بالصوت أكثر أماناً من استخدام الشاشات التي تعمل باللمس، التي يمكن أن تشتت انتباه السائقين.

"تسلا" تُعطِّل ميزة ألعاب الفيديو في سياراتها الكهربائية أثناء القيادة

لكن يبدو أن بعض المستهلكين ليسوا بالحماسة التي كان يأمل أن يجدها صانعو السيارات حيال تقنيات السلامة الأكثر تدخلاً وشاشات المعلومات والترفيه الضخمة والمرايا ذات التعتيم التلقائي والإضاءة الداخلية والشاشات المستجيبة للمس ومساعدة القيادة المتطورة وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تقدمها السيارات الجديدة.

تخلق بعض هذه التقنيات الجديدة إلهاءً بدل أن تقضي عليه، ويُقدر أنها كانت عامل تشتيت لانتباه السائق في نحو 30% من حوادث السيارات، وما يقرب من 60% من حوادث تصادم كان السائقون فيها من المراهقين.

استعرضت في 2021 عشرات السيارات الجديدة. فيما يلي أكثر التقنيات المزعجة التي وجدتها فيها:

  • الحفاظ على المسار

سيأسف كل من قاد سيارة رياضية كما ينبغي لها أن تقاد، أي بسرعة وكفاءة وسلاسة وإثارة لمقاومة عجلة القيادة، حين محاولة تغيير المسار سريعاً. يمكن لتقنية الأمان التي تثبت السيارة على مسارها أن تُشوش السائق كحد أدنى وتشتت من انتباهه في أسوأ الأحوال. لقد شعرت بقلبي يقفز عدة مرات عندما كنت أحاول تغيير المسارات بسرعة، ولبرهة لم تمتثل لي عجلة القيادة.

"بي إم دبليو" تتجه لانتزاع تاج مبيعات السيارات الفارهة من "مرسيدس"

تقدم كل من "كاديلاك إسكاليد" من "جنرال موتورز"، و"كيو إكس 55 " من "إنفينيتي"، و"إيه إم جي جي تي إس 63" من "مرسيدس-بنز" برامج مساعدة تغيير المسار، لكن هذه الأنظمة الحاضنة التي تهدف لتجنب الاصطدام غالباً ما تكون مزعجة أكثر من كونها مفيدة. ما قد يساعد في استخدام مؤشرات الانعطاف التي غالباً ما توقف النظام طيلة مدة تغيير المسار.

  • ضوابط حركة اليد

يحب بعضنا التحدث معبراً بيديه، بل إن بعضنا يتحدث بيديه حقاً عندما يهتم كثيراً بالموضوع الذي يتحدث عنه. هذه مشكلة في سيارة الدفع الرباعي "أي إكس" وسيدان "أي4 " من "بي إم دبليو"، التي توفر ميزة التحكم بواسطة حركة اليد. إذا كنت أقودها وأشير بيدي ببراءة معبراً قد أرفع صوت الراديو عن غير قصد. كلا! ليس هذا ما أردت.

  • الضوابط الصوتية

كم مرة كنت في منتصف حديثك مع صديق في مقعد الراكب وقطعت السيارة حديثكما؟ قائلةً: "لم أستطع أن أفهم تماماً؛ هل يمكنك تكرار ذلك؟"، لم أكن أتحدث إلى السيارة في المقام الأول! لا حاجة لقول المزيد حول ذلك.

مرسيدس تنضم إلى تسلا وفولكس واجن في سباق السيارات الكهربائية المدمجة

ثم هناك جانب آخر لهذا حين تريد أن تفعل السيارة شيئاً ما وتوجهها لفظياً لكنها لا "تسمعك" بشكل صحيح بحيث تقول "اتصل بآنتي بارب" فتجيب "سأتصل بأنتوني". ليس هذا جديداً فقد عرضه صانعو السيارات من "مازدا" و "فورد" وصولاً إلى "جينيسيس موتورز" بطرازها "جي في80 "، و"أستون مارتن" في "دي بي إكس" الجديد. وهم يقتربون من الهدف، إذ أصبحت تقنيات التعرف على الكلام عصرية وضرورية، لدرجة أنها تسمح حتى بتصفح الويب والتطبيقات بواسطة الكلام. لكنهم ما يزالون بحاجة إلى تشغيل هذه التقنية بالمستويات التي نعرفها ونثق بها في هواتف "أندرويد" أو "آيفون".

  • مقبض ناقل الحركة المصغر

هذا ليس مصدر قلق نابع من التقنية بقدر ما هو ناتج عن التصميم. تلك المقابض الناقلة للحركة بحجم علبة الدواء التي تبنتها "أودي" و"بورشه" تباعاً في سيارات مثل "إي-ترون جي تي" و"تايكان". من المنطقي أن تفعل هاتان العلامتان التجاريتان ذلك لأنهما مملوكتين لشركة "فولكس واجن". لكنها تبدو سخيفة. الأهم من ذلك أنها تتطلب خطوة إضافية عندما تركن السيارة وترغب في الخروج، حيث يجب عليك الضغط على الزر (P) لمنع السيارة من التدحرج وهي في الإعداد المحايد الافتراضي.

لقد كان الهدف هو إزالة علبة السرعات اليدوية ومقبض ناقل الحركة؛ لكن هل كان يجب أيضاً على المهندسين زيادة المعاناة عند تصميمهم لهذا الطراز من مقبض نقل الحركة؟

  • نوافذ تعمل بلمسة واحدة

يمكن للتقنية البسيطة التي تفتح أو تغلق نافذة السيارة بالكامل بلمسة زر واحدة أن تزعجك، تماماً مثل تلك البعوضة التي لن تتوقف عن الطنين في أذنك. إذا تركت إصبعك على الزر لفترة قصيرة أكثر من اللازم، يحصل أنه بدلاً من ضبط النافذة وهي نصف مفتوحة أو مفتوحة قليلاً من الأعلى، تكون قد أرسلتها بسرعة لأسفل لتفتح على مصراعيها أو أنها تغلق بالكامل. توفر الكثير من السيارات الفاخرة هذه الميزة المزعجة، حتى سيارة "مرسيدس-بنز" من طراز "إي كيو إس" الممتازة.