8 شخصيات طبعت بصمتها على 2021

الشخصيات تمّ اختيارها بناءً للبيانات على كافة منصات "الشرق" الإعلامية
الشخصيات تمّ اختيارها بناءً للبيانات على كافة منصات "الشرق" الإعلامية المصدر: الشرق
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شهد العام 2021 الكثير من الأحداث، أبرزها ليس من صنع البشر، بل الطبيعة والأسواق، وفي مقدّمها فيروس كورونا وتضخم الأسعار والعملات المشفرة والنفط والتحدّيات المناخية وغيرها العديد.

لكن ذلك لم يحجب دور عدد من الشخصيات القيادية التي لعبت دوراً في تحريك الأحداث سواءً على الصعيد العالمي أو داخل بلدانها.

"الشرق" ألقت الضوء على 8 من هذه الشخصيات، تمّ اختيارها بناءً للبيانات على كافة منصاتنا الإعلامية، من قناة "الشرق" التلفزيونية إلى مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة وصولاً إلى موقع "اقتصاد الشرق"، حيث تمّ تصنيف الشخصيات التي نالت أخبارها التفاعل الأكبر من قِبل الجمهور على مدار العام.

محمد صلاح

الشخصية الأولى لا تنتمي لعالم الاقتصاد ولا السياسة، لكنها نجحت في توحيد اهتمام الشارع العربي حول رياضة كرة القدم، حتى أطلق عليه لقب "فخر العرب".. إنه كابتن المنتخب المصري وهداف فريق ليفربول الإنكليزي محمد صلاح.

صلاح شغل الرأي العام، ليس فقط بسبب وصوله لمكانة لم يبلغها أي لاعب عربي محترف، ما جعله مرشحاً للحصول على أعلى راتب بالدوري الإنجليزي، لكن ايضاً بسبب تصريحات إعلامية أثارت جدلاً ووضعته تحت مجهر وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها قوله عن شرب الخمر خلال مقابلة تلفزيونية: "أنا مبشربش الخمرة عشان مش شايفها حاجة كبيرة ونفسي مبتروحلهاش"، دون أن يتطرق لكونها حرام. وكذلك عندما نشر صورة يحتفل فيها مع أسرته بعيد الميلاد.

لكن قصة صلاح لم تتوقف عند كرة القدم وأرقامه القياسية على المستطيل الأخضر والجدل على "السوشيال ميديا"، بل شاهدناه داعماً لقضايا عالمية كبرى، وفي مقدمها أزمة تغير المناخ.

جو بايدن

الشخصية التالية هي أيضاً صاحبة رقمٍ قياسي، لكن بمقياسٍ مختلف تماماً، فصاحبها هو الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

عندما تولّى جو بايدن منصبه مطلع عام 2021، كان عليه التعامل مع أكبر أزمة صحية واقتصادية عرفها العالم المعاصر. وقبيل تنصيبه، انطلقت أعمال شغب في العاصمة واشنطن لم تعرفها البلاد من قبل، حيث احتل المناهضون له، الموالون للرئيس السابق دونالد ترمب، مبنى الكابيتول مقرّ الكونغرس.

حين يتولى أي رئيس أميركي مسؤولية إدارة أكبر اقتصاد في العالم، يتمحور النقاش دوماً حول "التركة" التي ورثها عن سلفه وكيفية تعامله مع تبعاتها.. وميراث بايدن كان ثقيلاً، لا يمكن اختصاره فقط بما نتج عن حقبة ترمب، من حرب تجارية مع الصين وتفشي خارج عن السيطرة لفيروس كورونا، لكنه أيضاً ورث ملفات وحروب عالقة منذ إدارة جورج بوش، أي عمرها عقدين من الزمن، أبرزها أفغانستان، حيث نفذ الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية نهاية أغسطس.

مطلع العام الجديد، يكمل بايدن عامه الأول في البيت الأبيض، إلاّ أن الرئيس الديمقراطي يواجه تراجعاً ملحوظاً في شعبيته، حيث أعرب 57% من الأمريكيين عن عدم رضاهم عن تعامله مع الملف الاقتصادي، بحسب آخر الاستطلاعات.

يواجه بايدن رياحاً معاكسة، حتى من داخل بيته السياسي، ومنها تراجع التأييد لخطته للتحفيز الاقتصادي البالغة قيمتها 2 تريليون دولار، والتي تصطدم بتسجيل التضخم الأمريكي أعلى مستوى في 40 عاماً. هذه الخطة التي تتصدر أجندة بايدن، من المقرر التصويت عليها من قِبل مجلس الشيوخ أوائل 2022.. فهل تمرّ، أم تخضع لعائقي التضخم وتراجع شعبيته؟

فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أحد أكثر الشخصيات التي تمّ البحث عنها على منصات "الشرق" الرقمية هذا العام. الضابط السابق في لجنة أمن الدولة (KGB) شهد بأم عينيه نهاية الحرب الباردة وصعود الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة في العالم، والكثير من المواقف تُشير إلى طموحه باستعادة مجد الاتحاد السوفيتي.

في 2021، لو حصرنا الاهتمام بشخصية بوتين في قضية واحدة، فالأرجح أن تكون أزمة الطاقة في أوروبا، إذ إن 47% من إمدادات الغاز للقارة العجوز تأتي من روسيا، وتراجع الدول الأوروبية عن استخدام الفحم لتوليد الطاقة بهدف احتواء الاحتباس الحراري وضعها تحت رحمة الغاز الروسي.

من جانبها، تعمل موسكو بقوة لزيادة الإمدادات عبر خط "نوردستريم 2"، الذي يواجه معارضة من واشنطن باعتباره سيزيد النفوذ الروسي في أوروبا. وتصاعدت وتيرة هذا الجدل بعد حشد روسيا لقواتها على الحدود الأوكرانية، وهو الملف الذي يُتوقّع أن يكون ضمن الأكثر سخونة سياسياً وعسكرياً خلال العام الجديد.

شي جين بينغ

تولّى منصبه عام 2013، وعدّل الدستور لاحقاً ليصبح رئيساً مدى الحياة. تصدّر العناوين بعد أن حوله الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، لألدّ خصوم الولايات المتحدة تجارياً واقتصادياً وأمنياً.. الرئيس الصيني شي جين بينغ، بدأ رئاسته بمبادرة "الحزام والطريق" التي تصفها واشنطن بأنها "مصيدة ديون للدول الفقيرة"، كما أعاد بناء القدرات العسكرية الصينية بشكلٍ غير مسبوق.

لكن هذا العام تحوّلت بوصلة الرئيس الصيني نحو الداخل تحت شعار "الرخاء المشترك"، والتي يرى البعض أنها حملة للتأكيد على شيوعية الدولة، لاسيما باستهدافها لأغنياء الصين الذين تضخّمت ثرواتهم على مدار العقود القليلة الماضية، وعلى رأسهم جاك ما، مؤسس "علي بابا" وأغنى رجل في البلاد. بعد ذلك اتجهت أنظار السلطات الصينية نحو منع طرح أسهم الشركات الصينية في البورصات الخارجية لاسيما الأمريكية، وفي مقدّمها تعليق أكبر إدراج في تاريخ أسواق المال العالمية لشركة "آنت جروب".. كيف سينعكس ترتيب البيت الداخلي لثاني أكبر اقتصاد في العالم على الأسواق؟ الإجابة سيتضح جزء كبير منها في 2022.

محمد بن سلمان

منذ 5 سنوات، أعلن عن خطة إصلاح اقتصادي طموحة باسم "رؤية 2030"، كانت أهم محاورها تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، والتركيز على التكنولوجيا، وتنمية السياحة، ورفع مساهمة صندوق الاستثمارات العامة بالإنفاق المحلي. واجتماعياً، تعزيز حقوق المرأة.

الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، تصدّر قائمة الأكثر بحثاً على منصات "الشرق" الرقمية في 2021. بدأ العام بقمة العُلا التي أنهت الأزمة مع قطر وأعادت لمّ شمل مجلس التعاون الخليجي، وأنهاه بقمة في الرياض أكّدت على وحدة الصف والتكامل الاقتصادي، سبقها جولة مكوكية على الدول الخليجية الخمس.

أما "رؤية 2030"، فانعكست بشكلٍ ملموس على موازنة المملكة لهذا العام التي تحوّلت لأول فائض منذ 8 سنوات. بالإضافة لتعزيز مكانة العاصمة الرياض كمركز استثماري عالمي وكمقرّ إقليمي مُفضّل للشركات الدولية. إلى جانب تعظيم دور صندوق الاستثمارات العامة محلياً ودولياً والذي يستهدف تنمية أصوله إلى تريليون دولار بحلول 2025.

إلى ذلك، ومنذ تفشي جائحة كورونا، وما تلاها من انهيار لأسعار النفط لمستويات غير مسبوقة، توجهت الأنظار إلى السعودية بوصفها أكبر مصدر للنفط في العالم، والتي نجحت مع تحالف "أوبك+" بإعادة التوازن والاستقرار للسوق. لكن ارتفاع سعر برميل النفط إلى أكثر من 80 دولاراً، اعتبرته الكثير من الاقتصادات السبب الرئيسي، مع اضطراب سلاسل الإمداد، وراء موجة التضخم التي اجتاحت أسواقها، ما فتح الباب لمواجهة نفطية بين تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية وروسيا، والاقتصادات المتقدمة بقيادة الولايات المتحدة، والتي يُتوقّع أن تكون إحدى العناوين الأساسية على مدى العام الجديد.

عبد الفتاح السيسي

عند توليه منصبه عام 2014 لم يكن أمامه العديد من الخيارات، فاحتياطي العملة الأجنبية تراجع لمستويات تضع الأمن الغذائي في خطر، ناهيك عن تدهور النمو الاقتصادي، وانفلات أمني جعل جذب الاستثمارات الأجنبية أمراً شبه مستحيل. لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نجح بقلب المشهد رأساً على عقب. غير أن عملية التحوّل لم تكن وردية على طول الخط، فالإصلاحات اللازمة والتي تمّ تطبيقها، وضعت ضغوطاً طاحنة على الطبقة الفقيرة التي تُقدّر بالملايين، فتعويم سعر صرف الجنيه المصري عام 2017 رفع التضخم في البلاد لأكثر من 30%. لكنها، في المقابل، نجحت في تحرير الاقتصاد من عبء استخدام الاحتياطي لدعم العملة والاستدانة لتمويل فاتورة الدعم الباهظة، فارتفعت الاحتياطات الأجنبية من 16 إلى 45.5 مليار دولار.

من المتوقع أن يبلغ نمو الاقتصاد المصري هذا العام 5.4%، وهو الأعلى منذ 7 سنوات، بعد أن كانت مصر من ضمن الاقتصادات القليلة حول العالم التي حققت نمواً إيجابياً في عام كورونا وذلك بمعدل 3.6.

رغم ذلك، تواجه خطة السيسي للإصلاح الاقتصادي انتقادات، حيث بلغت معدلات الفقر 29.7%، ليبقى السؤال الأهم لعام الجديد: متى تنعكس الإصلاحات الاقتصادية على مستوى معيشة المواطن المصري؟

مارك زوكربيرغ

رغم ارتفاع ثروته بأكثر من 24 مليار دولار لتصل إلى 128 ملياراً، إلاّ أن 2021 كان عاماً بالغ الصعوبة على مارك زروكربيرغ، مؤسس ورئيس "ميتا" (فيسبوك سابقاً).

بدءاً من تسريبات مديرة المحتوى السابقة في "فيسبوك"، والتي اتهمت الشركة بوضع الربح كأولوية على حساب دقة الأخبار وخصوصية المستخدمين، مروراً بدورٍ مزعوم لمنصته بنشر معلومات مضللة حول فيروس كورونا، فضلاً عن عدم اتخاذها إجراءات لحجب مواد تحريضية قبل اقتحام مبنى الكابيتول، وصولاً إلى الضغوطات من الكونغرس الأمريكي لوضع مزيد من التشريعات والضوابط على نشاط منصات التواصل الاجتماعي.

وزاد الطين بلّة، انقطاع الخدمة عن المنصات التابعة لفيسبوك لعدّة ساعات في شهر أكتوبر.. لكن قبل انقضاء الشهر، لعب زوكربيرغ ورقة جديدة، نجح فيها إلى حدٍّ ما بتحوير الأنظار عمّا واجهه من صعوبات على مدار العام، حيث أعلن تغيير اسم الشركة من "فيسبوك" إلى "ميتا" للتركيز على الواقع الافتراضي "ميتافيرس".. فهل يبقى في 2022 على عرش عالم التواصل الاجتماعي؟

إيلون ماسك

غيّر إيلون ماسك، مؤسس شركة "تسلا"، العديد من قواعد اللعبة الاقتصادية والمالية العالمية خلال زمنٍ قياسي، من فرضه السيارات الكهربائية كمستقبلٍ للصناعة، إلى نشره الأقمار "سبيس إكس" (SPACEX) لتسيّد عالم إنترنت الفضاء، وصولاً إلى كونه أكبر مُحرّك لسوق العملات المشفرة.

ثروة ماسك ارتفعت خلال 2021 بأكثر من 120 مليار دولار، أي ما يفوق كل المال الذي جمعه مؤسس "مايكروسوفت" بيل غيتس خلال مسيرته المهنية الكاملة الممتدة منذ عقود.

إيلون ماسك تصدّر عناوين الأخبار في 2021، ليس فقط بسبب ثروته الضخمة التي ناهزت 300 مليار دولار، لكن أيضاً بسبب تغريداته المتعلقة بالعملات المشفرة، لاسيما عملة "دوج كوين" التي ارتفعت قيمتها 7000% بفضل تسليط أضوائه عليها.

في المقابل، كانت تغريدات ماسك محطّ انتقاداتٍ واسعة، حيث أدّت إلى تقلّبات حادّة بأسعار العملات المشفرة والأسهم صعوداً وهبوطاً، إلى حدّ اتهامه بالتلاعب بأسواق المال لاسيما عند إعلانه عن نيته بيع 10% من أسهمه في "تسلا".