الصين تقرر هدم 39 برجاً سكنياً لـ "إيفرغراند" في "هاينان"

"إيفرغراند" تواجه تهديداً جديداً بهدم 39 مبنى سكني على جزيرة استوائية في الصين
"إيفرغراند" تواجه تهديداً جديداً بهدم 39 مبنى سكني على جزيرة استوائية في الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه "إيفرغراند" تهديداً جديداً بهدم 39 برجاً سكنياً على جزيرة استوائية بالطرف الجنوبي من الصين وسط تسابق الحكومات المحلية لاستعادة أراضي المجموعة قبل إعادة هيكلة المطور المتعثر التي تلوح في الأفق.

طلبت حكومة مدينة دانغتشو في مقاطعة هاينان من إيفرغراند هدم ما وصفته بالمباني غير القانونية خلال 10 أيام. تم إصدار القرار في 30 ديسمبر، ما يعني احتمال بدء أعمال هدم الشقق شبه المكتملة بحلول 9 يناير الجاري.

قرار مقاطعة هاينان يعد من بين أكثر الإجراءات تطرفاً في سلسلة الإجراءات الحكومية للاستيلاء على أصول الشركة وممتلكاتها من الأراضي ما يبرز حجم المخاطر الذي تتعرض له أصولها الأكثر قيمة، وسط استعداد المجموعة لأكبر إعادة هيكلة على الإطلاق في الصين.

طالع المزيد: انهيار أسهم عقارات الصين بعد أوامر بهدم مباني إيفرغراند

استهداف 11 قطعة أرضية

تم استهداف ما لا يقل عن 11 قطعة أرضية لمصادرتها من قبل السلطات المحلية في الأشهر الأخيرة لأسباب تتراوح بين تعطل المشاريع إلى دفع الرسوم المتأخرة.

يندفع المزيد من المسؤولين بكافة أنحاء الصين للسيطرة على أصول "إيفرغراند" قبل إعادة الهيكلة المحتملة عن طريق المحكمة والتي ستقيد سلطتهم ما يصعب على الدائنين الوضع المالي الحقيقي للمطور، حيث تمثل قيمة أراضي "إيفرغراند" والمشاريع غير المكتملة عاملاً أساسياً لتحديد ما إذا كانت سندات "إيفرغراند" تستحق الشراء بأسعار تبلغ حوالي 15 سنتاً.

اقرأ المزيد: "إيفرغراند" تسابق الزمن لإعادة تشغيل المشروعات مع قرب استحقاق سداد الديون

قال باتريك وونغ المحلل في بلومبرغ إنتليجنس: "ربما تكون إيفرغراند قد خسرت آخر فرصة لبيع أراضيها والحصول على سيولة".

لم ترد "إيفرغراند" على الفور على طلب للتعليق، ولم يتم الرد أيضاً على اتصالات للحصول على تعليق من السلطات في دانغتشو.

المطور أكد يوم الثلاثاء رداً على قرار الهدم، أنه سيعالج القضية بشكل استباقي.

طالع المزيد: "إيفرغراند" تفوت موعداً آخر لسداد الديون

أراضي الحكومات

تشتري أوتستأجر الشركات العقارية الأراضي من الحكومات المحلية، ما يجعل العقارات مصدراً رئيسياً لإيرادات أكبر مدن الصين.

قالت السلطات المحلية في مدينة تشنغدو الغربية في منتصف ديسمبر، إنها تخطط لمصادرة قطعتي أرضٍ من "إيفرغراند" دون تعويض، لأن الأرض ظلت معطلة بعد شرائها في عامي 2010 و2011 باستثمارات تبلغ ما لا يقل عن 4.9 مليار يوان (770 مليون دولار).

تأتي الخطوة عقب مصادرة 8 قطع أراض في مدينة هايكو الجنوبية قبل أيام، من بينها 6 قطع أراض اشترتها "إيفرغراند" من شركة "نيو وورلد ديفيلوبمينت" عام 2015. كما استعادت مدينة أنكينغ بمقاطعة أنهوي الوسطى في سبتمبر أراضي مشروع سنترال بارك متعدد الاستخدامات، اشترتها "إيفرغراند" مقابل 877 مليون يوان، لكنها لم تدفع الرسوم.

مصادر مطلعة، أكدت أن الحكومات المحلية في مناطق أخرى قد تولت إدارة مشاريع "إيفرغراند" للحد من المخاطر وضمان تسليم المنازل للمشترين، وأشاروا إلى أن المسؤولين ينتابهم القلق من الإعلان عن إعادة الهيكلة بقيادة المحكمة، ما يزيد صعوبة استعادة الأرض.

طالع أيضاً: أباطرة عقارات الصين يسحبون المليارات من ثرواتهم لإنقاذ شركاتهم

778 مشروعاً في 233 مدينة

تعد "إيفرغراند" أحد أكبر مالكي الأراضي في الصين بعدد 778 مشروعاً في 233 مدينة. تبلغ ممتلكاتها من الأراضي 214 مليون متر مربع، بقيمة دفترية 456.8 مليار يوان، وفقاً لإفصاح الشركة في يونيو.

يعد مشروع المجموعة بحجمه الهائل في هاينان من أبرز مشاريع "إيفرغراند"، حيث تبلغ تكلفته 25 مليار دولار، كما تقترب الوحدات السكنية من الانتهاء بشكل كامل، بينما يمتلئ محيطها الخالي من الأشجار على خليج دانغتشو بالأتربة. يغطي المجمع السكني مساحة أرض تبلغ 435000 متر مربع (4.7 مليون قدم مربع) ما يكفي لملء مساحة المكاتب في مبنى إمباير ستيت بنيويورك مرتين.

وصفت حكومة دانغتشو المشروع عندما بدأ في عام 2010 بقدرته على تحويل المدينة الصغيرة لمركز مؤتمرات عالمي ونقطة جذب سياحية. وسط تقديرات بتوفير الجزر الاصطناعية في بحر الصين الجنوبي التي تشبه جزر النخيل في دبي أكثر من 100000 وظيفة، كما تستوعب 134100 من السكان والزائرين بحلول عام 2030. وتعرف هاينان بـ "هاواي" الصين نظراً لمناخها الاستوائي وتضاريسها الجبلية إلى جانب تمتعها بمجموعة من ملاعب الجولف والشواطئ. كما تقترب المدينة التي تقع في أقصى نقطة جنوب الصين من ساحل فيتنام، ومنها إلى هونغ كونغ أومقر "إيفرغراند" في شنغن.

اقرأ أيضاً: أصول مطوري عقارات الصين.. هل من مشترٍ؟

تحديات المشروع

بدأت "إيفرغراند" البناء في مشروع "أوشن فلاور أيسلند" عام 2015 وقالت المجموعة إنها استثمرت 81 مليار يوان في المشروع حتى الآن، ما يعادل نحو نصف الميزانية الإجمالية البالغة 160 مليار يوان.

رغم ذلك، واجه المشروع تحديات عديدة في السنوات الأخيرة. حيث كشفت فرق التفتيش في عام 2017 عن مخالفة بعض قطع الأراضي المقيدة بالجزر المستصلحة للقواعد البيئية. كما تم اعتقال تشانغ كي رئيس بلدية دانغتشو السابق الذي دعم المشروع؛ حيث تم الحكم عليه في عام 2020 بالسجن مدى الحياة بتهم رشوة مرتبطة بمشاريع التنمية.

توقف البناء منذ أكتوبر 2020 حيث اتهمت المدينة المشروع بأنه غير قانوني لمخالفته القواعد البيئية بشأن التأثير على الشعاب المرجانية القريبة وأحواض محار اللؤلؤ.

قالت "إيفرغراند" إن قرار الهدم لا يؤثر على باقي المشروع، حيث تم تسليم 60567 شقة للمشترين واقتراب تسليم 628 وحدة أخرى. بلغت قيمة شقة مكونة من غرفتي نوم في المجمع مؤخراً نحو 160 ألف دولار.

طالع المزيد: الصين بصدد فرض ضرائب على مالكي العقارات السكنية

زيادة مخاوف المستثمرين

قد يؤدي قرار الهدم في هاينان لزيادة مخاوف المستثمرين من استمرار حملة المسؤولين ضد شركات العقارات المثقلة بالديون مثل "إيفرغراند"، ما سيؤثر على اتخاذ خطوات لضمان احتفاظ المطورين الأقوى بإمكانية الوصول إلى التمويل. وقد أعلنت شركات التصنيف الشهر الماضي عن تخلف أكبر مطور عقاري مثقل بالديون في العالم، وتبلغ التزاماتها 300 مليار دولار عن سداد ديونها بعد أن فشلت في سداد مدفوعات أقساط سندات مستحقة.

طالع أيضاً: إعادة هيكلة ديون "إيفرغراند" تضع حاملي السندات تحت رحمة بكين

قال كيني نغ المحلل الاستراتيجي في شركة "إيفربرايت صن هونغ كاي: "رغم عدم أهمية مشروع هاينان بالنسبة لاستراتيجيته الدولة لكن سيكون له تأثير كبير على الثقة".

يتزامن ذلك مع استمرار تراجع مبيعات "إيفرغراند" حيث انخفضت الشهر الماضي مبيعات ثالث أكبر مطور في الصين بنسبة 99% على أساس سنوي الذي يعد الأكبر بين 31 شركة تطوير عقاري مدرجة يتتبعها محللو "سيتي غروب" و7% مقارنة بشهر نوفمبر.