عملاقة الطاقة الألمانية "يونيبر" تقترض 11 مليار دولار لتغطية هامش البورصة

أزمة الطاقة في أوروبا أربكت حسابات الشركات
أزمة الطاقة في أوروبا أربكت حسابات الشركات المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أُجبرت شركة الطاقة الألمانية العملاقة "يونيبر" Uniper على اقتراض المليارات لتغطية الهامش، وهو الضمان الذي تتطلبه البورصات لدعم التداولات، وسط ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء في أوروبا.

بعد إغلاق التداول، الثلاثاء الماضي، قالت الشركة في بيان، إنَّها حصلت على قروض إضافية بإجمالي 10 مليارات يورو (11.3 مليار دولار) من الشركة الأم الفنلندية "فورتيم أويج" Fortum Oyj، و"كيه إف دبليو آيبيكس-بنك" KfW IPEX-Bank.

تتوافق تسهيلات الاقتراض مع حوالي ثلثي القيمة السوقية للشركة التي تزيد عن 15 مليار يورو قليلاً.

تعاني أوروبا من أزمة في الطاقة بعدما قامت روسيا بالحد من إمدادات الغاز في وقت انتعاش الطلب. و حطّمت أسعار الغاز والطاقة الأرقام القياسية لعدة أيام خلال العام الماضي، و بدأت الأسعار في الارتفاع مرة أخرى حالياً، برغم قيام أسطول شحنات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بالتهدئة في النصف الثاني من شهر ديسمبر.

و قالت "يونيبر": "أدى ارتفاع أسعار السلع إلى استدعاء هامش أعلى بشكل مؤقت، في الوقت الذي دفعت فيه أسعار السلع المرتفعة إلى زيادة قيمة أصول الغاز والطاقة الأساسية لشركة (يونيبر). لذلك؛ لم تتأثر توقُّعات أرباح (يونيبر) الهيكلية سلباً."

اقرأ أيضاً: تراجع المخزونات يُفاقم أزمة الغاز في أوروبا

كان العام 2021 أكثر الأعوام تقلّباً بالنسبة لسوق الغاز الأوروبية، مع ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 40% ليوم واحد فقط في أكتوبر. أشارت تلك المكاسب الهائلة إلى أنَّ بعض الشركات اضطرت إلى الاستفادة من أموال إضافية، بينما انسحب العديد من موردي الطاقة الصغار. وقال المدير المالي مايكل مولر في نوفمبر، إنَّ "آر وي إي" RWE كان لديها أيضاً "متطلبات سيولة إضافية".

حصلت "يونيبر" على حد ائتماني قيمته 8 مليار يورو من "فورتيم" بتاريخ 22 ديسمبر، واستخدمت جزءاً منه بالفعل، كما سحبت الشركة كامل التسهيلات الائتمانية الحالية البالغة 1.8 مليار يورو التي تمتلكها مع بنوكها الأساسية، بالإضافة إلى انتفاعها من 2 مليار دولار من بنك "كيه إف دبليو" بتاريخ 4 يناير، في شكل "تسهيل احتياطي في حال تعرّض سوق السلع الأساسية إلى المزيد من التطورات الحادة".

تحوّط الطاقة

تعتبر هذه المرة الثانية في أقل من ستة شهور التي تُضطر فيها الشركة إلى دعم السيولة وسط ارتفاع أسعار الطاقة، بعدما كشفت في المرة الأولى عن احتياجات رأس المال الإضافية في أرباح الربع الثالث بشهر نوفمبر. وقالت الشركة في ذلك الوقت، إنَّها تحوّطت بنسبة 90% فيما يتعلق بأسعار الطاقة الألمانية لعام 2022 بسعر 49 يورو للميغاواط / ساعة، و90% لعام 2023 بسعر 51 يورو.

اقرأ أيضاً: أزمة الغاز في أوروبا قد تستمر حتى أوائل 2023

لكنَّ الأسعار ارتفعت منذ ذلك الحين، فقد أنهت أسعار الكهرباء الألمانية عقد تسليم عام 2022 عند 220 يورو، أي أكثر من أربعة أضعاف السعر الذي باعته "يونيبر". ويتم تداول عقد التسليم لعام 2023 عند 140.50 يورو حالياً.

كما قال المحللون لدى "آر بي سي" RBC في مذكرة: "يُظهر مقدار هذه التسهيلات مدى التحركات الحادة في أسعار السلع الأساسية الأخيرة، وتأثيرها في مدفوعات الهامش للأحجام الآجلة المباعة من قبل "يونيبر".

وأضافت المذكرة: "في حين أنَّه لا ينبغي أن يكون لذلك أي تأثير حقيقي على الأرباح بالمدى القريب، إلا أنَّ الخلاصة الرئيسية التي نصل إليها هنا تتعلق بالمراكز النقدية والائتمانية، ورأس المال العامل الذي يحتاجه المشاركون في السوق."

اقرأ أيضاً: أوروبا العجوز تحت رحمة الشتاء وجنون أسعار الطاقة

تعرّضت شركة تداول السلع، "غونفير غروب" Gunvor Group، أيضاً لتغطية الهامش بنحو مليار دولار العام الماضي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. و وقَّع أكبر متداول مستقل للغاز الطبيعي المسال في شهر ديسمبر على قرض قيمته 1.14 مليار دولار مع بنوك من أمثال "روكابنك"Rabobank، و "سوسيتيه جنرال" Societe Generale، وذلك لتداول الوقود بعد فترة وجيزة.

واجهت شركات الطاقة كذلك تقلّبات شديدة في نهاية العام الماضي عندما ارتفعت أسعار الغاز مع استمرارها حتى شهر مارس 2023. برغم أنَّ أسعار الغاز تكون رخيصة عادة في الصيف؛ تجاوز الوقود للتسليم في ذلك الفصل 100 يورو لكل ميغاواط / ساعة بمرحلة ما في شهر ديسمبر، وهي أعلى نسبة تم تسجيلها.