كيف نميز بين الحلول المناخية "الحقيقية" و"الزائفة"؟

المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد ستة أعوام من الكتابة حول كل ما يتعلق بتغير المناخ، اكتشفت أنَّ إنجازي تمثَّل في تغطية حلول زائفة وأخرى حقيقية. ربما كان ذلك من الناحية الفعلية علامة على تحقيق تقدُّم.

الحلول الزائفة لخفض انبعاثات الكربون المسببة لاحترار الكوكب، ليست جديدة. غير أنَّ أعداد الناس الذين يروّجون لتلك الحلول، والأموال التي تُنفق عليها، تزايدت بدرجة كبيرة خلال الأعوام القليلة الماضية.

اقرأ أيضاً: 2022 هو عام مواجهة الغسل الأخضر في الصين

وضعت أكبر 10 اقتصادات في العالم أهدافاً للوصول إلى انبعاثات صفرية في غضون عقود من اليوم. إنَّها فرصة تجارية كبيرة دفعت الناس من كل الفئات للاهتمام أخيراً بمشكلة المناخ. لم يعد الأمر يقتصر على قيام بعض الأشخاص بإرسال رسائل بالبريد الإلكتروني حول آلات حركة دائمة لا تحتاج إلى طاقة، و قاموا باختراعها في مرآب منزلهم.

اقرأ المزيد: 170 مليار دولار تكلفة أسوأ عشر كوارث مناخية خلال 2021

يتلقّى الصحفيون بصورة منتظمة بيانات صحفية تغالي في حديثها عن كل شيء، بدءاً من عمل الشركات متعددة الجنسية على حل أزمة المناخ عن طريق تشجيع إعادة تدوير المخلفات، وصولاً إلى الادعاء بأنَّ منتجاتها "تأتي من مصادر مستدامة"، عندما تكون الحقيقة خلاف ذلك.

أحياناً، يرشح الغسل الأخضر من هذه الحلول، لكنَّه غالباً ما يختفي من خلال خدع معقدة.

اقرأ أيضاً: عقبات جديدة تؤخر قواعد الغسل الأخضر

مع بداية العام الجديد؛ إليكم بعض الطرق السريعة لاختبار ما إذا كانت الحلول المناخية تستحق الالتفات إليها:

هل تنبعث منها رائحة الغسل الأخضر؟

بعض الحلول تؤطَّر باعتبارها إسعافات أولية ضرورية حتى يتم التوصل إلى حلول حقيقية. تحت هذا التصنيف، تقع تعويضات الكربون.

إذا نفّذت بطريقة ملائمة، قد تثبت اعتمادات الكربون أنَّها وسيلة قادرة على إزالة نسبة ضئيلة من انبعاثات الاحتباس الحراري العالمية. هذه الإمكانية، برغم ذلك، غالباً يتم تضخيمها حتى تتجاوز حد المعقول، بهدف تبرير استمرار تلوث أشد خطورة بمراحل عدة.

هل ظهرت "الرصاصة الفضية"، باعتبارها الحل السحري؟

للأسف؛ فإنَّ مشكلة تغير المناخ لن يحلها قتل "المستذئبين" بالرصاصة الفضية كما في الأفلام. غير أنَّ ذلك لا يمنع العديد من الادعاء، مثلاً، لو كان العالم فقط يتبنى نظام ضرائب الكربون، أو يموّل تطوير الاندماج النووي؛ فسيتوقّف ارتفاع حرارة الكوكب.

يجب دائماً أن نتوخّى الحذر من شخص يزعم أنَّ لديه الإجابة الواحدة والوحيدة لمشكلة متعددة الجوانب مثل هذه المشكلة.

لا يمكن أن تكون جيدة إلى هذا الحد؟

هذا لا يعني أنَّ الأفكار الغريبة والمضحكة غير مرحّب بها، وإنما لا بدّ من إثبات إمكانية تطبيقها خارج المعامل.

راجع قصة "غلوبال ثرموستات" (Global Thermostat)، الشركة الناشئة في الولايات المتحدة التي وعدت بصناعة آلات يمكنها امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء بتكلفة زهيدة، وبعد عقد من الزمان لم يكن لديها ما تقدّمه.

هل المسألة في التسويق؟

غالباً ما تكتسب الأفكار مصداقية، عندما يدعمها أشخاص تثق بهم. لكن هذا لا يكفي في كل الأحوال.

انظر فقط إلى المبالغ المالية الكبيرة التي توجّه إلى الصناديق الملتزمة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تدعم الشركات التي يفترض أنَّها تعالج المشكلات البيئية والاجتماعية ومشكلات الحوكمة. وفي الواقع؛ فإنَّ الاستثمار المستدام يتعلق بالمحافظة على الأرباح، لا على الكوكب.

كيف ستطبق السياسات الحكومية؟

إنَّ الإجراءات لا تنجح كلها كما يروّج لها في الدعاية، وبعضها يؤدي إلى نتائج عكسية، وبطريقة مذهلة ولافتة.

ماهي النتائج التراكمية غير المباشرة؟

التزاحم على تقديم حلول لمشكلة المناخ، يأتي من جهات كثيرة في المجتمع.

بيع إحدى الشركات، على سبيل المثال، قد يساعد على حذف بعض الانبعاثات الكربونية من قائمة المركز المالي، غير أنَّه وبطريقة غير مقصودة ينتهي الأمر بذلك إلى زيادة إجمالي الانبعاثات.

هذه القائمة لا تشمل كل شيء، لكنَّها تعطيك فكرة عن كيفية استبعاد بعض الحلول الرديئة. ومع تزايد الضغوط على الشركات والحكومات لكي تفصح عن حجم الانبعاثات لديها؛ يصبح من الأسهل تدريجياً متابعة أدائها. وفي نهاية المطاف؛ يظل السؤال: هل تنخفض الانبعاثات لديها بالقدر المطلوب علمياً؟.