رئيس كازاخستان: الوضع تحت السيطرة

سيارات محترقة بالقرب من المباني الإدارية في وسط مدينة ألماتي الكازاخستانية في 6 يناير 2022، عقب أعمال العنف التي اندلعت بعد احتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود
سيارات محترقة بالقرب من المباني الإدارية في وسط مدينة ألماتي الكازاخستانية في 6 يناير 2022، عقب أعمال العنف التي اندلعت بعد احتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود المصدر: أ.ف.ب
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، إن السلطات أعادت النظام إلى حد كبير في جميع أنحاء بلاده، بعد حملة قمع كاسحة على المحتجين من جانب قوات الأمن، مدعومة بنشر القوات الروسية في الدولة الواقعة بآسيا الوسطى.

تعهد توكاييف، اليوم الجمعة، بمواصلة العمليات ضد من أسماهم "الإرهابيين" بعد أن أبلغ اجتماعاً لمسؤولي إنفاذ القانون أن قوات الأمن المشتركة من روسيا وحلفاء آخرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق بدأت في الوصول إلى كازاخستان، وفقاً لمنشور على موقعه الإلكتروني.

قُتل العشرات من المتظاهرين المناهضين للحكومة وأصيب المئات على أيدي قوات الأمن، كما اعتقل أكثر من 3000 شخص، بعد أن تعهد توكاييف بالرد "القاسي" لإخماد أكبر تحد لقيادة كازاخستان منذ الاستقلال في عام 1991.

تسلسل زمني.. ماذا يحدث في كازاخستان؟

بعد أن ألقى باللوم في نشوب الاحتجاجات على قوات خارجية لم يسمها، اتخذ خطوة غير مسبوقة بمطالبة روسيا والأعضاء الآخرين في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، بإرسال قوات إلى كازاخستان لدعم حكمه.

أفادت أنباء عن إطلاق نار مكثف في مدينة ألماتي، حيث تحركت القوات لتطهير ميدان الجمهورية الرئيسي، وفقاً لقناة تلفزيون "خبر". ذكرت القناة أن الأجهزة الأمنية استعادت السيطرة على جميع المباني الحكومية في المدينة بما في ذلك مبنى الإدارة المحلية والمقر الرئاسي.

أسعار الوقود تشعل الاحتجاجات

اندلعت الاحتجاجات في البداية بسبب الغضب من ارتفاع أسعار الوقود، وسرعان ما تصاعدت إلى مظاهرات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد وسط استياء شعبي من انخفاض مستويات المعيشة والفساد المستشري. نزل الآلاف إلى الشوارع واستولوا على المباني الحكومية.

فرض توكاييف حالة الطوارئ في الدولة الغنية بالطاقة والمعادن، وتم قطع الاتصال بالإنترنت في معظم أنحاء البلاد العملاقة، التي توازي مساحتها أوروبا الغربية.

أفادت وزارة الداخلية الجمعة أن 26 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم خلال العمليات الأمنية.

في وقت سابق قالت الوزارة إن 18 من عناصر الشرطة لقوا حتفهم وأصيب 748 أخرون في اشتباكات مع المتظاهرين.

قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن الوزير أنتوني بلينكين، حثّ الحكومة على السعي لإيجاد "حل سلمي للأزمة، يحترم الحقوق"بعد اتصال هاتفي أمس الخميس مع نظيره الكازاخستاني، مختار تيلوبردي.

جاء التدخل المثير للتكتل العسكري لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة الكرملين، لنشر ما أسموه "قوات حفظ السلام" عقب تقارير عن استسلام قوات الأمن الكازاخستانية للمتظاهرين.

يضم التحالف الذي تهيمن عليه روسيا أيضاً أرمينيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان.

أسعار اليورانيوم تحلّق

ارتفعت أسعار اليورانيوم وسط الاضطرابات في أكبر دولة موردة للوقود النووي في العالم، على الرغم من أن أكبر شركة تعدين في كازاخستان، "كازاتومبروم" (Kazatomprom)، قالت إنها ستفي بكل الشحنات في مواعيدها. لم تظهر مؤشرات على تعطل انتاج النفط، أكبر صادرات البلاد.

اقرأ المزيد: تعديل إنتاج أكبر حقل نفطي في كازاخستان بسبب الاضطرابات

مع انقطاع الاتصالات، كان من الصعب الحصول على صورة واضحة عن مدى نجاح واتساع نطاق حملة القمع التي تنفذها السلطات في محاولة استعادة النظام.

لم تعلن منظمة معاهدة الأمن الجماعي ولا حكومة توكاييف أسماء القوى الخارجية التي ألقوا باللوم عليها في اندلاع الاحتجاجات، والتي يبدو أنها انطلقت بشكل عفوي.

قالت وزارة الخارجية الروسية أمس الخميس إن الاضطرابات كانت "محاولة مستوحاة من الخارج لتقويض أمن وسلامة الدولة بعنف، باستخدام وحدات مسلحة منظمة ومدربة".

يمثل هذا الإجراء ثاني (إرسال قوات) تحرك رئيسي من جانب الكرملين في غضون سنوات عديدة لدعم دولة حليفة تواجه الاضطرابات. في عام 2020 ، تدخل الرئيس، فلاديمير بوتين لدعم حملة الزعيم البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو لقمع الاحتجاجات الشعبية، والتي أدت إلى فرض عقوبات من جانب الولايات المتحدة وحلفائها.

يشارك بوتين حالياً في مفاوضات عالية المخاطر مع الولايات المتحدة وأوروبا حول نزاع محتدم بشأن أوكرانيا.

شهدت الاحتجاجات في كازاخستان إطلاق دعوات للزعيم منذ فترة طويلة، نور سلطان نزارباييف للتخلي عن مقاليد السلطة.

سلم نزارباييف البالغ من العمر 81 عاماً، الرئاسة إلى توكاييف في عام 2019، لكنه احتفظ بنفوذ كبير في النظام السياسي القمعي في البلاد. لم يظهر نزارباييف أمام الرأي العام منذ اندلاع الأزمة.

قبل توكاييف استقالة حكومته، وأقال العديد من كبار مسؤولي الأمن يوم الأربعاء، في محاولة لاسترضاء المحتجين. وقال إنه يتولى رئاسة مجلس الأمن القومي من نزارباييف وتعهد بالبقاء في العاصمة نور سلطان "مهما حدث".

نفط