زيادة عائدات السندات يهدد رهان المستثمرين على ارتفاع الأسهم

صعود عوائد السندات أدى إلى تقليص ميزة ربحية أسهم شركات مؤشر التكنولوجيا
صعود عوائد السندات أدى إلى تقليص ميزة ربحية أسهم شركات مؤشر التكنولوجيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتعرض حالة التقييم التي دفعت مؤشر ناسداك 100 للصعود ثلاثة أضعاف تقريباً، لضغوط متزايدة، حيث يهدد ارتفاع أسعار الفائدة بإضعاف حجة عدم وجود بديل للأسهم.

إقرأ أيضاً: "ناسداك" يخسر تريليون دولار ويثير المخاوف من تقلبات 2022

في حين أن تقييم نموذج "سندات أم أسهم" لا تزال تميل نحو الأسهم من منظور تاريخي طويل المدى، فإنها تتعرض حالياً للضغوط بسبب أكبر زيادة أسبوعية في عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات في عام.

أدى صعود عوائد السندات إلى تقليص ميزة ربحية أسهم شركات مؤشر التكنولوجيا الثقيلة مقارنة بالمعدل القياسي إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات.

نموذج الاحتياطي الفيدرالي الذي هو موضوع جدل تحليلي كبير، يعطي على الأقل لمحة سريعة عن التقييمات المتغيرة في سوقين تتحدى علاقتهما التحديد الكمي بسهولة. فببساطة، كلما زادت مبيعات السندات، زادت مدفوعاتها مقارنة بالتدفق النقدي الذي تولده شركات التكنولوجيا الكبرى. من المحتمل أن يؤدي هذا إلى تعقيد عملية شراء الأصول بعد انخفاض أسعارها، التي رسمت معالم أسواق الأسهم لأكثر من عقد من الزمان.

اقرأ المزيد: الأسهم الأمريكية تتراجع بقوة بعد إشارة "الفيدرالي" لإمكانية رفع الفائدة مبكراً

قال مايكل أورورك، كبير استراتيجيي السوق في "جونز تريدنغ" (JonesTrading)" لسنوات، قدمت الأسواق مضاعفات باهظة لأسهم النمو، لعدم وجود بديل، ويبدو أنه بين عشية وضحاها، تتوافر بدائل كثيرة بحلول نهاية العام، وسيكون من الصعب تحديد المستويات التي ستستقر عندها الأسهم ذات النمو المرتفع في بيئة يرفع فيها الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ويقلص مركزه المالي. توفر البدائل التي تظهر من جديد، درجة أكبر من الاستقرار".

مستويات غير مسبوقة

ارتفعت أسعار الفائدة على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 1.8% الأسبوع الجاري- وهي مستويات غير مسبوقة منذ مارس 2021- في أعقاب بيع السندات الذي تزايدت وتيرته بعد صدور المحضر المتفائل بشكل مفاجئ الصادر عن اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.

أثرت الزيادة في العائدات على الأصول القائمة على المضاربة وشركات التكنولوجيا العملاقة التي تحقق عوائد نقدية على حد سواء. تراجعت سلة أسهم التكنولوجيا غير الرابحة بنسبة 10% هذا الأسبوع، بينما انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 4.5% في أسوأ أسبوع له منذ فبراير 2021.

نتيجة لذلك، تراجعت عوائد أرباح مؤشر ناسداك 100 - مقياس للأرباح مقارنة بأسعار الأسهم - إلى 0.85 نقطة مئوية فوق العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، أصغر أو أبسط عائد منذ أكتوبر 2018. حدثت هذه التطورات بسرعة.

طالع أيضاً: أسهم التكنولوجيا تواجه أعنف موجة بيع منذ عشر سنوات

سندات الخزينة المحمية من التضخم

83 شركة مدرجة

في بداية عام 2021، كانت هناك 83 شركة مدرجة على ناسداك 100، تحقق أرباحاً للأسهم أعلى من عائد الخزانة لأجل 10 سنوات، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. بحلول يوم الجمعة الماضية، تناقص عدد تلك الشركات إلى 64 شركة، التي تحقق ربحية للسهم أعلى من العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.

قلق المستثمرين بشأن ارتفاع العائد تغذيه حقيقة أنه مدفوع بالمعدلات الحقيقية، وليس التضخم. هذا يعني أن احتمال حدوث تسارع اقتصادي تسبب في قيام تجار السندات برفع توقعات أسعار الفائدة.

في حين أن هذه ليست أخباراً سيئة لجميع مستثمري الأسهم، إلا أنها إشارة تنذر بالسوء لأسهم التكنولوجيا، التي اجتذبت وعودها بحدوث نمو أسرع، المستثمرين خلال العقد الماضي خلال فترة ركود اقتصادي.

اقرأ المزيد: الأسهم الأمريكية تتراجع بقوة بعد إشارة "الفيدرالي" لإمكانية رفع الفائدة مبكراً

شراء الأصول بأسعار منخفضة

في ظل حالة التأرجح، هناك علامات على أن المشترين حاولوا شراء الأصول بأسعار منخفضة، لتحقيق مكاسب عند ارتفاعها، دون جدوى.

تدفقت قرابة 18 مليار دولار على الصناديق المتداولة في البورصة التي تركز على الأسهم خلال الأسبوع الماضي، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

مع ذلك، فإن صندوق "إنفسكو كيو كيو كيو" المتداول في البورصة، الذي تبلغ قيمته 208 مليارات دولار، ويتتبَع مؤشر "ناسداك 100"، في طريقه لفقدان نحو 700 مليون دولار.

السؤال الذي يلوح في الأفق في أذهان المستثمرين هو، هل يمكن لأرباح شركات التكنولوجيا أن تتأثر بصدمة أسعار فائدة أخرى في حالة ارتفاع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 2%، كما يتوقع الكثيرون الآن؟.

على الرغم من أن هذا ليس علماً دقيقاً، إلا أن تمريناً حسابياً بسيطاً يُظهر أن أرباح شركات ناسداك 100 ستحتاج إلى الصعود بنسبة 9% حتى يظل سعر المؤشر في مكانه ويحافظ على علاقة التقييم الحالية مع السندات.

قد يكون هذا الأمر بمثابة عقبة كبيرة لتجاوزها. يتوقع المحللون أن تسجل شركات البرمجيات والإنترنت زيادة بنسبة 5.9% في أرباحها خلل عام 2022، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

اقرأ أيضاً: توقعات متباينة لأداء وول ستريت في 2022.. وهامش الفرق هو الأعلى في 10 سنوات

رفع الفائدة بسرعة أكبر

مع ذلك، لا تبدي ليندسي بيل من شركة "آلاي" (Ally ) للخدمات المالية انزعاجاً. من المتوقع أن تنطلق دورة الاحتياطي الفيدرالي لرفع الفائدة بسرعة أكبر مما كان يعتقد سابقاً، إلا أن معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية قد يصل إلى 1.75% بحلول عام 2025.

قالت بيل إن معدل الفائدة البالغ 1.75% بحلول نهاية 2025، بالكاد هو مستوى من شأنه أن يوقف ارتفاع الأسهم أو يهدد بشكل خطير التقييمات المرتفعة.

"أسعار الفائدة لا تزال منخفضة للغاية ولن تصل حتى إلى ذروة الدورة الأخيرة عندما كان الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة، ورأينا أن شركات التكنولوجيا والأسهم كانت قادرة على الأداء الجيد في تلك البيئة"، حسبما قالت بيل، رئيسة قسم الأسواق والخبيرة الاستراتيجية في إدارة الأموال بشركة "آلاي".

"في نهاية المطاف بمجرد أن ينجز الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد النقدي، لن ترتفع أسعار الفائدة كثيراً، أعتقد أن الأسهم ستظل تحقق عوائد جيدة".