"أوميكرون" يهدد بنقص حاد بالسلع المستوردة الضرورية في هونغ كونغ

سلاسل توريد السلع المستوردة في هونغ كونغ على حافة الانهيار بسبب تداعيات إجراءات مواجهة تفشي فيروس "أوميكرون" المتحوِّر
سلاسل توريد السلع المستوردة في هونغ كونغ على حافة الانهيار بسبب تداعيات إجراءات مواجهة تفشي فيروس "أوميكرون" المتحوِّر المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعاني الشركات في هونغ كونغ من ضربة مزدوجة نتيجة تفشي الإصابات بسلالة "أوميكرون".

لم تقتصر تداعيات قواعد التباعد الجديدة على تقليص عائدات تجار التجزئة والمطاعم، بل امتدت إلى ارتفاع التكلفة والتضخم بسبب خفض الرحلات الجوية التي يعتمدون عليها لاستيراد كل شيء من الكرز الأسترالي إلى لحوم أبقار "واغيو" إلى المركز المالي.

تزايد إغلاقات هونغ كونغ وسط تراجع الرحلات الجوية القادمة

ألغت "كاثي باسيفيك" شركة الطيران الأكثر انتشاراً في المدينة مئات الرحلات الجوية، مما يدفع إلى انخفاض سعة الشحن لأقل من خُمس مستويات ما قبل الجائحة.

وقد ترتفع تكاليف النقل 40% في غضون 3 أسابيع، مما أدى إلى توقُّع المستوردين أن يرتفع سعر الفاكهة بنسبة 10%.

"صفر كوفيد"

أغلقت هونغ كونغ الحانات، وصالات الألعاب الرياضية، ودور السينما في إطار استراتيجيتها "صفر كوفيد". وفي الوقت نفسه؛ تأثرت المدينة التي تستورد معظم سلعها بأزمة سلسلة التوريد، ووصلت إلى نقطة الانهيار، إذ شهدت الشركات تأخيرات في تسليم المواد الأساسية مثل: التوت، والزبادي، والمأكولات البحرية الفاخرة، والجبن.

أثار تفشي سلالة "أوميكرون" حالة من الرعب في هونغ كونغ حيث معدل التطعيم من بين أدنى المعدلات بالنسبة للاقتصادات المتقدمة على الرغم من اكتشاف عشرات الحالات فقط بالمدينة، لكنَّ المسؤولين يتتبّعون ما لا يقل عن 3 محاور منفصلة لانتقال العدوى.

"يو بي إس" تتوقع تحسن أداء أسهم هونغ كونغ في عام 2022

ألغت الحكومة إعفاءات الحجر الصحي لأطقم الطائرات التي كانت تمنحها في السابق بسبب مخاوف من تفشي "أوميكرون" مما أجبر "كاثي" على إلغاء رحلات الشحن لنقص القوى العاملة، وهذا سيؤدي لانخفاض سعة الشحن في الشركة بنحو 20% مقارنة بمستويات ما قبل الوباء في الشهر نفسه، وبتراجع 71% مقارنة بمستويات شهر نوفمبر.

تأثرت سعة الشحن أيضاً بحظر رحلات الركاب من 8 دول، من بينها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا.

قال غاري لاو، رئيس "اتحاد هونغ كونغ للشحن والخدمات اللوجستية"، إنَّ الضربة المزدوجة تسبّبت في "نقص حاد في سعة الشحن".

نقص السلع

تعاني الأعمال التجارية التي تعتمد بشكل كبير على الواردات من تلك الاضطرابات. إذ يتوقَّع المورِّدون نقصاً في كل شيء من الباذنجان إلى المأكولات البحرية.

وقد يمتد النقص إلى الأزهار القادمة من أوروبا بمناسبة العام القمري الجديد بالإضافة إلى الفواكه والخضروات القادمة من أماكن مثل: بريطانيا، وهولندا.

العالم يستقبل مليوني إصابة يومية بـ"كورونا" في أول أسبوع من العام الجديد

تضيِّع القيود الجديدة الفرصة على قطاعي التجزئة والمطاعم، وقد بدأوا للتو في التعافي بعد شهور من القيود للاستفادة من ذروة الإنفاق خلال موسم العطلات الصيني، وقد بلغت المبيعات من القطاعين 326 مليار دولار هونغ كونغي (42 مليار دولار) في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي بعد تخفيف المدينة لقواعد التباعد الاجتماعي بتراجع 30% عن مبيعات 2018 آخر عام قبل اندلاع سلسلة من الاحتجاجات التي اجتاحت هونغ كونغ، وتسبّبت في مزيد من الأضرار الاقتصادية.

تواجه العديد من الشركات كوابيس لوجستية. وقد أشار ريتشارد بون العضو المنتدب لشركة "وان كي دراي سيفود" إلى أنَّ طلبات مأكولات البحر والمحار المعلبة عالقة في أستراليا، وأنَّ فريقه يعتمد حالياً على الشحن الجوي لأكثر من 30% من إمداداتهم، وأنَّ المتجر زاد الطلبات التي يتم تسليمها بالطائرة في شهر نوفمبر استعداداً لقضاء العطلات.

وقال بون: "سيكون العرض أكثر شحاً، ونشعر بالقلق من احتمال نفاد بعض السلع لبيعها للعملاء".

قال إلموند تشيونغ، نائب رئيس سلسلة مجموعة متاجر "سيتي سوبر" في بيان عبر البريد الإلكتروني، إنَّ تكاليف الشحن ستكون "أكثر تقلباً" بعد تشديد سياسات الطيران؛ لأنَّ الطلب على الشحن الجوي ما يزال مرتفعاً.

وأضاف أنَّ الشركة تواجه بالفعل مشاكل مع الشحنات البحرية، بما في ذلك طول فترات التسليم، وارتفاع التكاليف، وأنَّ هذه العوامل تسبَّبت في ارتفاع أسعار التجزئة بشكل مضاعف.

قال جاك ديرويو، الشريك المؤسس في "واتس إن"، و"تشيس كلوب" لخدمات التوصيل التي توفر الأجبان الفرنسية والفواكه والخضروات الطازجة، إنَّه قد لجأ لإعادة توجيه بعض الشحنات بعد حظر رحلات الركاب من فرنسا، وإنَّ استمرار اضطرابات السفر الجوي "سيصبح مشكلة كبيرة لجميع المستوردين" إذا طال أمده.

ثمن "صفر كوفيد"

تتشابه قواعد مكافحة تفشي الفيروس الصارمة في هونغ كونغ إلى حدٍّ كبير مع القواعد المطبقة في الصين، والناجحة في تحقيق هدفها من اختفاء الإصابات في الوقت الذي تتعايش فيه معظم دول العالم مع الفيروس.

لكنَّ البلد التي يبلغ عدد سكانها 7.4 مليون نسمة تختلف عن الصين في اعتمادها على استيراد السلع الضرورية، مما يثير مخاوف من تداعيات استراتيجية مكافحة انتشار الفيروس، وتسبّبها في عزلة لا يمكن أن تستمر.

قال مايكل لي، نائب السكرتير الفخري لـ "جمعية المستوردين والمصدرين الصينيين في هونغ كونغ"، إنَّ قيود السفر ستتسبّب في ارتفاع أسعار التجزئة. وتوقَّع لي طول أوقات التسليم، والارتفاع المحتمل في تكاليف النقل بنحو 30%.

وأشار لي لما قد يشهده المستهلك من ارتفاع أسعار الزهور بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30% كمثال لارتفاع الأسعار لتعرضها لارتفاع نفقات النقل من أوروبا إلى هونغ كونغ.

كما قد ترتفع الأسعار في المطاعم اليابانية أيضاً بسبب استيرادها المأكولات البحرية الفاخرة، وكذلك المطاعم الصينية التي تقدّم وجبات المأكولات البحرية خلال الاحتفالات.

كما قال لاو، رئيس "اتحاد هونغ كونغ للشحن والخدمات اللوجستية"، إنَّ هناك مؤشرات فعلية بأنَّ "سلسلة الشحن الجوية تنهار، وبما أنَّ الحكومة لا تخفف من إجراءاتها للسيطرة على الوباء؛ نعتقد أنَّ الوضع لن يتغير على المدى القصير".