اليابان تجري إصلاحات لسوق أسهمها البالغة قيمتها 6.5 تريليون دولار

طوكيو تعمل على إصلاحات للنهوض بسوقها المالية
طوكيو تعمل على إصلاحات للنهوض بسوقها المالية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كشفت أكبر شركة تشغيل للبورصة في اليابان عن العناصر التي تشكل ثلاثة أقسام حديثة في سوق التداول يوم الثلاثاء الماضي، لكنَّ التعديل المنتظر منذ فترة طويلة لسوق الأسهم التي تعاني من التراجع في البلاد يجلب شكوكاً إضافية ذات إثارة أكبر.

قالت مجموعة "بورصات اليابان" (Japan Exchange Group)، إنَّ 1841 عضواً سيشكلون القسم الجديد "برايم" (Prime) في بورصة طوكيو، الذي سيحل محل "القسم الأول" حالياً من الشركات التي يتكون منها مؤشر "توبكس" الرئيسي.

لكنَّ ذلك التغير جاء مخيباً لآمال محللين ينظرون إليه على أنَّه إجراء وهمي، في ظل وجود عناصر أقل بنسبة 16% فقط من "القسم الأول"، الذي يضم أسهم 2185 شركة.

الأسهم الرابحة والخاسرة في السوق اليابانية وما يرتقب في 2022

يعتبر تضخم عدد الشركات في "القسم الأول" سبباً جوهرياً وراء هذا التحرك، والذي جرى الإعلان عنه على أساس أنَّه عملية إصلاح تحدث لمرة واحدة كل جيل. لكن توجد حالياً تساؤلات لدى بعضهم حول ما إذا كان عملية التحديث، التي تدخل حيز التنفيذ في تاريخ 4 أبريل المقبل، تستحق هذا الضجيج الهائل المصاحب لها.

أوضح ترافيس لوندي، الذي يعمل محللاً في شركة "كويديتي أدفيسورس"، وينشر تحليلاته على موقع "سمارتكارما"، وهو يتحدث قبيل صدور ذلك الإعلان: "أنا غير متأكد من الهدف من وراء ذلك". "لن يُحدث ذلك أي تغيير بأي صورة ذات معنى".

مؤشر متضخم

تضاعفت عضوية مؤشر "توبكس" الياباني تقريباً منذ تسعينيات القرن الماضي لتتضمن ما يزيد على نصف الشركات المدرجة في البلاد، مما جعله يذكر من بين الأسباب التي تقف وراء ضعف الأداء لمدة زمنية طويلة.

بعض الشركات المتداولة هي مجرد شركات صغيرة غير معروفة، وتتوفر لديها سيولة قليلة أو معدومة، وتقدم تقارير الإفصاح المالي المحدودة أو المعدومة، دون وجود تقارير إفصاح باللغة الإنجليزية.

طرحت بورصة طوكيو قسم "برايم" كسوق للشركات "التي تنصب أعمالها على الحوار المثمر مع المستثمرين على مستوى العالم"، مع اعتبار إدارة الشركات المحسنة بين الأهداف الموضوعة.

الين الياباني ينخفض لأدنى مستوى في 5 سنوات أمام الدولار

قال تاكيو كامي، رئيس خدمات التنفيذ في شركة "سي إل إس إيه سيكيورتيز" اليابانية: "من الصعب أن تشعر بإثارة الحماس من الوهلة الأولى، نظراً لأنَّ مؤشر "برايم"، الذي يتمتع بأعلى معايير الإدراج بالبورصة، لديه ما يفوق 1800 شركة".

أحد الأسباب التي تغيرت على نحو محدود، يتمثل فيما أشارت إليه بورصة طوكيو كتدبير "انتقالي" يسمح للشركات التي لا تفي بمعايير الإدراج الفضفاضة في قسم "برايم" بمواصلة العملية عبر التعهد باستكمال المعايير في وقت ما مستقبلاً.

السوق الحالية عدد الشركات السوق الجديدة عدد الشركات
القسم الأول 2,185 برايم 1,841
القسم الثاني 474 ستنادرد 1,477
جاسداك (Jasdaq) 694 غروث (Growth) 459
جاسداك غروث (Jasdaq Growth) 36
"مازرز" (Mothers) 424

سيستمر مؤشر "توبكس" في عمله، لكنَّه سيشهد تعديلاً في عناصره، إذ يجري عبر عدة مراحل على مدى أعوام عديدة. ستوجد 459 شركة في قسم "غروث" (Growth)، الذي سيحل محل سوقي "مازرز" (Mothers)، و"جاسداك"، و1477 في قسم "ستاندرد"، بحسب إعلان صدر في طوكيو يوم الثلاثاء الماضي.

الانحدار

يعتبر الوجود في "القسم الأول" من بورصة طوكيو ميزة خاصة في اليابان، وتظهر كأنَّها مشابهة لعملية الإدراج كشركة ضمن قائمة "فورتشين 500". وربما شجع ذلك بعض الشركات على اللجوء لاستراتيجيات تجعل من نفسها في أفضل مكانة.

يأتي ضمن هذه الشركات مؤسسة التجارة الإلكترونية "ماركيت إنتربرايز" (Market Enterprise Co)، التي تفوق قيمتها السوقية بقليل 32 مليون دولار، و"كومنيكس" (Cominix Co)، وهي شركة متخصصة في صنع الآلات التي نجحت في تحقيق أرباح تصل قيمتها إلى 2.5 مليون دولار خلال السنة الماضية، وكلاهما سيدرجان في مؤشر "برايم".

أثار إدراج الشركات الصغيرة نسبياً انتقادات من ناحية أنَّ خطط الإصلاح مخففة تماماً، بحيث تكون ذات أهمية. و ردَّت بورصة طوكيو بالقول، إنَّ الإصلاح "خطوة مبدئية" فحسب.

قال هيرومي ياماجي، رئيس بورصة طوكيو للصحفيين يوم الثلاثاء: "يمثل إعلان اليوم خط البداية لطريق ممتد نحو تحقيق نمو مستدام، وتعزيز قيمة الشركة على مدى يتراوح من متوسط ​​إلى طويل الأجل".

برغم ذلك، سيتجاهل المستثمرون إعلان يوم الثلاثاء الماضي على الأرجح، نظراً لأنَّه يأتي بمثابة تدبير إجرائي، ولا يعد تعديلاً جوهرياً.

قال جاستن تانغ، الذي يعمل رئيساً لوحدة الأبحاث الآسيوية في شركة "يونايتد فيرست بارتنرز"، إنَّه من أجل أن "تمتنع السلطات عن الوعود الوهمية بإجراء إصلاحات؛ فإنَّنا نقوم بخلط الأوراق على نحو مؤسف".