ارتفاع أسعار الفحم يدفع الهند لتكثيف الجهود لخفض الواردات

ستدفع أسعار الفحم المستورد بحراً الهند لزيادة المعروض المحلي وتسريع جهودها الرامية لخفض الواردات، وفقاً لمسؤول حكومي رفيع.

تستعد شركات المناجم في البلاد، ومن بينها شركة "كول إنديا" (Coal India) التي تملكها الدولة، لتلبية طلب محطات الكهرباء المربوطة بالشبكة على الفحم في السنة المالية التي تبدأ في أبريل، حسب ما قال وزير الفحم في الحكومة الفيدرالية أنيل كومار جين في مقابلة هاتفية.

تتوقع الحكومة ارتفاعاً كبيراً في إنتاج المناجم الهندية من الفحم، وكذلك الشركات التي تنتج الفحم لتغطية استخداماتها الخاصة.

العالم يحرق أكبر كمية فحم في تاريخه لإضاءة الأنوار

سعت بعض شركات إنتاج الكهرباء الهندية لتأمين وارداتها من الفحم بعدما أدت اضطرابات العرض وارتفاع الطلب لمعاناة البلاد من نقص الإمدادات العام الماضي، رغم أن زيادة أسعار الواردات عبر البحر بانتظام قد يؤدي للحد من هذه المشتريات. تأرجحت هذه الأسعار تأرجحاً شديداً هذا الشهر بعدما فرضت إندونيسيا، أكبر مصدّر للفحم الحراري في العالم، قيوداً على الصادرات، بدأت أخيراً بتخفيفها.

الحظر الإندونيسي

تتيح زيادة أسعار الواردات أمام شركات المناجم المحلية في الهند فرصة لزيادة حصتها السوقية، بينما تضطر مستهلكي الفحم للاعتماد على التوريدات المحلية اعتماداً شديداً، وفق تصريحات جين.

قال جين: "يعد موقف إندونيسيا تطوراً إيجابياً بالنسبة لشركة (كول إنديا) وشركات المناجم المحلية الأخرى. سيعطي ارتفاع الأسعار العالمية، إن استمر، قوة دفع لخطتنا التي تهدف إلى القضاء على واردات الفحم التي يمكن استبدالها".

إندونيسيا أكبر مُصدِّر للفحم في العالم تحظر تصديره مؤقتاً

تضاعفت أسعار الفحم تقريباً على مدى العام الماضي في ميناء نيوكاسل في أستراليا، الذي يعتبر مقياساً للأسعار في آسيا، حتى بعد انخفاضها 40% عن مستواها القياسي في أكتوبر.

توقعت شركة "كول إنديا"، ومقرها في كلكوتا، إنتاج 640 مليون طن خلال السنة المالية الحالية، وزيادة إنتاجها إلى 700 مليون طن في العام المقبل. أضاف جين أن شركة المناجم قد تبدأ السنة المالية في أبريل بمخزون يبلغ 50 مليون طن، وينتظر أن يرتفع الإنتاج من المناجم المخصصة للاستخدام الذاتي بمقدار الثلث إلى 120 مليون طن.

"إتش إس بي سي" يتوقف تدريجياً عن تمويل مشروعات الفحم حتى 2040

ما تزال محطات الكهرباء الساحلية، التي تستخدم فحماً مستورداً بالأساس، تعمل بمستوى منخفض من طاقتها الإنتاجية. تخطط الوزارة لتوريد مزيد من الفحم إلى محطات إنتاج الكهرباء التي تعتمد على التوريدات المحلية لمساعدتها في زيادة الإنتاج لتعويض انخفاضه حالياً، كما قال جين.

ارتفع مخزون الفحم في محطات الكهرباء بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ بداية أكتوبر الماضي، حين تراجعت إلى أدنى مستوى في سبعة أعوام، وفق بيانات جمعتها بلومبرغ.

استهلكت الهند 906 ملايين طن من الفحم في السنة المنتهية في مارس، جاء نحو ربع هذه الكمية عبر الاستيراد، وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الفحم.