"ناسداك" يخفي ألماً أعمق مع انخفاض أكثر من ثلث أسهمه إلى نصف قيمتها

شاشات تعرض بيانات سوق الأسهم كما تظهر من نافذة بورصة ناسداك في ساحة تايمز سكوير. نيويورك/ الولايات المتحدة
شاشات تعرض بيانات سوق الأسهم كما تظهر من نافذة بورصة ناسداك في ساحة تايمز سكوير. نيويورك/ الولايات المتحدة بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ما يزال مسار أسهم شركات التكنولوجيا، برغم حدته، يدفع بمؤشر "ناسداك المركب" للتراجع بنسبة 8% تقريباً من أعلى مستوياته في نوفمبر، وهو أقل بقليل فقط من التصحيح الرسمي لمؤشر مرجعي ارتفع بأكثر من الضعف في أقل من عامين.

لكنَّ ما تحت السطح يبدو أسوأ بكثير.

إنَّ أكثر من 36% من أسهم المؤشر انخفضت بنسبة 50% على الأقل من أعلى مستوياتها في 52 أسبوعاً، وهو رقم كبير للغاية نظراً لحجم الانخفاض العام في المؤشر، وفقاً لأبحاث "نيد ديفيس".

وقالت الشركة، إنَّه عندما يكون مؤشر "ناسداك"في العادة في حدود 10% من ذروته؛ فإنَّ متوسط ​​12.5% فقط من أسهمه تنخفض ​​إلى هذا الحد.

يعكس هذا مدى قوة تأثر معايير الأسهم الرئيسية بعمالقة رؤوس الأموال الضخمة في صناعة التكنولوجيا.

كما لم تتضرر أسهمهم بشدة هذا العام مثل بعض شركات التكنولوجيا الأصغر سريعة النمو التي تعتمد على التمويل، والتي تعتمد تقييماتها بشكل كبير على الأرباح المستقبلية، مما يجعل أسهمها حساسة بشكل خاص لمعدلات الفائدة المرتفعة.

نتيجة لذلك؛ ليس من الواضح ما إذا كانت السوق ستبتعد عن الأنماط السابقة، مما يدل على المزيد من الألم في المستقبل.

"ناسداك" يخسر تريليون دولار ويثير المخاوف من تقلبات 2022

قالت "نيد ديفيس"، إنَّ عدد أسهم "ناسداك" التي تراجعت بشدة من أعلى مستوياتها يشير عادة إلى "سوق هابطة دورية"، كما تميل إلى أن يكون انخفاضها قصير الأجل بنسبة 20% على الأقل من الأسعار المسجلة المستمرة لبضعة أشهر.

قال إد كليسولد، كبير المحللين الاستراتيجيين الأمريكيين في "نيد ديفيس" في مقابلة إنَّ "اتساع السوق لأسهم ناسداك مثير للشفقة إلى حدٍّ كبير. عندما تكون في وسط شيء كهذا؛ يصعب فهم ما إذا كان تصحيحاً متداولاً عادياً، أو هي ذروة سوق صاعدة. ولكن كلما طال هذا الأمر، كان من الصعب تجاهله".

انخفاضات تاريخية

منذ عام 1972، كان هناك 39 يوماً فقط احتفظ فيها "ناسداك" بنسبة 10% من أعلى مستوياته، في حين تراجع أكثر من 35% من أعضائه بأكثر من 50% عن أعلى مستوياتهم، وفقاً لبيانات "نيد ديفيس". وحتى ديسمبر 2021؛ فإنَّ جميع ماحدث كان في عامي 1998 و1999، في ذروة فقاعة الإنترنت.

من المؤكد أنَّ الاختلافات لن تؤدي بالضرورة إلى سوق هابطة. وقال كليسولد، إنَّ الكثير من الضعف الأخير تركز على أسهم الشركات الصغيرة، والتي كانت عادة أكثر تقلباً، وأقل سيولة من أسهم الشركات الكبرى.

تعرضت أسهم التكنولوجيا للضغط مرة أخرى يوم الجمعة، مع انخفاض مؤشر "ناسداك المركب" بنسبة 0.5% في أواخر التعاملات الصباحية بعد انتعاش قصير عند الافتتاح.

قال كليسولد: "علينا أن نرى ما إذا كان موسم الأرباح سيحل للإنقاذ مرة أخرى"، موضحاً أنَّ المؤشرات الفنية مثل اتساع السوق قد تحسنت خلال الأرباع القليلة الماضية مع تحسن توقُّعات أرباح الشركات.

وأضاف: "ومع ذلك؛ لم تكن تنقيحات الأرباح على مدار الأسابيع العديدة الماضية قوية مثل فترات ما قبل الإعلان الأخرى في العام الماضي، مما يقودنا إلى الاعتقاد بأنَّنا قد لا نحصل على المعدلات الرائعة هذه".