عين مصلحة الضرائب الأمريكية على مليارات مستثمري الرموز غير القابلة للاستبدال

صورة رمزية اشتراها أحد جامعي الرموز غير القابلة للاستبدال في مدينة ويتر، في كاليفورنيا
صورة رمزية اشتراها أحد جامعي الرموز غير القابلة للاستبدال في مدينة ويتر، في كاليفورنيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

إنَّها واحدة من أهم زوايا عالم العملات المشفرة، والآن تريد حكومة الولايات المتحدة حصتها من الأرباح.

يواجه مستثمرو ومبتكرو الرموز غير القابلة للاستبدال- السوق التي تضخّم حجمها إلى 44 مليار دولار- جذب معجبين، من جاستن بيبر إلى ميلانيا ترمب، ضرائب بمليارات الدولارات، فضلاً عن معدلات تصل إلى 37%، وفقاً لخبراء الضرائب. يقول مسؤولو دائرة الإيرادات الداخلية (Internal Revenue Service) الذين يتعاملون مع المتهربين من الضرائب، إنَّهم يستعدون لحملة صارمة.

اقرأ أيضاً: ميلانيا ترمب تدخل عالم الأصول المشفرة وتطلق رمزاً غير قابل للاستبدال

المفاجآت التي تلوح في الأفق بالنسبة إلى عشاق الرموز غير القابلة للاستبدال مع بدء موسم تقديم البيانات الضريبية هذا الشهر، لاحت بوادرها من واشنطن، إذ يضع المسؤولون في الدوائر الحكومية الأمريكية أعينهم على قطاع العملات المشفَّرة المزدهر. تبدو القواعد المتعلقة بفرض الضرائب على الرموز المميزة غير واضحة، مما يجعل جامعي الرموز غير القابلة للاستبدال يتدافعون لاحتساب المبلغ المستحق عليهم. قد لا يدرك المستثمرون أنَّهم ليسوا بحاجة إلى دفع أي ضرائب على الإطلاق، أو أنَّه يجب عليهم تقديم بياناتهم أكثر من مرة في السنة، مما يزيد من احتمالات مواجهتهم للعقوبات مستقبلاً.

اقرأ المزيد: كيم كاردشيان وفلويد مايويذر يواجهان اتهامات بالاحتيال لترويج عملة مشفرة غامضة

قال محامي الضرائب جيمس كريش الذي يعمل في سان فرانسيسكو: "لا يمكنك الإبلاغ عن المكاسب أو الخسائر، لأنَّ مصلحة الضرائب أخفقت في توفير التوجيه الذي يلبي توقُّعاتك. كلما صعُب على الناس الوصول إلى نتيجة معقولة، أو من الناحية المثالية، نتيجة صحيحة؛ كان من الأسهل تجاهلها".

حازت الرموز غير القابلة للاستبدال على الانتباه باعتبارها تمثل الفن الرقمي، ويُتوقَّع أن تكون جزءاً رئيسياً مما يسمى بالـ"ميتافيرس" (metaverse) الذي يقول عمالقة التكنولوجيا مثل مارك زوكربرغ، إنَّه مستقبل الإنترنت. تعد الرموز المميزة شهادات رقمية للمصادقة ولا يمكن نسخها، مما قد يزيد من قيمتها.

مبيعات بأسعار خيالية

ارتفعت مبيعات الرموز المميزة في العام الماضي، فقد بيعت رموز غير قابلة للاستبدال مثل: "كريبتو بونك #3100" (CryptoPunk # 3100)، التي تُظهر كائناً فضائياً يضع عُصابة رأس، مقابل 7.7 مليون دولار بعد أن كان سعرها الأولي 2,000 دولار في منتصف عام 2017. كما بيعت لوحة "كل يوم - أول 5000 يوم" (Everyday: the First 5000 Days) للفنان الرقمي مايك وينكلمان، المعروف أيضاً باسم "بيبل" (Beeple)، مقابل 69.3 مليون دولار.

كما هو حال الكثير من الأمور في عالم العملات المشفَّرة؛ من الصعب مقارنة الرموز المميزة بالاستثمارات التقليدية، ويتصارع المنظمون، فضلاً عن العاملين في دائرة الإيرادات الداخلية (IRS)، حول كيفية ضبطها.

عندما يبيع منشئ محتوى رمزاً غير قابل للاستبدال على منصة مثل "أوبن سي" (OpenSea) أو "راريبال" (Rarible)؛ يتفق معظم خبراء الضرائب على أنَّه يجب أن نعتبر الأرباح دخلاً عادياً، وتخضع بالتالي لمعدل مرتفع يصل إلى 37%. يدين المستثمرون الذين يشترون الرموز، بضرائب على أرباح رأس المال، إذا استخدموا عملة مشفَّرة أخرى للشراء والبيع.

قواعد غامضة

تبدو القواعد غامضة فيما يتعلق بأبعد من ذلك. هناك تساؤلات حول ما إذا كان يجب فرض الضرائب على الرموز المميزة مثل "المقتنيات الفنية"، والتي تأتي مع معدل مكاسب رأسمالية طويل الأجل يصل إلى 28%. هذا بالمقارنة مع 20% لمعظم العملات المشفَِّرة والأسهم. سيجعل مشروع قانون البنية التحتية الذي وقَّع عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن في العام الماضي، من الصعب على الناس إخفاء الأصول الرقمية، لكنَّ وزارة الخزانة لم تذكر ما إذا كان ذلك يشمل الرموز غير القابلة للاستبدال.

يصعب حساب مقدار الضريبة المستحقة بالضبط، لكنَّ الخبراء مثل آرثر تيلر، كبير مسؤولي التشغيل في "توكن تاكس" (TokenTax)، يقدرون إجمالي فاتورة ضريبة الرموز غير القابلة للاستبدال بالمليارات. قال زاك مكلور، الشريك المؤسس في شركة "توكن تاكس"، إنَّ بعض الأشخاص لا يدركون أنَّهم مدينون بالضرائب كل ثلاثة أشهر، وقد يواجهون بالفعل عقوبات لمجرد تقديم عائد سنوي. قال شيهان شاندراسيكيرا، رئيس استراتيجية الضرائب في "كوين تراكر" (CoinTracker)، إنَّ الأشخاص الآخرين على الأرجح لا يعرفون أنَّ هناك أي متطلبات لتقديم التقارير.

التهرب الضريبي

نظراً لوجود الكثير من الأموال على المحك؛ من المحتمل أن تضطر دائرة الإيرادات الداخلية إلى توضيح القواعد، لكنَّها قد تبدأ في تدقيق الأشخاص أولاً، كما قال مايكل ديزموند، كبير المستشارين السابقين في دائرة الإيرادات الداخلية، والذي أصبح الآن شريكاً في "غيبسون دون آند كروتشر" (Dunn & Crutcher Gibson).

يستعد محققو دائرة الإيرادات الداخلية لزيادة محتملة في الحالات في أقرب وقت هذا العام.

قال جارود كوبمان، المدير التنفيذي بالإنابة للخدمات الإلكترونية والطب الشرعي في قسم التحقيقات الجنائية في دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية: "في الغالب سنرى لاحقاً تدفقاً محتملاً للتهرب الضريبي من نوع الرموز غير القابلة للاستبدال، أو لحالات التهرب الضريبي الأخرى لأصول بالعملات المشفَّرة".

في غضون ذلك، يجب أن يستعد هواة الرموز غير القابلة للاستبدال لمزيد من الأعمال الورقية.

قال آدم هولاندر، وهو مستثمر في الرموز غير القابلة للاستبدال، ومؤسس مجموعة "هانغري وولفز" (Hungry Wolves): "إنَّه كابوس مطلق"، مضيفاً أنَّه قضى 50 ساعة في البحث في تعاملات نفّذها خلال أشهر. كما أضاف: "هناك أشخاص لن يكونوا مستعدين لفعل ما أفعله".