استحواذ "إنفيديا" على "آرم" مقابل 40 مليار دولار يترقب التحقيق

المقر الرئيسي لشركة "إنفيديا" في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأمريكية
المقر الرئيسي لشركة "إنفيديا" في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأمريكية المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المقرَّر أن يخضع استحواذ شركة " إنفيديا كورب" (Nvidia Corp) المقترح بقيمة 40 مليار دولار على شركة " آرم ليمتد" (Arm Ltd)، الشركة التقنية الأكثر أهمية في المملكة المتحدة، للتحقيق من جانب هيئة مراقبة المنافسة بالبلاد، في أول إجراء رئيسي من نوعه منذ إتمام "بريكست".

ويمثِّل الاستحواذ المقترح أول صفقة عالمية تخضع للتدقيق البريطاني منذ أن خرجت "هيئة المنافسة والأسواق البريطانية" من ظلال الجهات التتظيمية في الاتحاد الأوروبي قبل أسبوع.

وتعهدت الهيئة بالفعل بالضغط من أجل إجراء فحص أكثر صرامة للصفقات في قطاع التكنولوجيا.

كما وافقت "إنفيديا" على شراء " آرم" من مجموعة "سوفت بنك" مقابل 40 مليار دولار ، والسيطرة على بعض من أكثر تقنيات الإلكترونيات استخداماً، في أكبر صفقة على الإطلاق في صناعة أشباه الموصلات.

وقالت "إنفيديا"، إنَّها ستحتفظ بمقر "آرم" في المملكة المتحدة، وتستثمر في مؤسسة جديدة لتطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي، وتثقيف العملاء، وتوفير مكان للتجارب في مجالي الروبوتات والأتمتة.

أندريا كوزسيلي: سنبحث بعناية في تأثير الصفقة والتأكد من أنها لا تؤدي إلى مواجهة المستهلكين لمنتجات أكثر تكلفة أو أقل جودة

وقال أندريا كوزسيلي، الرئيس التنفيذي لـ"هيئة المنافسة والأسواق البريطانية" في بيان يوم الأربعاء: "تبلغ قيمة صناعة تكنولوجيا الرقائق المليارات، وهي بالغة الأهمية للعديد من المنتجات التي نستخدمها أكثر في حياتنا اليومية".

وأضاف: "سنعمل عن كثب مع الهيئات المعنية بشؤون المنافسة الأخرى في جميع أنحاء العالم للبحث بعناية في تأثير الصفقة، والتأكُّد من أنَّها لا تؤدي في النهاية إلى مواجهة المستهلكين لمنتجات أكثر تكلفة أو أقل جودة".

وفي حين أنَّ مسؤوليات الهيئة ستقتصر على جوانب المنافسة في الصفقة، فقد أشارت حكومة المملكة المتحدة بالفعل إلى أنَّها تريد الحفاظ على ضمانات بشأن عدد الموظفين.

وستبحث الهيئة البريطانية مبدئياً إن كانت "آرم" سترفع الأسعار، أو تضرُّ بخدمات إصدار التراخيص لمنافسي "إنفيديا" بعد إتمام الصفقة.

ولم يرد ممثلو "إنفيديا" على الفور للتعليق، ورفض المسؤولون في "سوفت بنك"، و "آرم" التعليق.

وقالت الهيئة، إنَّها تسعى للحصول على تعليقات حول آثار الصفقة، قبل أن تبدأ تحقيقاً رسمياً في وقت لاحق من العام الجاري.

مخاوف صينية

ويعني موقع "آرم" المحايد كشركة مورِّدة في قلب صناعة الرقائق، أنَّ الصفقة أثارت مخاوف بالفعل؛ لأنَّ "إنفيديا" تنافس عملاء "آرم" بشكل مباشر، مثل شركة "كوالكوم" (Qualcomm)، و"إنتل" (Intel)، و"أدفانسيد مايكرو ديفايسز" (Advanced Micro Devices).

لكن جنسن هوانغ رئيس شركة "إنفيديا"، قال إنَّ الصفقة ستساعد على التطور التكنولوجي، كما أنَّ قدرات الذكاء الاصطناعي لدى "إنفيديا" يمكن دمجها مع تكنولوجيا "آرم" لمساعدة العملاء بشكل أكبر.

وبالإضافة إلى الجهات التنظيمية الأوروبية والأمريكية، ستواجه شراء "آرم" مراجعة جادة في بكين.

وأعربت شركات التكنولوجيا الصينية، بما في ذلك "هواوي" عن مخاوفها الشديدة للجهات التنظيمية المحلية حول الصفقة، بحسب ما ذكرت بلومبرغ في أكتوبر.

وفي وثيقة منفصلة الأربعاء، قالت الهيئة البريطانية، إنَّها تتطلع بالفعل إلى ما هو أبعد من صفقة "نفيديا".

وقالت الهيئة، إنَّها تجري مناقشات مع عدد من الشركات الأخرى التي تسعى إلى الاندماج.

ويمكن التحقيق في الصفقات -التي كانت تقليدياً تحت إشراف المفوضية الأوروبية- بشكل منفصل في المملكة المتحدة. وقالت الهيئة، إنَّها تتوقع ارتفاع عدد القضايا المعروضة عليها بنسبة 40% تقريباً عن العام السابق.