إلزام سائقي الشاحنات بين أمريكا وكندا بلقاح كورونا يرفع تكاليف الشحن

سائق يعود إلى شاحنته بعد التوقف في الجمارك الكندية وهو متجه نحو الولايات المتحدة على الحدود في سانت برنارد دي لاكول، كيبيك، كندا، يوم 14 يناير 2021
سائق يعود إلى شاحنته بعد التوقف في الجمارك الكندية وهو متجه نحو الولايات المتحدة على الحدود في سانت برنارد دي لاكول، كيبيك، كندا، يوم 14 يناير 2021 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

القواعد الجديدة التي تلزم سائقي الشاحنات، بإظهار دليل على تلقي لقاح كورونا عند عبور الحدود بين كندا والولايات المتحدة، تحجّم من طاقة الشحن، وترفع من تكاليف نقل كل شيء من البروكلي إلى الطماطم.

قفزت تكلفة نقل البضائع من ولايتي كاليفورنيا وأريزونا إلى كندا بنسبة 25% الأسبوع الماضي بسبب قلة عدد الشاحنات المتاحة لعبور الحدود، وفقاً لجورج بيتسيكوليس، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة التوزيع "كندا وايد فروت"، ومقرها مونتريال.

قال بيتسيكوليس يوم الإثنين في اتصال هاتفي: "كلما انخفض العرض، ارتفع السعر، وفي النهاية المستهلك هو من يدفع الثمن".

طالع المزيد: اضطراب سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الشحن قد يمتدّان حتى 2023

قواعد جديدة

فرضت كندا قواعد جديدة في 15 يناير تُلزم حرس الحدود عدم السماح بعبور سائقي الشاحنات الأمريكيين غير الملقحين، وهي خطوة حذّر المديرون التنفيذيون في القطاع من أنَّها قد تؤدي إلى بطء سلاسل التوريد التي تتعرض بالفعل للضغوط. وسيتعين على سائقي الشاحنات الكنديين الذين يتعذر عليهم إظهار أي دليل على تلقي التطعيم أن يقوموا بالحجر الصحي عند عودتهم إلى البلاد من الولايات المتحدة.

من المتوقَّع أن تتعطل حركة الشحن في الاتجاهين، إذ من المقرر أن تفرض الولايات المتحدة إلزامية اللقاح على المسافرين الأجانب اعتباراً من 22 يناير. وقد تلقى ما بين 50% إلى 60% فقط من سائقي الشاحنات الأمريكيين لقاح كورونا، وفقاً لتقدير صادر عن اتحادات الشحن البري الأمريكية.

انخفاض طاقة الشحن

تستعد شركة "بيسون ترانسبورت"، إحدى أكبر شركات الشحن البري في كندا، لانخفاض طاقة الشحن لديها بنسبة 10% نتيجة لذلك، مما دفع الشركة إلى زيادة أجور السائقين الذين يعملون عبر الحدود، وتقديم مكافآت بقيمة 2500 دولار كندي (حوالي 2000 دولار أمريكي). وقال الرئيس التنفيذي روب بينر، إنَّ هذه التكاليف بالتأكيد سيتحمّلها العملاء.

كما قال بينر في مقابلة يوم الإثنين على تلفزيون "بي إن إن بلومبرغ": "نعلم أنَّ هذا سيمثل تحدياً لنا، لقد فقدنا ما يقرب من 10% من إجمالي طاقتنا التشغيلية، مع اختيار العديد من السائقين الانسحاب قبل الموعد النهائي".

تمتلك شركة "بيسون"، ومقرها وينيبيغ في مانيتوبا، والمملوكة لمجموعة "جيمس ريتشاردسون وأولاده المحدودة" حوالي 3700 موظف ومقاول يشغلون أسطولاً من 2100 جرار و6 آلاف مقطورة، وفقاً لموقع الشركة على الإنترنت.

اقرأ أيضاً: "أوميكرون" ينشر الفوضى في سلاسل التوريد ويجبر العمال على الاستقالة

رفع الأجور

قال رون ليمير، رئيس جمعية تسويق المنتجات الكندية، إنَّ هناك بالفعل مخاوف من أنَّ الشركات الكبيرة ستضطر إلى رفع الأجور للمحافظة على السائقين الملقحين، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن.

وأضاف ليمير في رسالة إلكترونية: "لقد سمعت قصصاً متداولة بأنَّ سائقي الشاحنات يفكرون في التوقف عن نقل المنتجات القابلة للتلف، لأنَّ هناك الكثير من المخاطر إذا تأخر تسليمها"، مشيراً إلى أنَّ الجمعية ستراقب عن كثب تأثير ذلك في سلاسل التوريد.

يعتمد المستوردون الكنديون على الشاحنات لنقل الفاكهة التي تصل من أمريكا الجنوبية إلى موانئ شمال شرقي الولايات المتحدة. يقول لاري ديفيدسون، رئيس شركة "نورث أمريكان بروديوس بايرز المحدودة" الواقعة في تورونتو، إنَّ النقص العالمي في الحاويات، وقلة سائقي الشاحنات يتسبب بالفعل في تأخير الشحن لمدة تصل إلى أسبوعين، من المرجح أن يؤدي الانخفاض الإضافي في عدد سائقي الشاحنات المتاحين إلى تفاقم الأمور.

أضاف أنَّه في عطلة نهاية الأسبوع التي سبقت سريان تطبيق إلزامية اللقاح، كان لدى الشركة شاحنة واحدة فقط متاحة لنقل 75 ألف صندوق من العنب من فيلادلفيا.

كما قال "ديفيدسون" الذي تقوم شركته بشحن المحاصيل عبر كندا، إنَّ 36 من أصل 37 حمولة جاهزة للنقل؛ كان عليها الانتظار لأربعة أو خمسة أيام، "نحن نرى أنَّ تأثير أحجار الدومينو يستمر".