تضخم نفقات "غولدمان ساكس" لمستوى قياسي بسبب حرب المواهب

شعار مجموعة غولدمان ساكس معلق في بهو بورصة نيويورك. نيويورك، الولايات المتحدة
شعار مجموعة غولدمان ساكس معلق في بهو بورصة نيويورك. نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تدفع البنوك ثمناً باهظاً في المعركة المتصاعدة لتوظيف الأفضل والأذكى في "وول ستريت" حيث تزداد التكلفة، وتتأثر أسعار الأسهم.

يعد "غولدمان ساكس" أحدث البنوك العملاقة التي أعلنت عن تسجيل نفقات سنوية قياسية نتيجة ارتفاع تكاليف الرواتب والمزايا.

"غولدمان ساكس" يرفع رواتب موظفيه الجدد لـ110 آلاف دولار سنوياً

يأتي إعلان البنك عن الأرباح يوم الثلاثاء عقب إعلان "جيه بي مورغان" الذي فاجأ السوق الأسبوع الماضي بعد ارتفاع النفقات لأعلى مستوياتها على الإطلاق، فيما كان الرئيس التنفيذي للبنك جيمي ديمون قد تعهد بدفع كل ما يتطلبه الأمر للفوز بالحرب من أجل المواهب.

هذه أسباب هجرة المواهب الشابة من العمل في البنوك

يسعى رؤساء البنوك في "وول ستريت" لتدعيم جهودهم، وزيادة الرواتب على المستويات كافة بعد الطفرة التي شهدتها التداولات، وإبرام الصفقات خلال الجائحة مما زاد الضغط باتجاه رفع الرواتب في ظل ارتفاع التضخم، وسوق العمل المتشددة.

ويتزامن ذلك مع محاولاتهم التصدي لتهديدات التوسع في التكنولوجيا المالية من خلال الاستثمار في أعمال جديدة، وتوظيف أصحاب الخبرات التقنية.

الإنفاق على التكنولوجيا

قال دينيس كولمان، المدير المالي خلال مؤتمر المحللين عبر الهاتف يوم الثلاثاء، إنَّ "غولدمان ساكس"، "ملتزم بمكافأة أفضل المواهب" في بيئة عمل تنافسية.

وأشار إلى عدم توقُّع البنك ارتفاع نفقات التشغيل بشكل ملحوظ مستقبلاً، لكنَّه سيواصل الإنفاق على التكنولوجيا والهندسة المالية.

وأشار البنك الذي أعلن عن تسجيل انخفاض بإيرادات التداول فوق المتوقَّع، إلى ارتفاع النفقات 33% لتبلغ نحو 18 مليار دولار العام الماضي، وكانت الرواتب والمزايا أكبر أسباب تلك الزيادة.

وذكر البنك الذي يتخذ من نيويورك مقراً له في البيان، أنَّه في حالة عدم احتساب تلك التكاليف تنخفض النفقات 9% نتيجة انخفاض مخصصات التقاضي والإجراءات التنظيمية.

تراجعت أسهم "غولدمان ساكس" 8.3% لتبلغ 349.16 دولاراً بحلول الساعة 1:20 مساءً في نيويورك لتقلص بذلك مكاسبها التي بلغت 16% خلال الـ 12 شهراً الماضية.

في حرب اصطياد المواهب... "بنك أوف أمريكا" يرفع رواتب صغار الموظفين مجدداً إلى 100 ألف دولار

أعلن "جيه بي مورغان" أيضاً عن إنفاق يفوق التوقُّعات في عام 2021 بسبب ارتفاع نفقات الرواتب. ويتوقَّع البنك أن يكون العام الجاري أكثر تكلفة ببلوغ النفقات من غير الفوائد نحو 77 مليار دولار، وأرجع ذلك إلى الآثار التضخمية على الأجور. وأعقب ذلك تسجيل أكبر انخفاض في أسعار الأسهم منذ عام 2020 بتداولات يوم الجمعة.

كذلك قال مايك سانتوماسيمو، المدير المالي لـ "ويلز فارغو" يوم الجمعة، إنَّ البنك يشهد تضخماً غير طبيعي في الأجور.

ضغوط الرواتب

كانت ضغوط الرواتب موضوعاً ساخناً على مدار العام الماضي. وأُجبر رؤساء البنوك على رفع رواتب أعداد كبيرة من المصرفيين المبتدئين المنهكين في العمل، ودفع مكافآت أعلى برغم مبادرات السيطرة على التكاليف في عام 2020، وذلك من أجل استقطاب أصحاب الأداء المتميز.

ذكرت "بلومبرغ" الأسبوع الماضي أنَّ "غولدمان" دفع مكافأة خاصة لمرة واحدة لنحو 400 مدير تنفيذي، وذلك إلى جانب مكافآتهم النقدية، ومكافآت الأداء التي تتراوح بين بضعة ملايين من الدولارات وأضعافها خاصة بعد عام من الأرباح القياسية.

رئيس "إكسون" يلمح بزيادة الرواتب تصدياً لتسرب كبير في الموظفين

كما أفادت "بلومبرغ" الشهر الماضي باحتمال رفع البنك للمكافآت الخاصة بالخدمات المصرفية الاستثمارية بنحو 50%، في حين قد تصل زيادات "جيه بي مورغان" إلى 40%.

تعمل البنوك أيضاً على زيادة عدد الموظفين في محاولة استباقية لتجنّب المنافسة المتزايدة مع شركات التكنولوجيا المالية.

وزاد "غولدمان" مستويات التوظيف 8% خلال عام 2021، ووظّف متخصصين في مجال التكنولوجيا وسط إطلاق البنك استثمارات تجارية جديدة، بحسب ما ذكرت "بلومبرغ".

أعلنت "سيتي غروب" يوم الجمعة الماضية عن توظيف 5500 شخص في ذراعها التكنولوجي، كما زاد الإنفاق التكنولوجي بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق ليبلغ نحو 10 مليارات دولار. كما زاد البنك رواتب المصرفيين الاستثماريين المبتدئين في الولايات المتحدة، وذلك في الوقت الذي رفع فيه الأجر الأساسي للمحللين في السنة الأولى إلى 110 آلاف دولار، في حين سيحصل المحللون في السنة الثانية والثالثة على 125 ألف دولار.

وقال مارك ماسون المدير المالي لـ "سيتي غروب": "هناك الكثير من الضغوط التنافسية على الأجور والمكافآت".