أسهم "ديسكفري" تستعد للتحليق بعد معاناتها في 2021

الرئيس التنفيذي لـ"ديسكفري"، ديفيد زاسلاف، في صورة تعود إلى عام 2020. زيادة أعداد المشتركين، هدف رئيسي في ظل المنافسة الحامية
الرئيس التنفيذي لـ"ديسكفري"، ديفيد زاسلاف، في صورة تعود إلى عام 2020. زيادة أعداد المشتركين، هدف رئيسي في ظل المنافسة الحامية المصدر: غيتي إيمجز
David Wainer
David Wainer

David Wainer is a Bloomberg Opinion columnist covering the business of entertainment and telecommunications. He has covered markets, health care, economics and international affairs for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عانت صناعة الترفيه، وخصوصاً الشركات التي لديها طموحات في البث الرقمي خلال 2021، فقد تباطأ نمو المشتركين، وبدأ المستثمرون في التركيز بشكل أكبر على الأموال الهائلة التي تُنفق على محتوى الفيديو. وفي حين كان أداء الشركات الكبيرة من "والت ديزني" (Walt Disney) إلى "فياكوم سي بي إس" (ViacomCBS) دون مستوى المكاسب التي حقّقها مؤشر "ستاندر آند بورز 500" الذي صعد بنسبة 27% العام الماضي؛ كانت "ديسكفري" (Discovery) الأكثر معاناة بين كل هذه الشركات. فالشركة التي تمتلك قنوات "الكابل" مثل: "إتش جي تي في" (HGTV)، و"أنيمال بلانت" (Animal Planet)، أطلقت خدمة البت الرقمي "ديسكفري+" (+Discovery) العام الماضي، قبل بضعة أشهر فقط من الكشف عن الاندماج المقترح مع "وارنر ميديا" (WarnerMedia) التابعة لـ"إيه تي آند تي" (AT & T). وأدى الانخفاض بنحو 22% في سهم "ديسكفري" في 2021 إلى تحولها لواحدة من أسوأ 10 شركات أداء على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

اقرأ أيضاً: رغم صفقات اندماج واستحواذ ضخمة... "نتفلكس" لا تزال الأقوى

شكّلت أرقام المشتركين المخيبة للآمال في خدمة البث الرقمي الوليدة التابعة للشركة، جزءاً من أسباب الأداء الهزيل، لكنَّ أسهمها تضررت بشكل خاص مما حدث في صندوق الاستثمار "أركيغوس كابيتال مانجمنت"(Archegos Capital Management)، الذي خضع للتصفية الإجبارية لمراكز حقوق الملكية فيه، مما أدى إلى القضاء على ما يقرب من نصف القيمة السوقية لـ"ديسكفري".

اقرأ المزيد: لماذا تفتقر أوروبا لمنصات بث عملاقة تنافس "نتفلكس" و"أمازون برايم"؟

بداية هذا العام كانت أفضل قليلاً، لذا لا ينبغي للمستثمرين أن يتسرّعوا في شطب "ديسكفري".

صفقة واعدة

خلال الأسبوع الماضي، ذكرت "إيه تي آند تي" أنَّ أعداد المشتركين في "إتش بي أو" (HBO)، و"إتش بي أو ماكس" (HBO Max) تجاوزت الحد الأقصى لتوقُّعات الشركة عند 73.8 مليون. وبالنسبة إلى مساهمي "ديسكفري"؛ فإنَّ الصفقة المعلقة مع "وارنر ميديا"، والتي تشمل "إتش بي أو"، بدأت تبدو واعدة أكثر.

اقرأ أيضاً: تفاصيل استحواذ "أمازون"على "أيقونة هوليود" مقابل 8.4 مليار دولار

على ما يبدو، بدأت شركات "وول ستريت" في قبول هذه الفكرة؛ فقد صعدت أسهم "ديسكفري" بنسبة 33% الأسبوع الماضي، وهي أكبر زيادة أسبوعية في أكثر من 13 عاماً. وكان الدافع وراء هذا الصعود إلى حد كبير هو ترقية جيسيكا ريف إرليش، محللة "بنك أوف أميركا" لمستوى أسهم الشركة، وجاءت هذه الترقية جزئياً على أساس أنَّ الشركات المندمجة حديثاً ستكون مؤهلة لخفض التكاليف. وربما ساعد التفاؤل أيضاً في أنَّ الاندماج قد يؤدي إلى الإيفاء بمتطلبات المراجعة التنظيمية قريباً.

حالة الأسهم

لا ينبغي لأحد أن يتحمس بشكل كبير، إذ يتم تداول أسهم "ديسكفري" على انخفاض هائل بنسبة 63% دون مستوى 77.27 دولاراً المرتفع الذي سجلته في مارس الماضي. وتراجعت الأسهم عن بعض المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي خلال هذا الأسبوع، فقد هبطت بنسبة 4.2% في أيام التداول الثلاثة الأولى، لتصل إلى 28.79 دولاراً كما في إغلاق الأربعاء الماضي.

مع ذلك، يبدو بشكل واضح ومباشر أنَّ السهم مستعد بالفعل لاسترداد عافيته، ولو افترضنا أنَّ صفقة اندماج شركة "وارنر ميديا" التابعة لـ"إيه تي آند تي" مع "ديسكفري" أزالت العقبات التنظيمية، ستحصل "ديسكفري" على متابعات أكثر، وتنافس في مجال برامج الواقع بفضل مكتبة "وارنر" المؤثرة عالية الجودة من هذه البرامج، مما يساعد الشركة على التنافس مع عمالقة البث المباشر مثل: "نتفلكس"، و"ديزني".

على سبيل المقارنة، سنجد أنَّه في عام 2023، من المتوقَّع أن تنفق كل من "نتفلكس"، و"ديسكفري"، و"وارنر ميديا"، ما يقرب من 20 مليار دولار على المحتوى، في حين من المتوقَّع أن تتفوق "ديزني" على هذا الرقم ببضعة مليارات أخرى، وفقاً لتوقُّعات شركة "ويلز فارغو" (Wells Fargo)، ولا تشمل هذه الأرقام البرامج الرياضية، لكنَّها تشمل الإنفاق على البرامج التي قد لا تكون متاحة على الفور للبث الرقمي.

حذر وترقب

يمكن أن يكون هناك مجال أكبر للمكاسب. فاستناداً إلى أحد المقاييس، المتمثل في مقارنة قيمة الشركة بالإيرادات المستقبلية قبل الفوائد، والضرائب، والاستهلاك، والإطفاء، أو ما يعرف اختصاراً باسم (Ebitda)، يحسب ستيفن كاهال، الذي يعمل في "ويلز فارغو"، أنَّ "ديسكفري"، و"وارنر ميديا" تتداولان على سعر أقل بكثير مقارنة بشركتي "ديزني"، و"نتفلكس".

سيشكّل اندماج "ديسكفري"، و"وانر ميديا" تحدياً، وقد يكون أحد الأسباب التي تجعل السوق حذراً بعض الشيء من آفاق الشركة المندمجة. وهناك مصدر قلق آخر، وهو أنَّ العديد من مستثمري "إيه تي آند تي"، الذين من المقرر أن يتلقوا أسهماً في الشركة المندمجة؛ سيبيعون الأسهم على الفور، مفضلين التخلّص من أسهم الشركة التي لا تقدّم توزيعات الأرباح.

لكن على الرغم من ذلك؛ فبالنسبة إلى المستثمرين المستعدين لتحمّل عدم اليقين حتى تكتمل بلورة الصفقة؛ سيبدو الأمر كما لو أنَّ "ديسكفري" تركت أسوأ أيامها خلفها.