صانعو السيارات يُطوِّرون شبكات شحن لكسب الثقة بالمركبات الكهربائية

محطات شحن سيارات كهربائية
محطات شحن سيارات كهربائية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ما من شكٍ في أن الإعلانات المتكررة عن إطلاق طرازات المركبات الكهربائية الجديدة وخيارات التمويل بمليارات الدولارات لبرامج السيارات النظيفة قد طغت على التزامات شركات صناعة السيارات بطرح شبكات الشحن الكهربائي، وجعلتها بعيدة عن أنظار المتابعين.

أصبح من الجدارة تقييم هذه المشاريع - حيث ساعدت مجموعة كبيرة من الإعلانات الدسمة في المنطقة مؤخراً على تمكين شركات صناعة السيارات من أن تصبح المالكة الرئيسية لشبكة الشحن الكهربائي المستقبلية.

لطالما نوقشت مسألة مَن يجب أن يبني البنية التحتية العامة للشحن الكهربائي في قاعات مجالس الإدارة. وربما قد تم العفو عن شركات صناعة السيارات لتراجعها وترك الآخرين يبنون الشبكات. حيث وضعت الشركات في قطاعات النفط والغاز والمرافق والاتصالات خططاً هادفة للاستثمار في محطات الشحن على مدى العقد المقبل. كما أن سلسلة من اللاعبين في القطاع الخاص، مثل "فولتا تشارجينغ" (Volta Charging) و"فاستند" (Fastned)، قد طرحت أسهمها للاكتتاب العام من أجل تمويل خططها التوسعية.

فرصة استثمار إضافية

أدرك صانعو السيارات أن الشحن الكهربائي أمر بالغ الأهمية لمهمتهم في بيع المركبات لدرجة أنهم لا يستطيعون تحمل عدم المشاركة. حيث نظروا أيضاً مؤخراً إلى هذا الموضوع باعتباره فرصة عمل إضافية. حيث تقول شركة "بي بي" (BP) الآن إن أجهزة الشحن السريعة الخاصة بها على وشك أن تصبح أكثر ربحية من مضخات الوقود.

الجدير بالذكر أن منهجيات شركات صناعة السيارات تختلف حتى الآن، حيث مازالت تعمل على اكتشاف التكنولوجيا ونموذج العمل المناسب، تماماً مثل أي شخص آخر. وتسعى جميع شركات صناعة السيارات تقريباً إلى استخدام أجهزة شحن فائقة السرعة على الرغم من أنها أبطأ في الانتشار، إلا أن أجهزة الشحن من المستوى 2 موجودة بكثرة بالإضافة إلى محطات تبديل البطاريات. ويقوم بعض صانعي السيارات ببناء هذه الشبكات بمفردهم، والبعض الآخر يبرم صفقات مشاريع مشتركة؛ في حين يقوم عدد قليل منهم بتوفير أجهزة شحن للتجمعات السكنية لتحفيز النشاط دون المشاركة بشكل أكبر.

نموذج تسلا

من الواضح أن "تسلا" تنأى بنفسها عن الجميع - حيث بنتْ محاور الشحن الفائق عالية الطاقة منذ عام 2012 وهي تزوّد أجهزة شحن بطيئة الطاقة لوجهات منذ عام 2015، فقد أدركت في وقت مبكر جداً أنه بدون الشحن الكافي، لن يشتري المستهلكون سياراتها.

وفي أكتوبر، أعلنت "تسلا" عن خطط لمضاعفة شبكتها الواسعة بالفعل ثلاث مرات خلال العامين المقبلين – حيث تُقدر "بلومبرغ إن إي إف" أن شبكتها ستصل إلى 84 ألف شاحن فائق على مستوى العالم بحلول نهاية عام 2023. وقد ظل نمو شبكة شحن الوجهة الخاصة بها راكداً على مدار السنوات القليلة الماضية على الرغم من أنه يشير إلى تفضيل الشحن الأسرع الذي ردده معظم صانعي السيارات.

علاوةً على ذلك، قالت "ايونيتي" (Ionity)، وهي مشروع مشترك مع العديد من شركات صناعة السيارات، بما في ذلك "بي ام دبليو"، و"فورد"، و"فولكس واجن"، و"دايملر"، و"هيونداي"، إنها ستستثمر ما يقرب من 700 مليون يورو (795 مليون دولار) لزيادة شبكتها إلى 7,000 شاحن فائق السرعة في أوروبا بحلول عام 2025. كما تطرح "فولكس" بالشراكة مع عمالقة الطاقة "بي بي"، و"اينيل"، و"إبيردرولا" ما مجموعه 18,000 جهاز شحن فائق السرعة في أوروبا؛ و10,000 في الولايات المتحدة من خلال شركتها الفرعية "الكتريفاي أميركا"؛ و17,000 في الصين من خلال مشروع مشترك مع "ستار تشارج جاك" و"فاو"، يُسمّى "كامز".

نشاط الشركات التقليدية

تحل إستراتيجية "ستيلانتس" محل أرقام "ايونيتي" و"فولكس واجن"، فهي تهدف إلى الوصول إلى 35,000 شاحن فائق السرعة في أوروبا بحلول عام 2030. كذلك تعمل "جنرال موتورز" مع "إي في غو" (EVGo) لتركيب 3,250 جهاز شحن فائق السرعة في الولايات المتحدة؛ كما توزّع أيضاً 40,000 جهاز شحن بطيء على التجار لتثبيتهم في مجتمعاتهم. وتُعدّ هذه الجهود جزءاً من التزام "جنرال موتورز" بقيمة 750 مليون دولار لتوسيع نطاق الوصول إلى شحن المركبات الكهربائية.

فضلاً عن ذلك، تتبع الشركتان الناشئتان "ريفيان" و"نيو" خطى "تسلا" من خلال إنشاء شبكات حصرية لمركباتها. حيث ستوفر "نيو" مجموعة متنوعة من العروض، وستبني أجهزة شحن بطيئة، وأجهزة شحن سريعة، ومحطات تبديل البطاريات. كما تهدف الشركة إلى امتلاك 4,000 محطة تبديل بحلول عام 2025، منها 1,000 محطة خارج الصين (20 مخططاً لها في النرويج بحلول نهاية عام 2022).

وسيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان صانعو السيارات مثل "تويوتا" أو "هوندا"، الذين لم يصدروا أية إعلانات رئيسية حول موضوع الشحن الكهربائي، سينضمون إلى الحشد أو سيتابعون عن بُعد التحدي المتمثل في إنشاء الشبكة.

يُذكر أنه مع الكم الهائل من المبادرات والشبكات الحصرية، يكاد يكون من المؤكد أنه بمجرد انتهاء فترة الازدهار، سيحدث التوحيد وستخرج أجهزة الشحن الزائدة عن الحاجة من الشبكة، تماماً كما رأينا بعد السنوات الخمس الأولى من طرح الشحن الكهربائي، ولن تكون جميع نماذج الأعمال فائزة.