رهان بقيمة 13 مليار دولار على انتعاش السفر الجوي قريباً

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

مازال قطاع السفر يكافح من أجل التعافي من تداعيات جائحة فيروس "كورونا". فمع كل تراجع لتفشي الوباء، تظهر سلالة جديدة تؤدي إلى خروج عملية التعافي عن مسارها مرة جديدة. لكن، ورغم ذلك، ها هي شركة "ويز إير هولدينغز" (Wizz Air Holdings) في أوروبا الشرقية، تحاول التوسع عبر خطط طموحة، وإن كان توسعها محفوفاً بالمخاطر.

تعهدت شركة الطيران منخفض التكلفة برفع السعة التشغيلية بنسبة 50% هذا الصيف، لتتخطى بذلك مستويات ما قبل الجائحة، وذلك عبر استخدام طائرات أكبر حجماً، وزيادة عدد وجهاتها من أجل تحقيق هذا الهدف.

اقرأ أيضاً: "ويز إير" المجرية تتطلع إلى التوسع على حساب عمالقة الطيران في أوروبا

تضمنت هذه الخطط، طلبية شراء 102 طائرة من "إيرباص" في نوفمبر الماضي بقيمة 13 مليار دولار. هذا الرهان، قد يجعل من "ويز إير هولدينغز" لاعباً رئيسياً منافساً لشركات طيران عريقة ذات تكلفة منخفضة مثل "رايان إير هولدينغز" (Ryanair Holdings) و"إيزي جت" (EasyJet)، أو قد يجعلها أكثر عرضة للتقلبات الناتجة عن تداعيات "كوفيد-19".

اقرأ المزيد: تصاعد الخلاف بين "إيرباص" و"القطرية" بسبب أزمة طائرات "إيه 350"

مكافأة ضخمة

نقلت "ويز إير" 40 مليون مسافر في عام 2019، قبل عام من اضطراب الصناعة بسبب الفيروس، فيما تثق الشركة في تعزيز مكانتها كلاعب أوروبي كبير خلال 2022. ويمكن لرئيسها التنفيذي جوزيف فارادي، الذي أسس شركة الطيران هذه التي تتخذ من بودابست مقراً لها في 2003، أن تصل مكافأته إلى نحو 100 مليون جنيه إسترليني (136 مليون دولار) إذا ما تمكن من رفع القيمة السوقية لشركة "ويز إير" المدرجة في لندن، إلى نحو 12 مليار جنيه إسترليني خلال 5 سنوات، أي أكثر من ضعف قيمتها السوقية الحالية.

يقول فارادي، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة الطيران الوطنية المجرية "ماليف" (Malev): "خطتنا طموحة، ونحن نتوقع انتهاء (أوميكرون) بنهاية الربيع. نريد وقتها أن نكون في صدارة الشركات مع تعافي السوق مرة أخرى".

يمضي فارادي في خطته لتسلم طائرات "إيرباص" ذات البدن الضيق بمعدل سريع يبلغ 4.5 طائرة شهرياً خلال السنوات الثماني المقبلة، وذلك بهدف تجديد الأسطول بالكامل بأطول طائرة ذات ممر واحد في العالم، ما يساعد الشركة على فتح خطوط إلى وجهات بعيدة في أجزاء من الشرق الأوسط وآسيا.

مضاعفة الأسطول 4 مرات

تهدف الخطة بالوصول بأسطول الشركة في نهاية العقد الحالي إلى 500 طائرة، أي 4 أضعاف حجم الأسطول في 2019، ما يتيح لها نقل 170 مليون مسافر سنوياً، وهو الرقم الذي لم تتجاوزه قبل الوباء سوى مجموعة "أميركان إيرلاينز" (American Airlines Group) و"دلتا ايرلاينز" (Delta Air Lines).

منذ أغسطس الماضي، زادت "ويز إير" عدد موظفيها بواقع 1500 موظف، وذلك بدعم من شركة الأسهم الخاصة "إنديغو بارتنرز" (Indigo Partners) المملوكة للمستثمر بيل فرانك، (والتي تمتلك أيضاً حصصاً في شركة "فرونتير إيرلاينز" منخفضة التكلفة في الولايات المتحدة وفولاريس في المكسيك). كما تنقل الشركة مزيداً من طائراتها إلى أسواق في أوروبا الغربية وأبوظبي، حيث تدير مشروعاً منخفض التكلفة مع شريك محلي.

اقرأ أيضاً: "ويز إير" تضاعف أسطولها في أبوظبي رغم البداية البطيئة

تستطيع "ويز إير" التوسع في أوروبا الشرقية بفضل نموذج عملها منخفض التكلفة، حيث تقضي الطبقة الوسطى هناك إجازاتها في رحلات إلى الشواطئ والمدن. وتعتمد الشركة على طائرة إيرباص "ايه 321 نيو" التي تعد أكبر طائرة حديثة ذات البدن الضيق، حيث تتسع لـ239 مقعداً. أما "رايان إير"، فتقوم بتحديث أسطولها بطائرة "بوينغ 737 ماكس-8"، إذ تملك الشركة 40 طائرة من هذا الطراز ذي عدد المقاعد الأقل، بينما تعمل "إيزي جيت" في الغالب على تحديث أسطولها بطائرة "إيرباص A320 " متوسطة الحجم.

هامش للمناورة

يقول أندرو لوبينبرغ، المحلل المسؤول عن تغطية القطاع في "إتش أس بي سي" في لندن، قد يكون من الصعب إشغال تلك المقاعد الإضافية في ظل تفشي فيروس "كوفيد"، وقد يحد تزويد "ويز إير" أسطولها بالطائرات الأكبر من تحقيق مكاسب من خطوطها ذات الرحلات اليومية حتى في أكثر الأوقات ازدهاراً. وأضاف أندرو: "قد يكون تشغيل طائرات أكبر، أمراً صعباً وامتلاك طائرات متعددة الأحجام مفيداً أيضاً، لأنه يتيح المناورة بها حسب اليوم من الأسبوع أو الموسم من العام لتحسين السعة".

أشار فارادي إلى تحقيق "ويز إير" نسبة إشغال مقاعد بلغت 96% قبل الوباء، في إشارة إلى نجاح نهج الشركة الذي يهدف إلى زيادة عدد المقاعد وارتفاع سعر بيعها بما يكفي لجذب العملاء. يقول فارادي: "لسنا شركة طيران لرجال الأعمال. نحن في سوق الترفيه، وإذا كان بإمكان المسافرين بغرض الترفيه الحصول على السعر المناسب، فسوف يتغاضون عن أي شيء آخر".