لسفر آمن.. ارتدِ ساعة رولكس

فيليب كوستو.
فيليب كوستو. المصور: AFP via Getty Images
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ليس مجرد حفيد لعالم جغرافيا المحيطات البارز جاك (Jacques)، بل لمع اسم فيليب كوستو (Philippe Cousteau) كمستكشف وناشط بيئي، شارك في تأسيس منظمة "إيرث إيكو إنترناشيونال" (EarthEcho International)، وهي منظمة بيئية غير ربحية هدفها تشجيع الشباب على العمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والآن بات يجوب العالم من جزيرة سومطرة إلى جنوب إفريقيا لتصوير الأفلام الوثائقية.

وفي آخر البرامج التي قدّمها كوستو برفقة زوجته، مقدّمة برنامج "إي نيوز" (E! News) السابقة أشلان كوستو (Ashlan Cousteau)، يستكشف قصص الغنائم المسلوبة في منطقة الكاريبي. ويحمل هذا البرنامج عنوان "كاريبيان بايرت تريجور" ((Caribbean Pirate Treasure، ويُعرض على قناة "ترافل تشانل" (Travel Channel ).

يقطع فيليب كوستو نحو 200 ألف ميل أثناء سفره سنويًا، وعادةً ما يعتمد على خطوط "يونايتد إيرلاينز" (United Airlines) الأمريكية أثناء ترحاله. وهنا يقول: "أحجز درجة "إيكونومي بلَس" (Economy Plus) لنحو ستة أفراد يرافقونني في سفري دائمًا، إذا كانوا يحجزون تذكرة الطيران نفسها، وبهذا يسافر الجميع بنفس الدرجة دون أن أتحمل أي تكلفة إضافية، ونظرًا لأنَّني طويل القامة (193 سم)، تشكّل المساحة الإضافية أمام المقاعد فرقًا كبيرًا بالنسبة لي".

يعيش فيليب كوستو برفقة زوجته في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية؛ لكن الشيء الوحيد الذي لا يستغني عنه كوستو في أسفاره قد يدهشكم؛ إذ يقول: "أعشق الأكل، لكن وبما أنَّني كثير الترحال، أحيانًا لا يعجبني الطعام في البلد الذي أزوره، لهذا، آخذ معي دائمًا قليلًا من الملح والفلفل في علبة صغيرة خاصة عند الإقامة في خيام".

عندما كنت بعمر 17 عامًا، سافرتُ للدراسة في إسبانيا لمدة شهر خلال الصيف، ووجدتُ خلال هذه الفترة أن المطاعم في إسبانيا تقدم الفلفل الناعم عديم المذاق، لذا اضطررت إلى شراء مطحنة فلفل صغيرة كي أحتفظ بها.

دائمًا كان السفر إلى إسبانيا صعبًا بالنسبة لي، لأنَّني لا آكل المأكولات البحرية، وبالتالي أجد نفسي مضطرًا إلى طلب طبق "التورتيّا" (Tortilla) (أحد الأطباق المميزة الشهيرة في إسبانيا التورتيّا بالبطاطا (Tortilla Española) أي العِجّة بالبطاطا)، ولا شيء سواه مرارًا وتكرارًا.

وكانت إضافة رشة من الملح والفلفل تعطي فرقًا واضحًا، ومنذ ذلك الحين، أحمل معي هذه التوابل إلى كل مكان وأضعها في زجاجات بلاستيكية من العلامة التجارية نالجين (Nalgene) داخل حقيبة صغيرة مخصصة للتخييم.

وخلال تصوير أحد الأفلام الوثائقية في موزمبيق مع قناة "بي بي سي" (BBC)، قضينا عدة أيام في قرية صغيرة هناك، ولم يتوافر لنا ما نأكله سوى الأرز وجوز الهند، لكنَّني كنت بعيد النظر بما يكفي لأحضر معي القليل من مسحوق الواسابي (wasabi) الذي لا يفسد أبدًا، فما عليك إلا مزجه بقليل من الماء وإضافته إلى الطعام، لقد حقق فرقًا كبيرًا.

في المناطق الخطرة يعتمد على الساعات باهظة الثمن

يقول كوستو: كنتُ في سنغافورة، أعمل على أحد المشاريع. وهناك تعرّفت إلى جندي سابق في القوات الجوية الخاصة البريطانية نصحني بارتداء ساعة باهظة الثمن، وقال لي: "لا تتباهى بها، ولكن أبقها بحوزتك".

وكان ذلك الجندي يحتفظ بساعة من طراز "رولكس" (Rolex) مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، ويرتديها في كل مكان يذهب إليه، وفسّر لي أنه من الممكن استخدام الساعات باهظة الثمن، مثل ساعة "رولكس"، في البيع والشراء أو مقايضتها للخروج من أي ورطة، مهما كان البلد الذي أسافر إليه، صحيحٌ أننا غالبًا ما نسمع نصائح تحذر المسافرين في رحلات استكشافية من ارتداء أي شيء ثمين، إلا أنَّ نصيحة ذلك الجندي كانت ذكية وعملية، لهذا أرتدي دائمًا ساعة "قابلة للمقايضة" تساعدني في الإفلات من أي مأزق.

الشاحن الجيّد قيمته لا تٌقدّر بثمن

يقول كوستو: أتوقع دائمًا حدوث الأسوأ، لذا أحمل معي دائمًا شاحنًا اشتريتُه من موقع "ماي تشارج" (MyCharge)، لأنَّه الأفضل بالنسبة لي بعد التجربة، ويتناسب مع الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ومن الممكن توصيله بقابس الحائط مباشرةً لتستخدمه في غرفة الفندق مثلًا، أي أنَّه بطارية وقابس في آن واحد.

كيف تحظى بحياة خمس نجوم بكذبة صغيرة جدا؟

هنا يذكر كوستو: لستُ سهل الإرضاء فيما يخص الطعام، وكلما ذهبت إلى أي مدينة، ينتابني القلق بعض الشيء إلى أن أتعرف إلى مطعم يمكنني تناول وجبة جيدة فيه.

قد لا يكون الأمر سهلًا في بعض الأحيان، لذلك ألجأ إلى حيلة جريئة: "ما عليك سوى أن تبحث عن فندق فخم، ولو لم تكن مقيمًا فيه، وعادةً ما يقدم حارس هذه الفنادق مساعدة ثمينة لأنه على دراية بالمدينة"، ويمكنك أن تذهب وتقول له: "لقد غادرت غرفتي للتو، وأنا في طريقي إلى المطار، لكنَّني أرغب في تناول وجبة لذيذة للمرة الأخيرة، بأي مطعم تنصحني؟".

لقد طبقتُ هذه الحيلة أثناء توقف رحلتي إلى موزمبيق في فرانكفورت لمدة 12 ساعة، فلم يكن لدي مكان أقضي فيه الوقت، لذا تجولت في المدينة ودخلتُ أحد فنادق الخمس نجوم، وبفضل نصيحة الحارس تناولتُ واحدةً من ألذ الوجبات على الإطلاق، حتى إنني ما زلت أحتفظ برقم المطعم تحت اسم "مطعم مذهل في فرانكفورت".

لماذا عليك أن تسأل دائمًا عن مكان المرحاض في أي مطعم ترتاده؟

يقول كوستو: كلما دخلت مطعمًا، أحرص دائمًا على تصفّح قوائم الطعام، فإذا وجدتها مليئة بشتى أنواع الأطباق أشعر بالشك؛ لأنَّ هذا يعني أنَّ المطعم لا يتخصص بطبق معين، وبالتالي فإنه لا يُتقن أيًا من أطباقه، فلا يمكن لأي مطعم أن يقدم مئات الأطباق اللذيذة في آن واحد، كما أنني أتجنب المطعم إن كانت قائمة الطعام طويلة جدًا (بها 25 طبق مقبلات مثلاً)، خصوصًا في البلاد التي لا تُطبّق بالضرورة معايير النظافة المتعارف عليها في الولايات المتحدة.

وسأقدم لك نصيحة أخرى، إذا كانت لديك أي شكوك بشأن تناول الطعام في مطعم ما: "اطلب استخدام المرحاض أولاً، عندها سترى مدى نظافة المكان، ويمكنك أحيانًا أن تلقي نظرة خاطفة على المطبخ لتتأكد من نظافة أرضيته".

كيف اعتاد شراء التذكارات بعد تجربة مر بها أثناء مراهقته؟

حين كان عمري 16 عامًا، سافرتُ في رحلة استكشافية مع خبيرة أسماك القرش د. يوجيني كلارك (Dr. Eugenie Clark) إلى بابوا غينيا الجديدة، وكنّا نُجري الأبحاث طوال اليوم على متن قارب غوص صغير في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد، ونغوص في المياه الضحلة، كانت تجربة مدهشة جعلتني أتعرّف على الإرث الذي تركه جدي.

وصلت إلى العاصمة بورت مورسبي (Port Moresby)، وهي مدينة خطرة جدًا إلى درجة أنه يُنصح بعدم مغادرة الفندق دون مرافق، لكنَّني كنت صبيًا عمري 16 عاما، وكأي صبي في العمر نفسه، اتخذت قرارًا سيئًا، وقررت أن أذهب للتنزه، وإذا بثلاثة رجال يطاردونني! كانوا يُعرفون باسم "الأوغاد"، ويشتهرون بقتل الضحايا أولًا ثم سرقتهم.

ظننت أنني سأموت حقًا، لكنًّني قابلت ثلاثة رجال شرطة أنقذوا حياتي، بعد ذلك، ذهبتُ إلى مرتفعات غينيا الجديدة برفقة بعض القبائل المحلية من السكان الأصليين. وهناك رأيت قناعًا منحوتًا معروضًا في متجر صغير، ففكرت: "لقد مررتُ بتجربة غيّرت حياتي، لذا سأشتري هذا القناع كتذكار".

تدور معظم ثقافات السكان الأصليين حول الأقنعة، لذا منذ ذلك الحين وأنا أبحث عن تلك الأقنعة لأشتريها كلما سافرت إلى مدينة جديدة، ومن ثم أعلّقها على جدارٍ في شقتنا، وأكتب وراء كل منها عام ومكان حصولي عليها.