استراتيجيون يحذرون من انخفاضات جديدة في الأسهم الأمريكية

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توقع المحللون الاستراتيجيون الذين تنبأوا بالمسار السيء للأسهم الأمريكية حدوث المزيد من التراجعات في السوق.

ومع انخفاض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بأكثر من 10% عن ذروته، حذّر المتوقعون للمسار الهابط مثل "ميزوهو إنترناشيونال"، و"بنك أوف أمريكا" من عمليات بيع جديدة مع تراجع زخم النمو، ورفعِ "الاحتياطي الفيدرالي" تكاليف الاقتراض.

"من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الهبوط خلال الأشهر القليلة المقبلة حيث تتكيف السوق مع حقيقة قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بإلغاء التسهيلات المالية، وتباطؤ الأرباح، وتحفيز مالي أقل بكثير على الصعيد الفيدرالي"، وفقاً لـ"إد كليسولد"، كبير المحللين الاستراتيجيين الأمريكيين في أبحاث "نيد دافيس". توقَّع كليسولد في نهاية العام الماضي انخفاضاً مزدوج الرقم في سوق الأسهم، ويحذر الآن من تصحيح بنحو 20% من ذروة ارتفاع السوق المحققة في مطلع يناير.

الشتاء يخيِّم على وول ستريت.. و"إس آند بي 500" يفقد 10% من قمته

توقَّع استراتيجيو "ميزوهو" انخفاض ​​مؤشر"ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 12% أخرى مع تزايد وتيرة تشديد السياسة النقدية؛ كما حذروا من انخفاض بنسبة تتراوح بين 10-15% في الربع الثاني من عام 2022 إن لم يكن قبل ذلك.

هناك عوامل عدَّة تعزز استمرار التراجعات دون مؤشرات على تباطؤ تلك التراجعات، ومن بينها: ارتفاع التقييمات، وسيطرة شركات التكنولوجيا الكبرى على المؤشرات، وارتفاع عوائد السندات.

مخاوف من زيادة سريعة في الفائدة

توصل المستثمرون إلى نتيجة مفادها بأن "الاحتياطي الفيدرالي" بسياسته المتشددة لن يتدخل لتخفيف كل اضطراب في السوق. إذ يتوقَّعون رفع صانعي السياسة النقدية الفائدة بشكل أعلى، مع زيادة بربع نقطة مئوية في مارس. على أن يرفعها بنقطة مئوية كاملة للعام 2022.

وول ستريت تتعافى من خسائرها وتغلق على ارتفاع بعد جلسة صاخبة

بالنسبة للكثيرين، يحمل ذلك الاتجاه إزعاجاً كبيراً لأنماط الاستثمار الأكثر حساسية لرفع الفائدة. وقال بيتر شاتويل، رئيس استراتيجية الأصول المتعددة في "ميزوهو": "نرى أن الضغط الهبوطي على أسواق الأسهم مستمر ما لم يكن هناك حافز لرد فعل أقل تشدداً من الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية العالمية، ونعتقد أن سيناريو ضغط السوق هو ما يحدث الآن".

وبالمقارنة مع المستويات الحالية، قال شاتويل إن النصف الأول من العام الجاري قد يشهد تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى قاع عند 3800 نقطة هابطاً بنسبة 12%. وأن يتراجع مؤشر "ناسداك 100" إلى قاع حول 12 ألف نقطة، خاسراً 15%.

لكنَّ التنبؤات الهبوطية للأسهم في "وول ستريت" كانت قد أخطأت بشكل كبير في فترة الصعود، وهو ما تمخض عن انتقادات واسعة لكبار المحللين الذين أخفقت توقعاتهم بشأن التوقيت الأمثل للاستثمار.

لكنَّ تزامن تباطؤ النمو الاقتصادي وتشديد السياسة النقدية يعزز أراء المتشائمين. فقد بدأ التدهور ينعكس على تقارير الأرباح الفصلية التي كانت قبل ذلك بمثابة إشارات طمأنة ضد أي توقُّعات بتراجعات حادة.

قال الخبراء الاستراتيجيون في "غولدمان ساكس" في مذكرة بحثية يوم الإثنين، بعد القفزات المتتالية غير المسبوقة في نمو الأرباح فإنَّ توقُّعات الأرباح الصادرة عن الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" "مخيبة للآمال". كما أنَّ المعلومات التي يقدّمها المديرون في المؤتمرات الهاتفية للتعليق على الأرباح "مثيرة للقلق".

ويوم الاثنين، قال مايك ويلسون، المحلل في "مورغان ستانلي" والمرجح للمسار الهابط لوقت طويل إن "بوادر المعاناة تظهر في سوق الأسهم التي ارتفع تقييمها بأكثر من اللازم".