قيمته 10 مليارات دولار.. أضخم صندوق استثمار بالتكنولوجيا يتلقى دعماً إماراتياً

المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

برزت شركة استثمار إماراتية مرتبطة بشخصية مؤثرة في الأسرة الحاكمة في أبوظبي كداعم لواحد من أكبر الصناديق في تاريخ رأس المال المخاطر، إذ انضمت إلى شركة "ألفا ويف" (Alpha Wave)، ومقرها نيويورك لتوظيف 10 مليارات دولار مع التركيز على الهند.

قالت "شيميرا كابيتال" (Chimera Capital)، وهي جزء من إمبراطورية أعمال يشرف عليها الشيخ طحنون بن زايد، إنَّ صندوق "ألفا ويف فينتشرز 2" (Alpha Wave Ventures II) سيستهدف الشركات التي لم تطرح للاكتتاب العام بعد، مع التركيز على مجموعة من الأصول التي تشمل التكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، وعلوم الحياة.

يمثل "ألفا ويف فينتشرز 2" ثاني صناديق رأس المال المخاطر التي تطلقها شركة "شيميرا كابيتال"، ويتم إدارته بالاشتراك مع شركة "ألفا ويف غلوبال" (فالكون

إيدج" سابقاً)، وستعمل الشركتان على تحديد وإدارة الفرص الاستثمارية في الأسواق العالمية، وبشكلٍ خاص في الهند، بحسب الرئيس التنفيذي لشركة "شيميرا" سيف فكري ردّاً على أسئلة "بلومبرغ" عبر البريد الإلكتروني.

اقرأ أيضاً: صناديق الثروة الخليجية تحت مجهر الشفافية

الإغلاق الثاني للصندوق عند 10 مليارات دولار يضعه في مصافي كبرى الكيانات الاستثمارية، مثل الصندوق المدار من قِبل "أندريسن هورويتز" ((Andreessen Horowitz، و"تايغر غلوبال مانجمنت" (Tiger Global Management)، و"سيكويا كابيتال" (Sequoia Capital). وأعلنت "شيميرا" أنَّ داعمي الصندوق يشملون مزيجاً من المستثمرين المؤسسيين الكبار، متوقّعةً أن تتراوح أحجام الاكتتابات بالصندوق من "عشرات إلى مئات ملايين الدولارات"، وفقاً لـ "فكري".

تؤكد هذه الشراكة على الأهمية المتزايدة لمنطقة الخليج كقناة لرأس المال لأسماء عالمية مثل: "سوفت بنك غروب" (SoftBank Group Corp)، و"سيلفر ليك" (Silver Lake) بعد عام من الاستثمارات التكنولوجية القياسية من أمريكا اللاتينية إلى الصين، والتي بلغت 621 مليار دولار على مستوى العالم.

"مبادلة" و"القابضة"

ويمثل هذا أيضاً أحدث الجهود التي تبذلها أبوظبي -وهي من القلة على مستوى العالم التي تدير أكثر من تريليون دولار في رأس مال الثروة السيادي- لاستثمار مكاسبها من الطاقة في استثمارات التكنولوجيا. تمتلك الإمارة الغنية بالنفط مجموعة من الشركات مثل: "مبادلة كابيتال"، وصندوق أبوظبي للنمو التابع للشركة "القابضة" (ADQ)، وهي مخصصة لتنويع الاقتصاد، بما يتجاوز الاعتماد على الهيدروكربونات.

ترأس الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، شقيق ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ومستشار الأمن القومي للدولة، العديد من المؤسسات، من ضمنها: "رويال غروب" (Royal Group)، المجموعة الأم لشركة "شيميرا كابيتال"، والصندوق السيادي "ADQ"، والمجموعة 42، وبنك أبوظبي الأول.

وبموازاة نشاطه الاستثماري؛ فإنَّه يتولى دوراً رئيسياً بالعلاقات الإماراتية مع الدول ذات الثقل الإقليمي مثل المملكة العربية السعودية، وتركيا، وإيران، وقطر.

قد يهمك: "مبادلة" و"كرو هولدنغز" تخططان لاستثمار مليار دولار بعقارات أمريكا

وقال فكري، إنَّ "شيميرا" تتماشى تماماً مع استراتيجية الإمارة في أن تصبح مركزاً لمديري الأصول والصناديق المحلية.

كانت "شيميرا إنفستمنت"، الشركة الأم لـ "شيميرا كابيتال" في أبوظبي، من بين المستثمرين المؤسسيين الذين ساهموا في الإغلاق الأول للصندوق بقيمة 5 مليارات دولار، وفقاً لـ"فكري".

النمو وما قبل الطرح

وقال فكري: "ينصب التركيز من حيث مرحلة الاستثمار على النمو، وما قبل اكتتاب العام الأولي، ومع ذلك؛ سيضع الصندوق رهانات مبكرة ليكون قادراً على اختراق الشركات الرائدة في وقت مبكر وعلى دعمها خلال مسار نموها".

استثمر الصندوق بالفعل في شركات مثل "ريفوليوت" (Revolut)، و"مونزو بنك" (Monzo Bank Ltd)، وشركة تصنيع السيارات الكهربائية الهندية "أولا" (Ola Electric Mobility).

يستكمل هذا الجهد علاقة امتدت طوال السنوات الثلاث الماضية بين "شيميرا"، و"ألفا ويف" مديرة الأصول البديلة التي تأسست قبل عقد من الزمن بقيادة ريك جيرسون، ونافروز أودوادي، وريان خوري. جيرسون هو أيضاً مؤسس مشارك، وعضو مجلس إدارة في أبوظبي "كاتاليست بارتنرز" المدعومة من "مبادلة".

تغطي الشراكة مع "ألفا ويف" فترة بدأت خلالها "شيميرا" في إدارة أموال الجهات الخارجية، وأطلقت خمسة صناديق متداولة في البورصة. وأغلق أول صندوق لرأس المال المخاطر قبل شهر عند 75 مليون دولار فقط، لكنَّه حصل على دعم "مبادلة"، ثاني أكبر صندوق ثروة سيادي في أبوظبي.

عزز ولوج "شيميرا" في رأس المال المخاطر الطموحَ بشكل كبير، مع توقُّع "لعب دور أكثر نشاطاً مع الشركات المستثمر فيها"، وفقاً لـ"فكري" الذي قال إنَّ الصندوق الجديد "يسمح للمستثمرين المؤسسيين الكبار بتوظيف مبالغ كبيرة من رأس المال في الشركات في مرحلة النمو".