أسعار الشقق في طوكيو تتجاوز مستويات عصر الفقاعة

برج طوكيو، والمباني الوسطى، والتجارية والسكنية يمكن رؤيتها من المرصد في برج روبونجي هيلز موري، الذي تديره شركة "موري بلدينغ"، في طوكيو، اليابان.
برج طوكيو، والمباني الوسطى، والتجارية والسكنية يمكن رؤيتها من المرصد في برج روبونجي هيلز موري، الذي تديره شركة "موري بلدينغ"، في طوكيو، اليابان. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حطمت أسعار الشقق الجديدة في طوكيو في 2021 الأرقام القياسية التي حققتها منذ 30 عاماً، وأدى تزايد الطلب من الأسر ذات الدخل المزدوج وارتفاع تكاليف الإنشاء إلى تعزيز سوق المساكن في عاصمة اليابان الذي كان يحتضر في يوم من الأيام.

بلغ متوسط سعر الشقق الجديدة في العاصمة اليابانية والمناطق المحيطة بها 62.6 مليون ين (550 ألف دولار) في العام الماضي، متجاوزاً أعلى مستوى والبالغ 61.2 مليون ين الذي تم تسجيله في عام 1990 في ذروة الفقاعة الاقتصادية، وفقاً للأرقام الصادرة اليوم الثلاثاء عن المعهد الاقتصادي للعقارات. ويتوقع بعض مراقبي السوق استمرار الارتفاع هذا العام.

قالت ريوتا هاياكاوا، المديرة في شركة "سوميتومو ريالتي آند ديفيلوبمنت" إنه في ظل نقص الأراضي وارتفاع تكاليف البناء، فمن غير المرجح أن يقفز العرض في أي وقت قريب. وبالنظر إلى مستوى الطلب، فمن غير المتوقع أن تنخفض الأسعار".

على اليابان تكثيف إجراءات مكافحة غسيل الأموال

قبل أن تدخل اليابان في حالة الركود الاقتصادي الممتدّ، كانت أسعار الأراضي مرتفعة للغاية لدرجة أن قيمة القصر الإمبراطوري في طوكيو اشتهرت بأنها تجاوزت قيمة جميع أراضي كاليفورنيا. وانهارت أسعار الشقق في أعقاب انفجار الفقاعة، وخسرت أكثر من ثلث قيمتها في خمس سنوات فقط، وظلت ثابتة إلى حد كبير خلال العقدين التاليين.

لكن ارتفعت أسعار الشقق الجديدة خلال السنوات التي تلت تولي رئيس الوزراء آنذاك شينزو آبي السلطة في عام 2012. وساهم التحفيز المالي الذي أقره آبي، بالإضافة إلى التيسير النقدي غير المسبوق من قبل بنك اليابان، في تجدّد الاهتمام بسوق العقارات، في ظل أسعار الشقق السكنية التي تتحدى التضخم الراكد، لترتفع بأكثر من الثلث.

كيف غيرت أولمبياد 1964 طوكيو إلى الأبد؟

طلب خارجي

كانت الزيادة الأخيرة مدفوعة أيضاً بمستوى الطلب السابق على تفشي الوباء وذلك من المشترين في الخارج، لا سيما من الصين، فضلاً عن تزايد الاهتمام بالسكن في أحياء أكثر رقياً، مع قضاء الموظفين وقتاً أطول في العمل من المنزل بسبب تفشي "كوفيد"، ونقص العرض في الآونة الأخيرة.

كان أداء العقارات أكثر نشاطاً مقارنة بالأصول الأخرى في اليابان. وما يزال يتعين على سوق الأسهم في البلاد استعادة أعلى مستوياته التي بلغها خلال حقبة الفقاعة، على الرغم من أن المؤشرات لامست المستويات القياسية التي بلغتها منذ 30 عاماً في العام الماضي. تم بيع أكثر من 600 شقة في "هارومي فلاغ"، وهو مشروع عقاري احتضن رياضيين ووفوداً خلال دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو العام الماضي، في نفس يوم طرح الوحدات للبيع. وتلبية للطلب، تخطط الحكومة لخفض الإعفاءات الضريبية لأصحاب المنازل اعتباراً من العام المقبل.

تعهدات اليابان المناخية تنعش سوقها العقاري

وعلى الرغم من اشتهار طوكيو بالأسعار المرتفعة، إلا أن عقود الركود والتوافر السهل نسبياً للرهون العقارية لمدة 35 عاماً بأسعار فائدة منخفضة للغاية يعني أن الشقق في وسط المدينة تظل في متناول الأزواج العاملين، على عكس تلك الموجودة في العديد من المدن الكبيرة الأخرى حول العالم.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى ظهور الأسر ذات الدخل المرتفع والمزدوجة الدخل، مع انضمام المزيد من النساء إلى القوة العاملة، باعتبارها من بين أسباب ارتفاع أسعار العقارات في المناطق الحضرية. يشكل الأزواج العاملون المتعاونون الآن أكثر من ثلثي جميع الأسر، وهو ما يمثل تحولاً بـ 180 درجة مقارنة بعصر الفقاعة.

توقعات الأسر اليابانية للتضخم عند أعلى مستوياتها منذ 2008

أزواج القوة

أطلقت وسائل الإعلام على هذه الظاهرة اسم "أزواج القوة"، حيث عرّفتهم ناوكو كوغا، من معهد أبحاث "NLI" بأنهم الأزواج الذين يتجاوز دخل كل منهما سبعة ملايين ين. وكتبت في تقرير هذا الشهر: "وبرغم صغر العدد الإجمالي لأزواج القوة، فإن رغبتهم في الإنفاق قوية ولا يمكن تجاهل تأثيرهم على السوق الاستهلاكي".

وتضاعفت تقريباً أعداد الشقق المعروضة للبيع في طوكيو في الوقت الذي يُظهر السوق مرونة.

ووفقاً لهاياكاوا من شركة سوميتومو ريالتيز"، يرى المطورون أيضاً اهتماماً كبيراً بالشقق الفاخرة. وقالت إن الطلب على هذه الشقق، التي تتجاوز أسعارها 200 مليون ين وبمساحة أكثر من 100 متر مربع (1076 قدم مربع)، يشهد ارتفاعاً، ليس في منطقة طوكيو فحسب، ولكن أيضاً في مدن مثل أوساكا وسابورو في هوكايدو.