صانعو الأفلام يراهنون على عودة السينما رغم "أوميكرون"

رسم: إنجيلا ستامبل / رويترز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ستُتاح لعشاق أفلام المخرج مايكل باي فرصة مشاهدة أحدث أفلامه في شهر أبريل، عندما تُطلق شركة "يونيفرسال بيكتشرز" (Universal Pictures) فيلمه الذي يحمل عنوان "أمبولانس" (Ambulance)، أو "سيارة الإسعاف"، وهو فيلم إثارة عن سرقة بنوك، وفيه الكثير من مطاردات مروحيات الشرطة، ونيران الأسلحة الصغيرة، والانفجارات. ومن المُقرر أن يظهر الفيلم للمرة الأولى في دور السينما حصرياً؛ وهي استراتيجية تجنّبتها استوديوهات عدة خلال الجائحة، لكن حتى مع تفاقم تفشي "أوميكرون"؛ تعود هوليوود إلى طبيعتها في عام 2022.

تعليقاً على الموضوع، يقول برادلي فيشر، أحد منتجي فيلم "أمبولانس": "لقد صمدت دور السينما كثيراً في وجه العديد من العواصف عبر التاريخ". ويضيف أنَّ انقراض دور السينما "كان محط تنبؤات عديدة، والتي أثبتت خطأها مراراً وتكراراً".

اقرأ أيضاً: إنفوغراف.. أكبر 8 أفلام حققت إيرادات افتتاحية في أمريكا

مع ذلك، ما تزال الاستوديوهات تُحوّط رهاناتها، إذ ستظهر أفلام عديدة ستُطلق في دور السينما هذا العام، بما في ذلك "أمبولانس"، على خدمات البث بعد حوالي 45 يوماً. ويُعدّ هذا تغييراً كبيراً عن الأيام الخوالي لعام 2019، فقد كان الأمر يستغرق أحياناً ثلاثة أشهر أو أكثر قبل أن تُتيح الاستوديوهات الأفلام للعرض المنزلي.

اقرأ أيضاً: دور السينما تواجه منافسة شرسة مع المنصات الإلكترونية.. فهل تنتصر؟

استراتيجية جديدة

يُشار إلى أنَّه بعد ما يقرب من عامين من الإغلاق، والقيود المفروضة على عدد الحضور، وتأجيل الأفلام، والإصدار المتزامن لبعض الأفلام في دور السينما، وعبر الإنترنت؛ تتّحد الصناعة حول استراتيجية مختلفة؛ إذ ستحصل الأفلام التي يتم إصدارها في دور السينما على فترات حصرية أقصر قبل الانتقال إلى خدمات الاشتراك مثل "ديزني+" (Disney+)، و"إتش بي أو ماكس" (HBO Max)، و"باراماونت+" (Paramount+)، و"بيكوك" (Peacock).

اقرأ المزيد: "ديزني" تحصد 125 مليون دولار من التوزيع الرقمي لفيلم "بلاك ويدو"

سيكون هذا العام اختباراً كبيراً لهذا النموذج، إذ تختبر دور السينما ما إذا كانت تستطيع توليد إقبال جماهيري يكفي خلال تلك الفترات الحصرية الأولية للحصول على أعمال تجارية مربحة، فيما تحاول استوديوهات أفلام، معرفة ما إذا كان بإمكانها زيادة الإيرادات من المنافذ عبر الإنترنت ودور السينما.

"توقعات أن تصل عائدات شباك التذاكر في الولايات المتحدة وكندا إلى نحو 8 مليارات دولار هذا العام، أي ضعف ما تحقق في عام 2021 تقريباً"

أفلام جديدة متنوعة

فضلاً عن ذلك، تُخطّط هوليوود لعودة كبيرة في عام 2022، مع تقويم مليء بالأفلام المحتملة -بما في ذلك "أفاتار 2" (Avatar 2)، بالإضافة إلى أحدث جزء من "جوراسيك وورلد" (Jurassic World)، وتكملة "توب غان" (Top Gun) التي تأخرت طويلاً، وتضم النجم توم كروز، الذي من المتوقَّع أيضاً أن يجذب رواد السينما مع عودته في فيلمه "ميشن: إمبوسيبل 7" (Mission: Impossible 7). كما سيكون هناك أبطال خارقون أيضاً، بما في ذلك مصاص الدماء اليافع السابق روبرت باتينسون في دوره الأول باعتباره البطل في "ذي باتمان" (The Batman)، والمقرر عرضه في مارس.

لكن مع اعتياد الأمريكيين الآن على مشاهدة الأفلام التي تُعرض للمرة الأولى في المنزل؛ فإنَّ الاعتماد على رواد السينما لشراء التذاكر ليس بالأمر المؤكد؛ إلا أنَّ فيلم "سبايدرمان: نو واي هوم" (Spider-Man: No Way Home) من "سوني غروب" (Sony Group) حقّق عائدات تزيد على 1.5 مليار دولار من دور السينما فقط منذ افتتاحه في منتصف ديسمبر، وذلك على الرغم من طفرة "أوميكرون".

اقرأ أيضاً: فيلم "سبايدر مان" يتصدر الإيرادات العالمية بمليار دولار في 2021

عودة متعثرة

من جانبه، يقول جيف غولدستين، رئيس التوزيع المحلي في شركة "وارنر بروس بيكتشرز" (Warner Bros. Pictures) التابعة لشركة "إيه تي آند تي" (AT&T): "تأثرت عادات المستهلكين؛ ويمكننا أن نرى من خلال موسم العطلات هذا أنَّه ليس هناك أي شك في عودة الشغوفين، إلا أنَّ عودة رواد السينما العرضيين كانت أبطأ بكثير".

بعد إطلاق كل أفلامها العام الماضي على "إتش بي أو ماكس" في اليوم ذاته الذي عُرضت فيه في دور السينما في الولايات المتحدة؛ تُخطّط شركة "وارنر بروس" لاتباع نهج ذي شقين في عام 2022، إذ ستعرض معظم أفلامها الكبرى بشكل حصري في دور السينما، بما في ذلك "ذي باتمان"، وفيلم "أكوامان" (Aquaman) الجديد الذي من المقرر عرضه في ديسمبر؛ وستُعرض أفلام عدة أخرى مباشرة على "إتش بي أو ماكس"، وهي تشمل أفلاماً ذات جاذبية عائلية، بما في ذلك: "فاذر أوف ذا برايد" (Father of the Bride)، وتلك التي تستهدف البالغين مثل الفيلم المثير للمخرج ستيفن سودربيرغ، والذي يحمل عنوان "كيمي" (Kimi).

يقول كيفين جويتز، الرئيس التنفيذي لشركة "سكرين إنجن" (Screen Engine) التي تتّخذ من لوس أنجلوس مقراً لها، والتي تُجري أبحاث السوق للاستوديوهات: "معظم الأفلام لا تنتمي إلى دور السينما". ومع اقتراب تكلفة مشاهدة فيلم في السينما من قبل عائلة مكوّنة من أربعة أفراد من 90 دولاراً، بما في ذلك الذرة والمرطبات، "من الأفضل أن تعرف أنَّ الفيلم سيُقدّم المتعة المطلوبة. لهذا السبب يريد الناس مشاهدة أفلام الأبطال الخارقين، فهم يريدون مشاهدة أفلام الحركة والمغامرات الضخمة".

تحسن العائدات

في هذا السياق، تتوقَّع "بلومبرغ إنتليجنس" أن تبلغ عائدات شباك التذاكر في الولايات المتحدة وكندا، نحو 8 مليارات دولار هذا العام، إذ سيكون هذا أقل من 11.4 مليار دولار في عام 2019، إلا أنَّه ما يزال أعلى بكثير من 2.3 مليار دولار في عام 2020، و4.5 مليار دولار في عام 2021، وفقاً لشركة الأبحاث "كوم سكور" (Comscore). كما تبدو حقيقة أنَّ إجمالي عدد الأفلام التي ستصدر في دور السينما لعام 2022 لن تتطابق مع أوقات ما قبل الجائحة، حتى مع العناوين الكبيرة المخطط لها، و لن تُساعد في هذا الصدد. فقبل الجائحة، أصدرت الاستوديوهات حوالي 140 فيلماً سنوياً، وفقاً لـ"كومسكور"، وقد انخفض هذا العدد إلى 52 في عام 2020، و93 في العام الماضي، مع توقُّع رقم أعلى قليلاً هذا العام.

قرصنة البث

علاوةً على ذلك، تُشير شركات دور السينما إلى تراجع نتائج العديد من الأفلام الكبيرة التي صدرت عبر الإنترنت وفي دور السينما بشكل متزامن، وهذا دليل على أنَّ دور السينما ما تزال مهمة؛ إذ يقول ريتشارد غلفوند، الرئيس التنفيذي لشركة "إيماكس" (Imax): "كان عرض فيلم ضخم في دور السينما، وعبر خدمة البث في الوقت ذاته نوعاً من التجارب الفاشلة؛ فقد جرى انتهاك الكثير منها بسبب القرصنة على خدمة البث، والناس لم يحضروا إلى السينما، ولم يكن هناك حدث فعلي".

بالنسبة إلى فيشر، منتج فيلم "أمبولانس"؛ فإنَّ مبيعات التذاكر التي ما تزال تُسجَّل لصالح "سبايدرمان"، قد نبَّأته أنَّ رواد السينما جاهزون "ومستعدون بشكل لا يصدق" للعودة إلى الشاشة الكبيرة، كما يقول: "بالنسبة إلي، هذا رائع - فتجربة السينما حية وبصحة جيدة، وهي تجربة لا يمكنكم الحصول عليها في المنزل".