"الفيدرالي الأمريكي" يبقي أسعار الفائدة دون تغيير ويتوقع رفعها "قريباً"

مبنى الاحتياطي الفيدرالي في العاصمة الأمريكية واشنطن
مبنى الاحتياطي الفيدرالي في العاصمة الأمريكية واشنطن المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يوم الأربعاء، على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى ما بين صفر و0.25%، وأشار إلى أنَّه سيرفعها "قريباً".

قالت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في بيان اليوم عقب اجتماع السياسة الذي استمر يومين: "مع التضخم فوق 2% وقوة سوق العمل؛ تتوقَّع اللجنة أنَّه سيكون من المناسب قريباً رفع النطاق المستهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية".

كان بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد توقَّع في ديسمبر الماضي زيادة أسعار الفائدة 3 مرات في عامي 2022 و2023 من أجل كبح جماح التضخم الذي وصل إلى 7% عند أعلى مستوياته في نحو 40 عاماً.

"الاحتياطي الفيدرالي" قد يحتاج إلى أكثر من 4 زيادات للفائدة في 2022

سيكون رفع سعر الفائدة هو الأول من نوعه الذي يقوم به البنك المركزي منذ عام 2018، إذ يتوقَّع العديد من المحللين زيادة ربع نقطة في مارس، تتبعها بثلاث أخرى هذا العام، وتحركات إضافية بعد ذلك.

قال أحمد نجم، مدير مكتب "إف بي إس" للأبحاث، في تعليقه على قرار الفيدرالي الأمريكي، بمقابلة على قناة الشرق، إنَّ الفيدرالي الأمريكي لم يعطِ إشارات واضحة تسند ما كان يسري مؤخراً عن خطوات لرفع الفائدة 4 مرات هذا العام.

وأشار إلى أنَّ مؤشرات الوظائف، والأجور، وأزمات سلاسل التوريد تدل أيضاً على أنَّ "التضخم لن ينخفض في القريب العاجل".

إنهاء برنامج شراء السندات في مارس

قال المركزي الأمريكي في بيانه اليوم، إنَّه سيواصل تقليص الوتيرة الشهرية لصافي مشترياته من الأصول، بحيث تنتهي في أوائل مارس.

أضاف أنَّه اعتباراً من فبراير، ستشتري اللجنة سندات الخزانة بما لا يقل عن 20 مليار دولار شهرياً، والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري بما لا يقل عن 10 مليارات دولار شهرياً.

وتوقَّف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن تحديد شهر مارس كنقطة انطلاق لرفع سعر الفائدة. كما كرر أنَّ "المخاطر على التوقُّعات الاقتصادية ما تزال قائمة، ويشمل ذلك المتحوِّرات الجديدة للفيروس".

ماذا عن توجهات الاحتياطي الفيدرالي بعد رفع الفائدة في مارس؟

قال الفيدرالي الأمريكي، إنَّ "مكاسب الوظائف كانت قوية في الأشهر الأخيرة، ومعدل البطالة انخفض بشكل كبير"، كما أنَّ "مؤشرات النشاط الاقتصادي والتوظيف،

مازالت تشير إلى أداء قوي".

أضاف أنَّ "اختلالات العرض والطلب المرتبطة بالجائحة، وإعادة فتح الاقتصاد، مازالا يساهمان في ارتفاع التضخم".

"غولدمان ساكس" يحذر من مخاطر "صدمة الفائدة" الأمريكية على أسواق الأسهم

وعلى الرغم من الانتقادات القائلة بأنَّ الاحتياطي الفيدرالي قد تباطأ؛ فإنَّه يتحرك حالياً بشكل أسرع بكثير مما كان يتوقَّعه في السابق - مدفوعاً بفشل التضخم في التلاشي كما كان متوقَّعاً وسط الطلب القوي، وسلاسل التوريد المتعثرة، وتشديد أسواق العمل.

خفض المركز المالي

قال الفيدرالي الأمريكي أيضاً، إنَّ أعضاء اللجنة اتفقوا على مجموعة من المبادئ لتقليص كبير لحجم حيازاته من الأصول. وأضاف أنَّ تلك الخطة ستبدأ بعد رفع أسعار الفائدة، لكنَّه لم يذكر موعداً محدداً.

تبلغ الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي ما يقرب من 8.9 تريليون دولار، أي أكثر من ضعف حجمها قبل أن يبدأ المسؤولون في شراء الأصول الضخمة في بداية وباء كورونا لتهدئة ذعر السوق.

تفاعل الأسواق

في رد فعل من الأسواق على قرار الفيدرالي الأمريكي، بدَّد مؤشر "داو جونز" كل المكاسب التي حقَّقها اليوم ليتراجع بنسبة 0.7% عند الساعة 1:03 بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي، مع بداية كلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.

كما أنَّ مؤشر "ناسداك" الذي كان صاعداً بنحو 2.5% تحوّل إلى التراجع بنسبة 0.5%، وانخفض "اس آند بي 500" بالنسبة نفسها.

كما أنَّ سعر الدولار ارتفع أمام العملات الأجنبية، في حين تراجع الذهب إلى 1821 دولاراً للأونصة منخفضاً بنسبة 1.7%. وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية إلى 1.855%.

وتمسّك النفط بالمكاسب التي حقّقها اليوم ليتداول برنت عند 89.56 دولاراً. وكان الخام قد تجاوز 90 دولاراً للبرميل لفترة قصيرة اليوم.

وكان لافتاً أيضاً مسار العملات المشفَّرة اليوم. فبعدما كانت منتعشة قبل قرار الفيدرالي؛ خفّفت مكاسبها بشكل كبير ليتم تداول "بتكوين" عند 37,603 دولار بعدما كانت تحوم حول 38,900 دولار قبل ظهور باول.

العملات الرئيسية