أسعار النفط تتخطى حاجز الـ90 دولاراً لأول مرة منذ 7 سنوات

الأسواق تترقب موقف الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها في أسعار النفط
الأسواق تترقب موقف الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها في أسعار النفط المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قفز سعر نفط خام برنت فوق مستوى الـ 90 ​​دولاراً للمرة الأولى منذ 7 سنوات، في ظل استعادة المستثمرين لشهيتهم على الأصول الخطرة، وقلق السوق من التوترات بين روسيا وأوكرانيا.

صعدت العقود المستقبلية في نيويورك بحوالي 2.6% مع كسر المعيار العالمي لحاجز 90 دولاراً للبرميل اليوم الأربعاء. وانخفضت المخزونات في أكبر مركز للنفط في الولايات المتحدة بنحو 1.8 مليون برميل للأسبوع الثالث على التوالي، في حين ارتفع إجمالي المخزونات المحلية بشكل طفيف. وشهد المستوى الأساسي من سوق النفط ارتفاعاً كبيراً في الأيام الأخيرة، مما يشير إلى محدودية الإمدادات.

تتحرك الأسعار أيضاً مع تزايد القلق من الغزو الروسي المحتمل على أوكرانيا، فقد قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنَّه يفكر في معاقبة فلاديمير بوتين إذا أصدر الرئيس الروسي أمراً بالغزو. وينطوي الصراع المحتمل على مخاطر كبيرة للأسواق المالية، وبصفة خاصة على سلع الطاقة مثل: الغاز الطبيعي، والنفط.

اقرأ أيضاً: النفط يسجل مكاسب قوية على وقع تصاعد التوترات الجيوسياسية

تأثير العقوبات

قال روب ثوميل، الذي يعمل كمدير محفظة استثمارية في شركة "تورتيس" (Tortoise): إنَّ "الكيفية التي ستؤثر بها العقوبات على مدى وصول إنتاج النفط الروسي للسوق تشكِّل مصدر القلق الرئيسي".

وأضاف: "في سوق النفط العالمية، التي تواجه صعوبة في مواكبة العرض للطلب، سيؤدي تراجع إمدادت النفط الروسية إلى رفع الأسعار مؤقتاً".

يمر النفط الخام بأسبوع متقلب، فقد انخفض ​​الإثنين الماضي، ثم ارتفع مجدداً في الثلاثاء. ووصلت الأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ 7 سنوات، مع استمرار تعافي الطلب من تأثيرات الوباء، في ظل وصول معدل عمل وسائل النقل إلى أعلى مستوى.

تشديد الإمدادات

توقَّعت مجموعة من بنوك "وول ستريت"، بما في ذلك مجموعة "غولدمان ساكس"، أن يصل سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل هذا العام، في ظل تشديد الإمدادات بالسوق العالمية، بالإضافة إلى قيود السوق الأكثر صرامة، ومن المتوقَّع أن تلتزم "أوبك+" بخطتها، وتُصدّق على إجراء زيادة إنتاج طفيفة أخرى الأسبوع المقبل.

اقرأ أيضاً: مورغان ستانلي يتوقع ارتفاع النفط إلى 100 دولار للبرميل بالربع الثالث

قد يؤدي وصول سعر برنت إلى 90 دولاراً إلى زيادة أرباح مجموعة من عقود الخيارات. ويراقب المتداولون خيارات تصل إلى 10 آلاف من حقوق شراء النفط المُسعرة بـ90 دولاراً في مارس، والتي تنتهي صلاحيتها اليوم الأربعاء. وإذا استقر المعيار العالمي فوق العلامة الرئيسية؛ فسيؤدي ذلك إلى تحقيق الخيارات لأرباح كبيرة. وقد يمثل تاريخ انتهاء صلاحية الخيار خطراً على الأسعار، ويحفّز التقلّبات حتى ميعاد الإغلاق في هذا اليوم.

الأسعار

  • ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم مارس بنحو 1.93 دولاراً، لتصل إلى 87.53 دولاراً للبرميل، في تمام الساعة 11:54 صباحاً في نيويورك.
  • صعدت عقود خام برنت تسليم مارس بواقع 1.89 دولاراً، لتصل إلى 90.09 دولار للبرميل.

أوضح التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تراجع مخزونات النفط الخام في مدينة "كوشينغ" خلال الأسبوع الماضي، الذي يشكل الأسبوع الثالث على التوالي، لتصل إلى 31.7 مليون برميل، مقتربة من مستوى 30 مليون برميل، وهو ما يعتبره المتداولون إشارة تحذيرية تدل على انخفاض المخزونات.

تعد السحوبات من مركز التخزين سبباً رئيسياً وراء فروق الأسعار السريعة، التي ظهرت في خام غرب تكساس الوسيط، وارتفاعها إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة في نوفمبر الماضي.

قالت ريبيكا بابين، كبيرة مسؤولي التداول في سلع الطاقة بشركة "كيبك برايفت ويلث مانجمنت"(CIBC Private Wealth Management) إنَّ: "الأشخاص الذين لم يشاركوا في مسيرة ازدهار سلع الطاقة؛ قد يشعرون برغبة للتعرّض لهذه السوق"، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار فيها.

اقرأ أيضاً: تدهور كميات الاحتياطي يُنذر بصيف "حار جداً" لأسعار النفط

أحداث مرتبطة:

  • بدأت مشاكل قطاع النفط في نيجيريا في جذب انتباه مستثمري السندات، فقد صعدت تكلفة التأمين على السندات الدولارية في البلاد ضد التخلف عن السداد إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2020 هذا الأسبوع، عقب تأجيل الدولة، التي تعد أكبر منتج للنفط الخام في أفريقيا، لخطط خفض دعم البنزين المكلف لمدة 18 شهراً.
  • ينضم المزيد من الصينيين إلى موجة السفر الكبيرة للعودة إلى مدنهم الأصلية، من أجل قضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، مما يدعم زيادة الطلب على النفط.
  • أدى صعود أسعار الطاقة، والقيود المشددة على الإنفاق، إلى دفع التدفق النقدي في شركات النفط الكبرى إلى مستوى مرتفع جديد، مما جذب المستثمرين للعودة إليها.