استثمارات "بريتش بتروليوم" في روسيا تواجه مخاطر كبيرة مع تصاعد أزمة أوكرانيا

"بريتش بتروليوم" البريطانية تمتلك نحو خمس عملاقة الطاقة "روسنفت" الروسية التابعة للدولة
"بريتش بتروليوم" البريطانية تمتلك نحو خمس عملاقة الطاقة "روسنفت" الروسية التابعة للدولة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المحتمل أن تتكبد "بريتش بتروليوم" (BP) أكبر الخسائر بين كافة شركات النفط العالمية الكبرى إذا تسبب تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا في اندلاع أزمة بين روسيا والغرب.

تمتلك الشركة التي تتخذ من لندن مقراً لها نحو خمس عملاق الطاقة "روسنفت" الذي تسيطر عليه الدولة ويديره حليف مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين.

قد لا تستمر تلك العلاقة التي تشهد توتراً بالفعل بسبب خطط "بريتش بتروليوم" للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية إذا تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في فرض عقوبات اقتصادية قاسية.

مشروع قانون العقوبات على روسيا يقترب من مجلس الشيوخ الأمريكي

وبالنظر إلى التاريخ، قد لا تكون هناك تداعيات كبيرة لتعرض شركة "بريتش بتروليوم" حيث إن معظم الدول الأوروبية تعتمد بشكل كبير على روسيا وقد يؤدي فرض عقوبات تقضي بقطع إمدادات "روسنفت" إلى حرمان المنطقة من إمدادات الطاقة الحيوية.

قال بيتر روتلاند، الأستاذ في "جامعة ويسليان" في ميدلتاون بكونيتيكت: "الطاقة بنهاية المطاف ستكون في صالح بوتين".

وأضاف روتلاند: "هل تريد إدارة بايدن حقاً زيادة معاناة مستهلكي الطاقة الأوروبيين وضرب شركات النفط والغاز التي لديها أعمال تجارية هائلة في روسيا؟".

"الناتو" يدعو أوروبا إلى تنويع إمداداتها من الطاقة وسط مواجهة مع روسيا

أوضح روتلاند الذي درس القومية والسياسة والاقتصاد الروسي على مدار ثلاثة عقود أن الغضب والتهديدات الأمريكية دائماً ما تكون أكثر من العقوبات. حيث لم تصل العقوبات التي تم فرضها على روسيا عقب ضم بوتين شبه جزيرة القرم في 2014 إلى حد استهداف إمدادات النفط والغاز الروسي.

كما لم تمنع معاقبة الولايات المتحدة إيغور سيتشين الرئيس التنفيذي لشركة "روسنفت" بشكل شخصي أن يشغل بوب دودلي الرئيس التنفيذي لشركة "بريتش بتروليوم" عضوية مجلس إدارة "روسنفت".

هل تلك المرة مختلفة؟

رغم تصاعد التوترات عقب تأكيد "وزارة الدفاع الأمريكية" (البنتاغون) حشد روسيا قوات إضافية على الحدود خلال عطلة نهاية الأسبوع إلا أن بوتين أكد عدم تخطيطه لغزو أوكرانيا.

في المقابل، قال الرئيس جو بايدن، إنه سيقوم بإرسال قوات لأوروبا الشرقية بالتزامن مع قرب توصل أعضاء "مجلس الشيوخ" من صياغة مشروع قانون يتضمن فرض عقوبات حتى لو لم يتم الغزو.

في حالة تأجيج روسيا لصراع عسكري كبير فلن تكون هناك ضمانات باستمرار النهج المتحفظ للعقوبات كما شهدناه في الماضي.

أزمة أوكرانيا تختبر سحر الدبلوماسية البريطانية

ليست "بريتش بتروليوم" الشركة الغربية الوحيدة التي تتواجد في روسيا. حيث تملك "توتال إنرجي" الفرنسية نحو 20% في "نوفاتك" أكبر شركات روسيا لإنتاج الغاز الطبيعي المسال إضافة لامتلاك "شل" حصة كبيرة في مشروع "سخالين إنرجي" للغاز الطبيعي المسال الذي تقوده "غازبروم". ولكن تبقى حصة "بريتش بتروليوم" في "روسنفت" الأكبر بين تلك الاستثمارات.

قال روس مولد، المدير في منصة الاستثمار "إيه جيه بيل" التي تدير أصولاً بنحو 100 مليار دولار: "لا ينبغي التقليل من أهمية روسنفت لبريتش بتروليوم" فقد بلغت القيمة الدفترية لاستثمار "بريتش بتروليوم" في "روسنفت" 12.9 مليار دولار بنهاية العام 2020 وهو رقم "هائل" بالنسبة لشركة يبلغ صافي أصولها 85.6 مليار دولار.

تساهم "روسنفت" بنحو ثلث إمدادات النفط والغاز لشركة "بريتش بتروليوم". ويقول المحلل بيراغ بورخاتاريا من "أر بي سي" إنه من المتوقع أن يبلغ نصيب "بريتش بتروليوم" من توزيعات "روسنفت" هذا العام 1.8 مليار دولار والذي يمثل جزءاً كبيراً من إجمالي التدفقات النقدية الحرة للشركة.

لا يزال حتى الآن حجم المخاطر بشأن انكشاف "بريتش بتروليوم" في صالحها.

أشار مولد إلى أن ارتفاع أسعار النفط والغاز "تصب في صالح أسهم بريتش بتروليوم أكثر من مخاوف أضرار تجميد العلاقات التجارية والدبلوماسية مع روسيا".