تباطؤ نمو التصنيع الأمريكي للشهر الثالث على التوالي وسط تفشي كورونا

عامل مصنع يضع طبقة من البقع على قطع من الأثاث الخشبي المصنوع يدوياً في متجر أخشاب شركة "كولونيال هاوس فرنيتشر" في أوبورن، كنتاكي، الولايات المتحدة
عامل مصنع يضع طبقة من البقع على قطع من الأثاث الخشبي المصنوع يدوياً في متجر أخشاب شركة "كولونيال هاوس فرنيتشر" في أوبورن، كنتاكي، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تباطأ نمو التصنيع في الولايات المتحدة في شهر يناير وسط زيادة الإصابات بفيروس كورونا، وتسارع تكلفة المدخلات.

انخفض "مؤشر مديري المشتريات التصنيعي" الصادر عن "معهد إدارة التوريد" إلى 57.6 متراجعاً بذلك من مستوى 58.8 الذي سجله الشهر السابق، ومسجلاً ثالث انخفاض على التوالي، وأدنى مستوى له منذ نوفمبر 2020، وفقاً للبيانات الصادرة يوم الثلاثاء.

وتشير القراءة أعلى من مستوى 50 نقطة إلى التوسع، إذ تؤكد البيانات الصادرة مؤخراً عن استمرار قوة قطاع التصنيع.

تداعيات "أوميكرون"

انخفضت مؤشرات الإنتاج والطلبيات الجديدة لتسجل أدنى مستوى لها منذ منتصف عام 2020، وتعكس تأثير الموجة الأخيرة من تفشي الإصابة بسلالة "أوميكرون" المتحوِّرة على أنشطة المصانع.

قفزت أسعار مدخلات عملية الإنتاج بنحو 8 نقاط الشهر الماضي وسط استمرار اختلال التوازن بين العرض والطلب نتيجة الجائحة لتسجل بذلك أكبر ارتفاع منذ نهاية عام 2020، والذي يعكس جزئياً ارتفاع أسعار النفط.

موجة بيانات التضخم في أمريكا تعزز توجه "الاحتياطي الفيدرالي" إلى رفع الفائدة

قال تيموثي فيوري رئيس "لجنة مسح أعمال التصنيع" في "معهد إدارة التوريد" في بيان: "ما يزال قطاع التصنيع الأمريكي متأثراً بزيادة الطلب مقابل القيود المفروضة على سلسلة التوريد، في حين أظهرت بيانات يناير، وللشهر الثالث على التوالي مؤشرات على تحسن توفّر القوى العاملة، وكذلك معدلات التسليم لدى المورّدين".

سجلت 14 صناعة تحويلية نمواً في يناير بصدارة الملابس والأثاث.

ارتفاع تكاليف التوظيف في أمريكا 1% بالربع الأخير من 2021

أظهرت بيانات مديري المشتريات استمرار تراجع قيود العرض. كما تحسنت أوقات تسليم الموردين بشكل طفيف، وانخفض "مؤشر معهد إدارة التوريد لتراكم الطلبات" لأدنى مستوى منذ أكتوبر 2020.

انخفض متوسط الوقت الذي تستغرقه المواد المستخدمة في الإنتاج في يناير إلى 95 يوماً لتعكس تحسناً طفيفاً مقارنة بالبيانات الأخيرة في أكتوبر ونوفمبر، والتي سجلت أعلى مستوى منذ بدء متابعة البيانات في 1987.

كذلك، كان هناك انخفاض أكبر في متوسط ​​المهلة التي تستغرقها الإمدادات المستخدمة للصيانة، والإصلاحات، والعمليات إلى 46 يوماً بعد 3 أشهر من الارتفاعات، وتسجيلها لمستوى قياسي بلغ 49 يوماً. في المقابل؛ قفز متوسط ​​وقت تسليم المعدات الرأسمالية ليسجل مستوى قياسياً بلغ 167 يوماً.

البيت الأبيض يحذِّر: بيانات الوظائف ستكون "قبيحة" بسبب أوميكرون

أظهرت بيانات "معهد إدارة التوريد" نجاح المصانع بشكل كبير في تعزيز الرواتب. كما ارتفع مؤشر التوظيف ليسجل أعلى مستوى على مدار 10 أشهر. ومن المتوقَّع أن يظهر تقرير الوظائف الحكومي المقرر الإعلان عنه يوم الجمعة إضافة المصنّعين نحو 25 ألف عامل في يناير.

مختارات "معهد إدارة التوريد" من تعليقات الصناعة

المنتجات الكيماوية: "نواجه انقطاعات كبيرة في إنتاجنا بسبب مشاكل المورّدين نتيجة أزمة كوفيد- 19 التي تحد من تصنيع المواد الخام الرئيسية مثل: علب الصلب، والمواد الكيماوية".

منتجات الكمبيوتر والإلكترونيات: "هناك بعض التحسن في وصول المدخلات إلى مصانعنا ومراكزنا اللوجستية، ولكن مازالت هناك قيود (نقص) العمالة المؤهلة".

معدات النقل: "استمرار مشكلات النقل، والعمالة، والتضخم بالتأثير في سلسلة التوريد لدينا، وقدرتنا على خدمة عملائنا".

المنتجات المعدنية المصنعة: "نقص عمالة الإنتاج الماهرة نتيجة التغيب عن العمل بسبب متحوِّرات كوفيد-19، أو المغادرة للبحث عن فرص أفضل يزيد من صعوبة إتمام العمل".

المعدات: "استمرار قيود النقل، ونقص العمالة لدى الموردين، يتسبّب في نقص كبير يحد من إنتاجنا".

منتجات الأغذية والمشروبات: "يواجه مورّدونا صعوبة في الالتزام بمواعيد التسليم نظراً للتأخير والنقص في الموردين لديهم، مما يجعلنا نعاني بشأن الوقت الذي تستغرقه المدخلات في الإنتاج واستهلاك المخزونات، و ما يؤدي إلى تعطل الإنتاج".

كذلك لم يشهد الضعف الشديد في إدارة مخزونات العملاء في المصانع إلا تحسناً بشكل طفيف، فقد ارتفع مؤشر"معهد إدارة التوريد" إلى 33 ليسجل أعلى مستوى منذ يناير من العام الماضي.

من المستبعد عودة سلاسل التوريد لوضعها الطبيعي قبل عدة أشهر في ظل استمرار تداعيات الوباء، مما يجعل من الصعب على المنتجين الأمريكيين الحصول على المدخلات بالشكل المناسب.