هل يمكن أن يؤثر اتفاق إيران على الانتخابات الأمريكية القادمة؟

لافتة كتب عليها "أوقفوا الاتفاق النووي الإيراني"، خلال مسيرة لحركة حزب الشاي جرى تنظيمها أمام مبنى الكابيتول في العاصمة الأمريكية يوم 9 سبتمبر 2015 اعتراضاً على الاتفاق
لافتة كتب عليها "أوقفوا الاتفاق النووي الإيراني"، خلال مسيرة لحركة حزب الشاي جرى تنظيمها أمام مبنى الكابيتول في العاصمة الأمريكية يوم 9 سبتمبر 2015 اعتراضاً على الاتفاق المصدر: بلومبرغ
Jonathan Bernstein
Jonathan Bernstein

Jonathan Bernstein is a Bloomberg Opinion columnist covering politics and policy. He taught political science at the University of Texas at San Antonio and DePauw University and wrote A Plain Blog About Politics.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لدى داليا داسا كاي، الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية، سؤال أثارته قراءة موضوع في صحيفة "نيويورك تايمز" إزاء إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق الأسلحة النووية مع إيران ومن ثم إحيائه:

بحسب ما جاء في هذه القطعة الصحفية، فإن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، ستصبح في الغالب قضية انتخابية خلال انتخابات التجديد النصفي لـ"الكونغرس الأمريكي". فما الذي يعتقده محللون سياسيون أمريكيون؟ وهل سيعطي الأمريكيون أصواتهم الانتخابية بناء على تلك القضية؟

اقرأ أيضاً: من أين يأتي الرؤساء العظماء؟

تعتبر الإجابة المختصرة عن ذلك، أمراً سهلاً وهي: لا، وعلى الأغلب، قطعاً لا. لا يعدّل أي فرد في الغالب من تصويته، بصرف النظر عمّا سيجري حيال اتفاق إيران.

اقرأ المزيد: هل يعود ترمب إلى البيت الأبيض في 2024؟

تأثير محدود للسياسات الخارجية

أما إذا أردنا الحصول على إجابة مطولة، فسيكون الأمر أكثر تعقيداً إلى حد ما. على صعيد قرار التصويت، هناك قدر محدود للغاية من الأدلة على أن أي فرد سيعدل من رأيه وفقاً لقضية متعلقة بالشؤون الخارجية. واقعياً، هناك قدر محدود من الأدلة على أن الأحداث المرتبطة بشؤون السياسية الدولية، بما فيها الأحداث الدراماتيكية نوعاً ما، يكون لها كثير من التأثير الشعبية الخاصة بمنصب الرئاسة، عدا وجود تأثيرات للمسيرة العابرة. حتى الصعود الأكثر دراماتيكية في تاريخ الاستطلاعات الرئاسية، في أعقاب وقوع هجمات 11 سبتمبر، أعطى الرئيس جورج دبليو بوش حينذاك دفعة لم تستمر سوى 15 شهراً تقريباً قبل أن تتلاشى. وتنتهي المسيرات العادية خلال أسابيع، وأحياناً أيام.

اقرأ أيضاً: مفتاح الوقود يعيد الانتعاش لبايدن في استطلاعات الرأي الأمريكية

يعد الاستثناء الكبير الوحيد في ذلك، وجود حروب ينجم عنها سقوط ضحايا أمريكيين، حيث من المعتاد أن تتسبب في ضرر لشعبية الرئيس، وفي العادة يكون ذلك عقب مسيرة إيجابية مبدئية. تتمثل النماذج المهمة في هذا السياق، في هاري ترومان إبان حرب كوريا، وليندون جونسون (ونوعاً ما ريتشارد نيكسون) إبان حرب فيتنام، وجورج دبليو بوش إبان حرب العراق. بيد أن تحقق النصر في حرب، لا يؤدي إلى حدوث تأثير كبير على شعبية الرئيس. تواجد جورج إتش. دبليو. بوش كرئيس أثناء فترة نزاع محدود ناجح مع بنما، وحرب حيوية في العراق، وعملية إنهاء ناجحة تماماً على صعيد الحرب الباردة. لم يسهم أي من تلك الأمور في إنقاذه من التعرض لهزيمة عندما حاول الفوز بإعادة انتخابه خلال سنة 1992. (يأتي النموذج الأكثر شهرة بالنسبة إلى تلك الخسارة من الخارج، حيث خسر ونستون تشرشل منصبه في أعقاب الحرب العالمية الثانية بمدة زمنية وجيزة). وفقاً لذلك، خسر الديمقراطيون إبان حكم ترومان الأغلبية في كلا الغرفتين في الكونغرس الأمريكي، في أول انتخابات نصفية أعقبت الحرب العالمية الثانية.

الحرب قد تدعم بايدن

لذلك يوجد لدي اعتقاد بأنه طالما لم تنشب الحرب مع إيران، فلن يسفر ذلك عن تقديم مساعدة للرئيس جو بايدن، أو يسفر عن تعرضه لضرر ناجم عن شيء سيحدث.

رغم ذلك، يتناول المرشحون في الانتخابات الشؤون الخارجية في حديثهم خلال الحملات الانتخابية، سواء يعير الناخبون ذلك انتباههم أو لا يعيرونه. في حال عادت الولايات المتحدة إلى الدخول في الاتفاق النووي، فسيوجه الجمهوريون سهام نقدهم لبايدن حول ذلك. وفي حال عدم حدوث ذلك الأمر، سيوجهون له اللوم في ظل اقتراب إيران من إجراء اختبار لسلاح نووي. ومن الممكن أن يكون لوعود الحملات الانتخابية أهمية كبيرة، سواء أدت إلى تغيير نتائج الانتخابات أم لا. واقعياً، شاهدنا ذلك يحدث مرتين في ما يتصل بمعضلة السياسة في الوقت الحالي تحديداً: شن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب حملة ضد الاتفاق النووي في عام 2016، ثم أصدر قراراً بالانسحاب منه، في حين شن بايدن حملة لإعادة الدخول في الاتفاق، وسعى إلى تحقيق ذلك.

تأتي تلك الوعود الانتخابية، فقط لأن المرشحين لتولي مناصب فيدرالية، وخصوصاً الحكام وغيرهم ممن لديهم الحد الأدنى من الخبرة في مجال السياسة الخارجية، يرغبون بطريقة جزئية في إظهار أنهم يمتلكون كفاءة على صعيد تلك المجالات. بيد أنه يوجد مبرر آخر يتمثل في أن كلاً من الديمقراطيين والجمهوريين لديهم مجموعات داخل أحزابهم لديها اهتمام كبير بالسياسة الخارجية، سواء كان ذلك بصفة عامة أو مرتبطاً بمجالات سياسية محددة. ربما يكون كسب تأييد تلك التجمعات مسألة هامة للفوز بالترشح في العمليات الانتخابية. وفقاً لهذا الأمر، فإن المرشحين يسعون إلى إحداث عملية مواءمة بين تفضيلاتهم السياسية وأولوياتهم معهم. ونظراً لأن خبراء السياسة الخارجية داخل الحزب الجمهوري ينزعون نحو إعطاء اهتمام كبير يتعلق بإيران، فإنه من الممكن بالنسبة إلينا أن نتوقع تناول المرشحين الجمهوريين لها في حديثهم خلال سنتي 2022 و2024. وذلك بصرف النظر عما يفكر فيه الناخبون.