بنك إنجلترا والمركزي الأوروبي يتخليان عن التردد ويتجهان لاتباع تحركات "الفيدرالي الأمريكي"

مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة
مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كما اتضح، انتبه كل من بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي للإشارات الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

من الصعب تصديق أن بنك إنجلترا سينتقل من كونه متردداً في رفع أسعار الفائدة مؤخراً في نوفمبر 2021، لأن يصوت أربعة أعضاء على إقرار زيادة بمقدار 50 نقطة أساس (من الجدير بالذكر أن اثنين فقط من أولئك الأربعة - ديف رامسدن ومايكل سوندرز – صوتا لصالح زيادة سعر الفائدة مرة أخرى في نوفمبر). لكن هذا هو الموقف حالياً.

"المركزي الأوروبي" يفتح الباب أمام رفع الفائدة في 2022

في الأسواق ، لا يوجد حكمة أكبر من نيسيان الماضي، وهذا ينطبق بالتأكيد على بنك إنجلترا.

بالنظر إلى التحول المتشدد للغاية لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي منذ إعادة تعيين الرئيس جيروم باول والرفع المفاجئ لسعر الفائدة في ديسمبر 2021، من جانب بنك إنجلترا، فقد أكدت أن رفع أسعار الفائدة أربع مرات – مرة كل ربع- من بنك إنجلترا هذا العام، أصبح أمراً قابلاً للتنفيذ بشكل واضح.

بالطبع ، تأخذ الأسواق في الاعتبار رفع الفائدة أكبر بكثير من ذلك، وخطة عمل بنك إنجلترا قيد التقدم أو المراجعة.

لاغارد: التحفيز الأمريكي الهائل أحد أسباب اختلاف نهج "المركزي الأوروبي"

في فرانكفورت، أظهر المتشددون داخل مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي وجودهم، حيث رفضت الرئيسة كريستين لاغارد استبعاد احتمال رفع سعر الفائدة، بعد أن أشارت صراحة قبل عيد الميلاد مباشرة إلى أنه من غير المرجح أن ترفع السلطة النقدية أسعار الفائدة في عام 2022.

تحوُّل مفاجئ

يمكنك أن تسأل بدرجة عالية من الشرعية عما إذا كانت الأمور تختلف كثيراً عما كانت عليه قبل نهاية العام بحيث يكتشف كلا البنكين المركزيين فجأة الميل نحو التشديد النقدي.

قد يقرر مدير الاختبار أن الإجابة الصحيحة تنبع من سبب خارجي وهو التحول المتشدد من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ أواخر العام الماضي.

الحقيقة هي أننا ما زلنا في عالم تقوده الولايات المتحدة، وكما يتوجه الاحتياطي الفيدرالي، تتحرك بقية البنوك المركزية.

التضخم يباغت "المركزي الأوروبي" ويسجل مستوى قياسياً في يناير

من الصعب أن نتخيل أن أياً من البنكين المركزيين كان يمكن أن يغير توجهه بالسرعة التي فعلها كل منهما، لكن بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي يقدم وعوداً بدرجة من الثقة بالنفس التي أظهرتها اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هو أمر تقليدي.

ما الذي يمكن أن يفسر أيضاً أن عضوين من مجلس إدارة بنك إنجلترا لم يدركا الحاجة إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 15 نقطة أساس في نوفمبر 2021، يعتقدان بضرورة رفعها بمقدار 50 نقطة أساس الآن؟

ما الذي تغير عن الأسابيع الأخيرة من شهر ديسمبر بشكل كبير حتى يبدأ البنك المركزي الأوروبي في إعادة النظر إزاء رفع الفائدة؟.

الأسواق تراهن: "بنك إنجلترا" سيحذو حذو "الفيدرالي" في التشديد

سواء كان الأمر يتعلق بالتسهيل الكمي أو التحرك بشأن أسعار الفائدة، فلا شيء مقدس حقاً حتى يقوم الاحتياطي الفيدرالي بذلك.

قلة من الناس قد يتذكرون أن اليابان هي أول دولة أطلقت تجربة التيسير الكمي. ولكن لم تكن كذلك حتى قدمها بن برنانكي، المحافظ الأسبق للفيدرالي الأمريكي، لتصبح خياراً من الناحية القانونية لبقية الدول أو البنوك المركزية. (بالطبع ، لقد أصبحت أداة تُستخدم بصورة سيئة، لكن هذه مسألة مختلفة) .

هكذا يستمر الحال. ما يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، لا يظل تأثيره داخل البلاد.