تركيا تتصدر تداولات ديون الأسواق الناشئة مع هدوء هش لليرة

ديون الشركات التركية تصمد وسط خسائر في أصول الأسواق الناشئة تحت ضغط أزمة العقارات الصينية وتوترات أوكرانيا
ديون الشركات التركية تصمد وسط خسائر في أصول الأسواق الناشئة تحت ضغط أزمة العقارات الصينية وتوترات أوكرانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تشكل الشركات التركية تسعة من أفضل 10 تداولات ديون في الأسواق الناشئة هذا العام بعد ارتفاع أرباح البنوك وهدوء هش للعملة المحاصرة في البلاد.

في حين تسببت عمليات بيع الديون العالمية والتخلف عن السداد في العقارات الصينية والتوترات المتزايدة في أوكرانيا في خسارة بلغت 2.5% تكبدتها أصول الأسواق الناشئة في الأسابيع الستة الماضية، ارتفعت ديون الشركات التركية 5.7%.

جميع الشركات التسع التركية الأعلى أداءً باستثناء واحدة من قطاع البنوك، ويتصدر قائمة المكاسب "اك بنك" (Akbank) الذي شهدت أرباحه ارتفاعاً وسط تمويل رخيص من البنك المركزي.

تركيا تنصح البنوك بعدم توزيع أرباح 2021

استقرت الأسواق التركية منذ أواخر ديسمبر، عندما أطلق الرئيس رجب طيب أردوغان حملة لوقف تراجع الليرة نتيجة خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بناءً على طلبه وسط تصاعد التضخم.

في الوقت الحالي على الأقل، ساعدت مجموعة متنوعة من أدوات السياسة، بما في ذلك حماية حاملي الودائع بالليرة والإعفاءات الضريبية للشركات التي تحوِّل الأموال من العملات الأجنبية، الأصول التركية إلى الصمود إلى حد ما.

السؤال المطروح على المستثمرين هو، إلى متى يمكن أن تستمر هذه الهدنة؟.

يقول أندري بويشوك، رئيس أبحاث الأسواق الناشئة في فرع شركة "أموندي" اللندني:"إذا لم تنجح الإجراءات التي اتخذها الرئيس أردوغان لتحقيق الاستقرار في الليرة ومحاربة التضخم، سيجدد ذلك الضغط على فروق الأسعار السيادية في تركيا، وفي مرحلة ما سيضغط أيضاً على مؤشر الشركات".

يراقب المحللون التطورات عن كثب وهم يرصدون الضرر الاقتصادي الذي أحدثه ضغط أردوغان لخفض أسعار الفائدة مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى في 20 عاماً.

ضغوط محدودة

أحد الأمثلة، هو ترقية "جيه بي مورغان" لبضعة سندات مصرفية ممتازة عالية العائد في 26 يناير، بما في ذلك ديون بنك "زراعات" (TurkiyeZiraatBankasi) المستحقة في عام 2026.

كما أكد محللو "جيه بي مورغان" على توصياتهم الصعودية بشأن السندات الثانوية لـ"إك بنك"، وبنك "غارانتي" (TurkiyeGarantiBankasi). لكن هذه التوصيات قصيرة الأجل وستتم مراجعتها بانتظام.

تركيا تعتزم ضخ 3.8 مليار دولار في رؤوس أموال البنوك الحكومية

كتب كونستانتين روزانتسيف، المحلل في "جيه بي مورغان"، في مذكرة: "نتوقع أن يظل الطلب المحلي على العملات الأجنبية منتظماً في الوقت الحالي، ما يولِّد بعض الاستقرار في سوق الائتمان أيضاً على المدى القريب جداً".

لكنه حذر من أن المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة وأرقام التضخم الكبيرة كانت بمثابة مخاطر على توصياته.

في الوقت نفسه، يمكن للتاريخ أن يُشعر المستثمرين بالراحة، حيث إن أزمات الليرة السابقة لم تُنتج سوى القليل من حالات التخلف عن السداد للسندات التركية بالدولار أو اليورو.

منذ عام 2007، انتهى الأمر بثلاثة سندات فقط بهذه العملات بقيمة إجمالية قدرها 507 ملايين دولار بأن تقوم بتعليق المدفوعات، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

تفوق أداء الديون التركية على نظيراتها من البلدان النامية على مدى العقد الماضي، حيث حققت عوائداً بنسبة 82% مقارنة بمتوسط 66% لفئة الأصول، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" لتتبع ديون الشركات في الأسواق الناشئة.

زيادة الأرباح

لعبت أيضاً زيادة أرباح البنوك في عام 2021 دوراً في هذا الصعود.

أعلنت "غارانتي"، التي يسيطر عليها مصرف "بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا" الإسباني، على سبيل المثال، عن زيادة أرباحها 109% العام الماضي.

تعد شركة "إيدم للطاقة المتجددة" (AydemYenilenebilirEnerji)، الوحيدة غير المصرفية من بين أفضل الشركات في أداء ديون الشركات في تركيا.

تركيا تطلب من المواطنين التخلي عن الدولار لدعم الليرة

يرى بنك "إتش إس بي سي" القليل من المزايا في ارتفاع أرباح البنوك التركية وسط وجود المخاطر.

ومع ذلك، تقول بولينا كور ديافكو، رئيسة قسم الأسواق الناشئة وكبيرة مديري المحافظ في "بلو باي أسيت مانجمنت" الذي يتخذ من لندن مقراً له، إنها تفضل أن تظل حذرة.

وتضيف كورديافكو: "من المبكر الحكم ما إذا كان بإمكان هذه الشركات والبنوك الحفاظ على الأرباح التي جنتها من خلال أسعار الصرف والإقراض الحالية... في النهاية أعتقد أن الأسواق ستجبر تركيا على تبني مزيج سياسي أكثر تقليدية".