"شتاء التشفير" يهدد بتجميد الوظائف الرائجة في التمويل والخدمات المالية

هبوط العملات المشفرة يهدد طفرة في الوظائف بالشركات الناشئة
هبوط العملات المشفرة يهدد طفرة في الوظائف بالشركات الناشئة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أثمرت الطفرة التي شهدتها العملات المشفرة العام الماضي عن تأثير إيجابي للغاية في العالم الواقعي، وهو: طفرة في الوظائف بالشركات الناشئة والشركات الأخرى التي تسعى لأن تفوز بقطعة من الكعكة.

أما الآن، وبعد أن هبطت قيمة العديد من هذه الرموز الرقمية بنسبة تصل إلى 50% أو أكثر في غضون بضعة أشهر، فقد أصبحت الشركات العاملة في هذا المجال أكثر حرصاً في خططها، وفقاً لهاني رشوان، وهو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة 21Shares، المزود للمنتجات المتداولة والتي تستثمر في العملات المشفرة. ومع ذلك، يقول هاني إن شركته، التي تشرف على أصول تبلغ قيمتها نحو 2.5 مليار دولار، لا تزال متمسكة بخطط التوظيف الخاصة بها.

تحدث هاني في حوار صوتي عبر الإنترنت "بودكاست" ببرنامج "What Goes Up" حول تأثيرات ما يُطلق عليه "شتاء التشفير" وكيف تمكنت 21Shares من تحقيق النمو السريع في غضون ثلاث سنوات فقط. وفيما يلي ملخص لأبرز ما جاء في الحوار الذي تم تعديله بشكل طفيف.

طالع المزيد: "بتكوين" تسجل أسوأ بداية عام منذ شتاء العملات المشفرة

صفقات البيع السيئة

كان لديك بعض خطط التوظيف الطموحة حقاً. ومن الواضح أن هذه هي القصة التي سمعتها في كل مكان، حيث تكثف الشركات نشاطها فعلياً ويتحقق الكثير من رأس المال المغامر. فما هو شعورك بالتوجّهات في هذه الصناعة بعد صفقات البيع السيئة هذه في العملات المشفرة؟ هل يحملك ذلك على أن تتوقع أي خطط؟

بالطبع هذا يغيِّر المشهد. فقد بات الناس أكثر حذراً. وفجأة، نجد أن الشركات التي كانت تقدم أوجه رعاية بمليون دولار لمؤتمرات معظمها من المطلعين على العملات المشفرة من المحتمل أنها تعيد النظر في بعض هذه الرعاية، وهي شركات لم تقم على أسس صلبة. حسناً، فنحن نرى حالياً من هو قادر على السباحة بدون أي لباس للسباحة.

والآن، فإن المزيد من ضوء الشمس هو أفضل مطهِّر هنا. ولذا فالوضع يجعل الجميع أكثر حذراً، وهذا على الأرجح هو السبب في أن البيانات تظهر أن فترات الانكماش هي أوقات أكثر ملاءمة لتأسيس الشركات. ليس كل شيء يسير على ما يرام. عليك أن تقدم تضحيات. وعليك أن تفكر في هذا أو ذاك، وهو نقلة نوعية جديدة في صناعتنا. لكنك صادق مع نفسك. أنت صادق فكريًا مع نفسك. تتوقع هذا الوضع إذا التزمت الحرص. وتتوقع هذا إذا كنت تستخدم التشفير، وهذا أمر مؤكد، لأننا نقوم بذلك بشكل طبيعي وسنواصل القيام بها لبعض الوقت. فقط استعد لذلك.

لذلك لا تزال لدينا كل خطط التوظيف هذه. لدينا 40 أو 50 وظيفة متاحة. ونحن حالياً 125 شخصاً، بعد أن كنا 20 شخصاً أو نحو ذلك قبل عام تقريباً. لكننا كنا أذكياء بالقدر الكافي للتكيف مع الوضع خلال فترات صعود السوق والمحافظة على ما لدينا من أصول للتأكد من أننا لسنا آمنين الآن فحسب، بل يمكننا أيضاً أن نقتنص الفرصة في الوقت المناسب. كنا نحقق أرباحاً هائلة، وما زلنا نربح إلى حد كبير. لكن التركيز الشديد على التفاصيل هو شيء أفتقده بالتأكيد خلال صعود الأسواق حيث يكون الجميع عباقرة. وأتمنى لو أن الأسعار كانت أعلى، فأنا أتمنى ذلك دائماً، لكنني أعلم أنها ستكون أعلى بعد عام من الآن.

اقرأ أيضاً: العملات المشفرة ستجذب مليار شخص بنهاية العام الجاري

تأسيس متعمد في سويسرا

حدّثنا عن الشركة وأكبر منتجاتكم؟

لقد نشأتُ في الولايات المتحدة وكذلك المؤسس الشريك. وبالتالي فإن حقيقة أننا قمنا بالفعل بتأسيس الشركة في سويسرا كانت متعمدة إلى حد كبير. ما كنا نطمح إليه في البداية هو وضع التشفير في حزمة أو غلاف آمن ويمكن الوصول إليه ومعروف. وبالنسبة للكثير من الأشخاص، يعد شراء الصناديق المتداولة بالبورصة أسهل، ويرى البعض الآخر أن شراء صناديق الاستثمار المتداولة أمر ضروري. ولم نتمكن من العثور على أي من هذه المنتجات هناك. كانت هناك أسباب عديدة لعدم حدوث ذلك، لكننا بحثنا في شتى أرجاء العالم. فقد تحدثنا إلى 27 جهة قانونية مختلفة، وجهات تنظيمية متنوعة حول العالم، قبل الاستقرار في سويسرا، ثم انطلقنا منها كقاعدة للتوسع.

المنتج الأول الذي أطلقناه كان في الواقع معقداً بعض الشيء. قمنا أولاً بإدراج أول صندوق مؤشرات وحيد على مستوى العالم. وهكذا كان مؤشراً لأكبر خمس عملات مشفرة يمثل 75%، وتمثل 80% من السوق بحصة واحدة فقط. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إدراج أي شيء عالمياً في بورصة مدعومة بأصول فعلية. وتعد هذه سلعاً إلكترونية مدعومة بمنتجات فعلية، وقد وضعنا التشفير فيها.

في الوقت الحالي، لدينا حوالي 2.5 مليار دولار أو نحو ذلك موزعة على حوالي 25 منتجاً إجمالياً. وسنقوم بمضاعفة مجموعة المنتجات، ربما ثلاث مرات، هذا العام. ونحن نغطي كل شيء من الأصول الفردية كالأصول الأكثر شيوعاً، مثل "بتكوين" و"إيثيريوم"، إلى بعض الأصول الأكثر سرية، والأصول الأصغر مثل "بولكادوت" (Polkadot)، أو "تشين لينك" (Chainlink) أو "سولانا" (Solana)، أو "بينانس كوين" (Binance Coin). ولدينا أيضاً مجموعة من المؤشرات إذا كنت ترغب في شراء سلال شديدة التخصص، ولدينا أيضاً عملة "بتكوين" الوحيدة المختصرة في شكل منتجات متداولة بالبورصة.

الجميع في طريقهم إلى شيء ما

هل ترى اهتماماً من جانب المؤسسات للدخول إلى عالم "التمويل اللامركزي" (DeFi)؟ ما الذي يتطلبه الأمر لكي تشارك؟

المؤسسات غير مشاركة في هذا المجال. وهي في طريقها لذلك، لكن الجميع في طريقهم إلى شيء ما. أعتقد أنها لا تزال بحاجة إلى الكثير، خاصة إذا كنت تتحدث عن صناديق التقاعد الكبيرة وشركات التأمين وما شابه ذلك. الشيء الجيد هو أنها تبحث في العوائد المتراجعة للسندات، والمشكلات المتعلقة بأسعار الفائدة، والعوائد المنخفضة للغاية، وأحياناً سلبية، كما هي الحال في سويسرا، فهي سلبية بـ 75 نقطة أساس، وهو ما يفرضه عليك البنك من رصيدك، وهم يشهدون كل ذلك وعليهم فعل شيء حيال ذلك.

لذا فهي في الواقع من أفضل المناقشات التي أجريناها، لكننا نعلم أن الأمر سوف يستغرق عامين أو ثلاثة أو أربعة، أو ربما خمس سنوات أخرى لكي تتبلور هذه المناقشات. وهذا أمر جيد، أن تواصل الاستثمار في ذلك. لكنني أعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يتحقق الفارق الجوهري فعلياً، مما يجعلها فئة أصول فريدة من نوعها، لأنني متأكد تماماً من أن المؤسسات تتبنى معظم فئات الأصول أولاً.

المستهلك النهائي

حدّثنا عن "آمون" (مزوّد الرموز الرقمية التي يديرها رشوان جنباً إلى جنب مع أوفيليا سنايدر، المؤسس المشارك 21Shares)، وما هي الرموز ضمن المؤشر؟

الأمر كله يتعلق بالمستهلك النهائي، عندما تفكر فيه. فإذا كانت مهمتنا هي جعل التشفير أكثر سهولة، والذي نراه أننا نقوم بمجرد بناء جسور في عالم التشفير، وإذا أردت أن تأخذ هذا التشبيه إلى أبعد درجة، فهناك وسائل مختلفة للأشخاص الذين يريدون عبور هذا الجسر. وهذه هي الطريقة التي نرى بها الرموز بشكل عام، فقط من ناحية المفهوم، هي أنه بالنسبة للبعض فإن المنتج الأكثر اتساماً بالمنطقية هو الاستثمار في صندوق متداول بالبورصة. فعلى سبيل المثال، والدتي مديرة صندوق. لكن بالنسبة للبعض، ويمكن أن يكون هذا إما مزيجاً من شخص أكثر ذكاءً من الناحية الفنية وخبير في العملات المشفرة، ربما يكونون في منطقة جغرافية تتسم مستقبلاً (بـ أ أننا لن نتمكّن من الإدراج في بورصة الأوراق المالية المحلية، و ب) لن يتمكنوا من الوصول إلى الأسواق التي نحن فيها.

لا يتمكن معظم الناس حول العالم من الاستفادة من نظام البورصة الأمريكية. وهذه بحد ذاتها هي الأكبر، ناهيك عن البورصة الألمانية أو البورصة الفرنسية. ولذا نريد أن يكون لدينا منتج، سواء كنت في غواتيمالا أو في ألمانيا، ونأمل بالاستمرار في امتلاكه. وهناك مؤشرات يمكنني تقديمها لك على شكل منتجات متداولة بالبورصة ETP، ولكن إذا كنت ترغب في إجراء تخصيص بسمة معينة في "ميتافيرس" ( metaverse) أوDeFi ، على سبيل المثال، أو أي شيء آخر، وتريد هذا لسبب ما مثل "سولانا" أو "إيثيريوم"، يجب أن يكون لدينا هذا المنتج، ويجب أن يحمل اسمنا عليه أيضاً.

هذا هو الملخص الأساسي لسبب قيامنا بعمل الرموز وطريقة تفكيرنا في ذلك هو زيادة إمكانية الوصول. أنت تتعامل مع بعض الأشياء المثيرة للاهتمام، رغم ذلك، فيما يتعلق بنوع المنتجات التي يمكنك إنشاؤها في الرموز، لأنه اتضح أنه عندما تبدأ في فعل هذا، سترى بعد ذلك، كما ستراه لاحقاً، فهناك الكثير من الأشياء التي يمكنني القيام بها باستخدام الرموز المميزة التي يستحيل القيام بها مع الصناديق المتداولة بالبورصة وطريقتين أخريين، ولكن في الغالب تكون الرموز الرقمية أفضل بكثير من الطرق التكنولوجية.