"سوفت بنك" تُخطّط لطرح "آرم" للاكتتاب العام بعد فشل بيعها لـ"نفيديا"

"سوفت بنك" تبحث عن بدائل لبيع شركة "آرم" لتصميم الرقائق الإلكترونية
"سوفت بنك" تبحث عن بدائل لبيع شركة "آرم" لتصميم الرقائق الإلكترونية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت مجموعة "سوفت بنك" إنها تخطط لطرح شركة "أرم" (Arm) للاكتتاب العام الأولي بعد أن تخلت شركة "نفيديا" (Nvidia Corp) عن الاستحواذ المقترح على شركة تصميم الرقائق في ظل معارضة شرسة من المنظمين.

تهدف الشركة اليابانية إلى إجراء طرح عام أولي في السنة المالية المنتهية في مارس 2023. في وقت استقال سيمون سيغارز، الرئيس التنفيذي لشركة "أرم"، وسيتولى رئيس الشركة رينيه هاس المنصب بدلاً عنه، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر في وقت سابق.

كما قالت "سوفت بنك" في بيان لها إن الجانبين اتفقا على وقف الصفقة بسبب "تحديات تنظيمية كبيرة تحول دون إتمام الصفقة، على الرغم من جهود الطرفين التي تتسم بحسن النية".

يُشار إلى أن انهيار بيع "أرم" يُعدّ أحدث تحدٍ لمؤسِّس شركة "سوفت بنك" ماسايوشي سون، الذي عانى من الانكماش في سوق التكنولوجيا. وقد شهد الملياردير الياباني، بعد الاستثمار بقوة في الشركات الناشئة، تعثر قيمة شركاته العامة مثل "ديدي غوبال" و"دورداش" في حين تراجعت أسهم "سوفت بنك" بنسبة 50% عن ذروتها في مارس من العام الماضي.

فضلاً عن ذلك، عاد صندوق "رؤية" (Vision Fund) التابع لمجموعة "سوفت بنك" إلى الربحية في الربع المنتهي في ديسمبر، حيث حقق 109 مليارات ين (940 مليون دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 ديسمبر. ويأتي ذلك بعد خسارة قياسية بلغت 825.1 مليار ين في الربع المالي الثاني.

توازن المحفظة

ساعدت قيمة حصص "سوفت بنك" في الإدراجات الجديدة مثل "سينستايم" (SenseTime Group)، و"وان 97 كوميونيكيشنز" (One 97 Communications) في التخفيف من الضربة الناجمة عن الانخفاضات في الشركات الأخرى.

كما قال كيرك بودري، المحلل في شركة "ريدكس ريسيرتش" والذي ينشر تحليلاته على "سمارتكارما": "ساعدتْ "سينستايم" بالتأكيد في تحقيق أرباح على الرغم من أنه يبدو أن هناك أيضاً مكاسب غير محققة في الاستثمارات الخاصة التي ساعدت صندوق "رؤية" على تحقيق نتيجة إيجابية".

تقلب نتائج الأعمال

كان صندوق "رؤية" مساهماً متقلباً في الأرباح والخسائر منذ إنشائه في عام 2017. وحققت الوحدة ذات مرة أرباحاً قياسية من الإدراجات الضخمة من قبل شركة التجارة الإلكترونية الكورية الجنوبية العملاقة "كوبانغ" ومنصة العقارات الصينية على الإنترنت "كيه إي هولدينغز".

يُذكر أن "سوفت بنك" تكافح أيضاً في ظل رحيل مارسيلو كلور، رئيس العمليات، بعد خلاف حول المكافآت مع سون. وقالت الشركة الشهر الماضي إن ميشيل كومبس سيتولى مسؤولية كلور في مجموعة "سوفت بنك إنترناشونال" وسيشرف على محفظتها التشغيلية والاستثمارية.

الجدير بالذكر أن جزءاً رئيسياً من مشاكل سون يتمثّل في التعرض الكبير للشركات الصينية، بدءاً من "علي بابا غروب هولدينغ" - رائدة التجارة الإلكترونية التي تقع في صميم حملة بكين على أكبر اللاعبين في قطاع الإنترنت. بينما أكد سون على أن نسبة هذه الشركات قد انخفضت بشكل كبير في الأرباع الأخيرة، إلا أنها لم تكن كافية لتخفيف مخاوف المستثمرين.

تراجعت أسهم "سوفت بنك" بنحو 2% هذا العام بعد انخفاض 33% في 2021، وهو أسوأ أداء لها منذ عام 2006.

وقد أعلنت "نفيديا" عن الاستحواذ المقترح على "أرم" في سبتمبر 2020، بهدف السيطرة على تقنية الرقائق المستخدمة في كل شيء، بدءاً من الهواتف وصولاً إلى معدات المصنع. إلا أن الصفقة البالغة 40 مليار دولار واجهت معارضة منذ البداية، حيث ازدرى عملاء شركة "أرم" الفكرة، وتعهد المنظمون بمنحها تدقيقاً دقيقاً.

كذلك تلقت عملية الشراء أشد ضربة عندما رفعت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية دعوى قضائية لمنعها في ديسمبر، بحجة أن "نفيديا" ستحصل على قدر كبير من السيطرة على تصميمات الرقائق التي تستخدمها أكبر شركات التكنولوجيا في العالم. واحتاجت الاتفاقية أيضاً إلى موافقات في الاتحاد الأوروبي، والصين، وكذلك المملكة المتحدة – حيث يقع مقر شركة "أرم" - ولم يبدُ أن أياً منها على استعداد للموافقة على الصفقة.

لطالما كانت قيمة "أرم" هي حيادها، وهو الشيء الذي تمكنت "سوفت بنك" من الحفاظ عليه – فهي الشركة التي لا تتنافس مع أي من عملاء التكنولوجيا. وعندما أعلنت "نفيديا" عن الصفقة، تزايدت المخاوف من أن قيمتها ستنهار بسبب التغيير في الملكية أو أن تقوض المعارضة فرصها في الحصول على موافقات الحكومات في جميع أنحاء العالم.

ومع وقف الصفقة مع الشركة الأمريكية، ستحتفظ "سوفت بنك" برسوم إنهاء تبلغ 1.25 مليار دولار.