"مايكروسوفت" تدرس الاستحواذ على شركة الأمن السيبراني "مانديانت"

شعار "مايكروسوفت" معروض خارج جناح الشركة في المؤتمر العالمي للجوال في برشلونة
شعار "مايكروسوفت" معروض خارج جناح الشركة في المؤتمر العالمي للجوال في برشلونة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تُجري شركة "مايكروسوفت" محادثات للاستحواذ على شركة "مانديانت" (Mandiant) لأبحاث الأمن السيبراني والاستجابة للحوادث، وهي صفقة من شأنها تعزيز الجهود لحماية العملاء من الاختراقات والانتهاكات، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات.

وقال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إنَّ المداولات قد لا تُسفر عن عرض؛ في حين امتنعت "مانديانت"، و"مايكروسوفت" عن التعليق، وارتفعت أسهم "مانديانت" بنسبة 18% في نيويورك، لتصل قيمتها السوقية إلى ما يقرب من 4.3 مليار دولار، كما ارتفع سهم "مايكروسوفت" بنسبة 1.2% إلى 304.56 دولاراً.

مايكروسوفت تتبنى حملة لتوظيف ربع مليون مختص في الأمن السيبراني

ترسانة الأمن السيبراني

يُشار إلى أنَّ إضافة "مانديانت" ستؤدي إلى بناء ترسانة منتجات "مايكروسوفت" لحماية العملاء، والاستجابة لتهديدات الأمن السيبراني. وقد اشترت شركة البرمجيات العملاقة شركتين صغيرتين للأمن السيبراني العام الماضي، وقالت الشهر الماضي، إنَّها جمعت 15 مليار دولار من مبيعات البرمجيات الأمنية في عام 2021، بزيادة 45% تقريباً عن العام السابق. فضلاً عن ذلك؛ عيّنت الشركة العام الماضي تشارلي بيل، المدير التنفيذي السحابي السابق لشركة "أمازون" للإشراف على جهودها الأمنية، وقالت، إنَّ لديها 3,500 موظف يعملون لحماية العملاء "من الشريحة إلى السحابة".

"مايكروسوفت" تستحوذ على "ريسك آي كيو" للأمن السيبراني

تعليقاً على الموضوع، قال أنوراغ رانا من بلومبرغ إنتليجنس: "ستكون هذه خطوة ذكية لـ(مايكروسوفت)، وفي المستقبل؛ فإنَّ السحابة المزوَّدة بمعظم ميزات الأمان هي التي ستفوز". وقال، إنَّ الصفقة ستُمكّن "مايكروسوفت" من المنافسة بشكل أفضل مع الشركات التي تُركّز فقط على الأمان، وقد تدفع أيضاً المنافسين السحابيين "أمازون"، و"غوغل" التابعة لـ "ألفابت"، لمباشرة استحواذاتهما المماثلة.

وقد أصبحت "مانديانت" شركة مستقلة مرة أخرى العام الماضي عندما باعت شركة "فاير أي" (FireEye) - التي استحوذت على "مانديانت" في عام 2013 - أعمالها في مجال منتجات الأمان التي تحمل اسمها مقابل 1.2 مليار دولار إلى تحالف بقيادة مجموعة "سيمفوني تكنولوجي". وفي حين تُركّز منتجات "فاير أي" على أمن الشبكات والبريد الإلكتروني والأنظمة السحابية؛ فإنَّ عمل "مانديانت"، التي يقع مقرها في ميلبيتاس، كاليفورنيا، يُركّز بشكل أساسي على الاستجابة للحوادث، وحالات الاستخبارات الإلكترونية.

رؤية أعمق

يُذكر أنَّ الصفقة المحتملة ستمنح "مايكروسوفت" رؤية أعمق في عمليات الاختراق اللاحقة. كما أنَّ انتشار نظام التشغيل "ويندوز" من "مايكروسوفت" في كل مكان يعطي الشركة بالفعل بيانات عن الانتهاكات البارزة. هذا، جنباً إلى جنب مع مستشاري "مانديانت"، الذين غالباً ما يتم استدعاؤهم للتحقيق في عمليات الاختراق من قبل الجهات الإجرامية المتقدمة المدعومة من الدول وفرزها، وهذا من شأنه أن يمنح الشركات المدمجة معرفة لا مثيل لها في مجال الأمن السيبراني.

الجدير بالذكر أنَّ "مانديانت" تأسست منذ ما يقرب من عقدين من الزمن على يد كيفن مانديا، الضابط السابق في القوات الجوية الأمريكية، وقد اشتهرت في النهاية بخدماتها للاستجابة للحوادث.

استحوذت شركة "فاير أي" على "مانديانت" في عام 2013؛ فقد قدمت خدمات الأمن السيبراني، وأصدرت بشكل خاص سلسلة من تقارير استخبارات التهديدات التي توضح بالتفصيل عمليات القرصنة المزعومة التي ترعاها الدول، والتي نشأت في دول مثل الصين وروسيا (نفت الدولتان أي تورط في التجسس السيبراني).

هجوم إلكتروني جديد يضرب الآلاف من عملاء مايكروسوفت

شاركت "فاير أي" في العديد من تحقيقات الانتهاك الرئيسية، بما في ذلك التدخل الكوري الشمالي المشتبه به في شركة "سوني بيكتشرز انترتينمنت" في عام 2014. كما احتفظت شركة "اكويفاكس" بخدمات "فاير أي" بعد خرق عام 2017 هناك.

فضلاً عن ذلك؛ تصاعدت حدة التهديدات الإلكترونية على مستوى العالم، وغالباً ما تكون منتجات "مايكروسوفت" في مرمى النيران. ففي مارس 2021؛ استخدم قراصنة مرتبطون بالصين عيوباً في التعليمات البرمجية لبرنامج "مايكروسوفت إكستشينج" (Microsoft Exchange) لاختراق عشرات الآلاف من المؤسسات. وفي خرق تم الكشف عنه في ديسمبر 2020؛ اخترق متسللون روس مشتبه بهم برنامجاً شهيراً من شركة "سولار ويندز" ومقرها تكساس، وأدخلوا تعليمات برمجية ضارة في تحديثات برنامج "سولار ويندز"، وهو هجوم أثّر أيضاً في "مايكروسوفت" والعديد من عملائها.

باحثون: قواعد بيانات "مايكروسوفت" السحابية عرضة للهجمات الإلكترونية

وفي أكتوبر، قالت شركة "مايكروسوفت" التي يقع مقرها في ريدموند، واشنطن، إنَّ المتسللين وراء الهجوم الإلكتروني لشركة "سولار ويندز" شاركوا في حملة جديدة لتعريض الشبكات العالمية للخطر من خلال استهداف سلسلة التوريد التكنولوجية، بما في ذلك البائعون ومزودو التكنولوجيا السحابية.