بنوك توصي بالاستثمار في الكرونة السويدية مع تكهنات زيادة التشديد

تكهنات بحصول الكرونة على دفعة قوية
تكهنات بحصول الكرونة على دفعة قوية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يراهن المحللون الاستراتيجيون للعملات على أن بنك السويد المركزي "ريكس بنك" قد يتبع خطوات نظيره الأوروبي في اتخاذ نهج متشدد خلال الأسبوع الجاري، وهو ما يعني إعطاءه للدفعة اللازمة -والمؤجلة منذ وقت طويل- لعملة الكرونة ذات الأداء المتدني.

طالع أيضاً: بنك إنجلترا والمركزي الأوروبي يتخليان عن التردد ويتجهان لاتباع تحركات "الفيدرالي الأمريكي"

يوصي الخبراء الاستراتيجيون للصرف الأجنبي في بنك "باركليز"، بمن فيهم وين يان، باتخاذ مراكز طويلة الأجل في الكرونة مقابل اليورو، في حين نصح استراتيجيو "مورغان ستانلي" بالرهان على الكرونة مقابل الفرنك السويسري، ويستهدف بنك "كريدي أغريكول" كذلك الوصول إلى مستوى رئيسي يبلغ 10 كرونة لليورو الواحد.

قال فريدريك ريبتون، وهو مدير محفظة استثمارية في شركة "نيوبيرغر بيرمان" (Neuberger Berman): "اتباع (ريكس بنك) لنهج أكثر تشدداً يجب أن يصب في صالح الكرونة على المدى المتوسط". وأضاف: "أي موجات بيع قد تشكل فرصاً للتعزيز، خاصة في ضوء الحوافز المالية المحتملة في وقت لاحق من العام الجاري".

تغيير قواعد اللعبة

هذا التحول قد يغير قواعد اللعبة بالنسبة للكرونة الحساسة للمخاطر، والتي ناضلت للصمود منذ نهاية عام 2021، بسبب الاتجاه المتشدد الذي تبناه بنك الاحتياطي الفيدرالي، وفي ظل زيادة التوترات حول أوكرانيا.

تأثرت العملة الشمال أوروبية أيضاً بشكل كبير بتحركات سوق الأسهم، حيث وصلت الكرونة لأضعف مستوياتها مقابل الدولار منذ يونيو 2020، بعدما تسببت احتمالية تطبيق تشديد نقدي أكبر في اضطراب الأسهم خلال يناير الماضي.

أيضاً، يمكن رصد درجة أكبر من الثقة الإيجابية نحو الكرونة في سوق الخيارات. وفي حين كان المتداولون يتطلعون لشراء اليورو الصاعد مقابل الفرنك السويسري والجنية الإسترليني والدولار الأمريكي بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي، إلا أن هذا النهج لم يمتد على ما يبدو إلى العملة السويدية.

رهان على التشديد

يأتي تسليط الضوء على "ريكس بنك" كجزء من تركيز السوق الأوسع نطاقاً على سياسة البنوك المركزية التي ما تزال منحازة إلى أسعار الفائدة المنخفضة. وبعد تحويل البنك المركزي الأوروبي للنهج الذي يتبناه الأسبوع الماضي، يستعد المتداولون للمراهنة على أي البنوك التي ستميل إلى تشديد السياسة النقدية في المرحلة التالية.

يراهن متداولو الأسواق النقدية على إقرار "ريكس بنك" لزيادتين كاملتين في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام الجاري، وفقاً لمحللي مجموعة "إس إي بي". لكن على العكس من ذلك، لا يتوقع واضعو السياسات في "ريكس بنك" إقرار أي زيادة في أسعار الفائدة الأساسية حتى أواخر 2024.

قالت جاين فولي، رئيسة استراتيجيات الصرف الأجنبي في "رابو بنك"، التي ترى أن هناك احتمالاً معقولاً بإعطاء دفعة للكرونة: "بالنظر إلى حجم الاقتصاد السويدي الصغير، ربما سيكون من الأسهل على (ريكس بنك) أن يكون تابعاً بدلاً من كونه قائداً، فيما يتعلق بتحركات السياسة النقدية".

استطردت: "خطوة الأسبوع الماضي تعزز احتمالات تعديل (ريكس بنك) لأسعار الفائدة".

ضغوط أقل

تنبع الحاجة إلى اتباع "ريكس بنك" لسياسة أكثر تشدداً أيضاً من سوق العمل الأضيق نطاقاً، إضافة إلى الآفاق الاقتصادية الأكثر إيجابية، التي ظهرت بعدما فاق نمو الاقتصاد الشمال أوروبي التوقعات في الربع الأخير من العام الماضي. كما وصل التضخم في الدولة إلى أعلى مستوى له في 28 عاماً خلال ديسمبر الماضي، مدعوماً بشكل أساسي بارتفاع أسعار الطاقة.

مع ذلك، فالضغوط التضخمية في السويد لا تزال "أكثر هدوءاً" مقارنة بالدول الأخرى، مما يجبر "ريكس بنك" بشكل أقل على تشديد السياسة النقدية، وفقاً لدومينيك بانينغ، رئيس أبحاث الصرف الأجنبي الأوربي في "إتش إس بي سي".

أردف أن وتيرة مشتريات البنك المركزي الأسرع للعملات الأجنبية، قد تؤثر أيضاً على الكرونة.

مخاطر بناءة

قال "فيراج باتيل"، المحلل الاستراتيجي لأسواق الماكرو في شركة "فاندا ريسيرش" (Vanda Research)، إن أي نهج متشدد سيؤدي بالكاد إلى رد فعل "متوقع بسهولة" من جانب تحركات الكرونة نفسها.

أضاف المحلل الاستراتيجي لأسواق الماكرو: "ما يزال هناك جانب محدود يبعث على التفاؤل بشكل مطرد هنا، وهو ما يمكن لـ (ريكس بنك) أن يقدمه للكرونة السويدية، بالنظر إلى أنه من غير المحتمل بشكل كبير أن يشدد بنك السويد المركزي سياسته النقدية بنفس القدر الذي توقعته الأسواق". وتابع أن "بيئة المخاطر البناءة" ستكون بمثابة أقوى محفز للكرونة.

يشعر باتيل بالتفاؤل تجاه الأسهم في الولايات المتحدة، ويوصي المتداولين بالرهان على زيادة قوة الكرونة مقابل الجنية الإسترليني والدولار الأمريكي على المدى المتوسط. واختتم، أن هذه العملات يجب أن يتدنى مستواها في سوق محمومة بالمخاطر، وستتكبد أكبر الخسائر عندما تنضم البنوك المنحازة لأسعار الفائدة المنخفضة "إلى الجانب المتشدد".