"سامسونغ" توقف "نوت" وتراهن على الهواتف القابلة للطي لمواجهة "أيفون"

هاتف غالاكسي إس 22 ألترا الذكي المزود بتقنية الجيل الخامس من "سامسونغ"
هاتف غالاكسي إس 22 ألترا الذكي المزود بتقنية الجيل الخامس من "سامسونغ" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تُجري شركة "سامسونغ" أكبر تحول منذ سنوات على استراتيجية الهواتف الذكية الخاصة بها، من خلال إعادة التركيز على طراز "غالاكسي إس" الأكثر مبيعاً، وسلسلة أجهزة "غالاكسي زد" القابلة للطي.

كما تخطط الشركة لوقف إصدار تشكيلة هواتف "نوت" المزودة بقلم، وبدلاً من ذلك القيام بنشر تلك الميزة عبر محفظة أجهزتها، مع إعطاء دفعة للهواتف القابلة للطي في ظل تحديها لشركة "أبل".

قال "تي إم روه"، الذي تولى منصب رئيس قسم الهواتف في "سامسونغ" منذ عامين، خلال لقاء نادر: "على المدى القريب، ستركز عملياتنا على استراتيجية من مسارين؛ وهما: سلسلة (إس) الرائدة في النصف الأول من العام، وتشكيلة الأجهزة القابلة للطي المبتكرة في النصف الثاني. وسنحافظ على هذه الاستراتيجية حتى يكون هناك ابتكار كبير آخر، ونعمل بجد على تحقيق ذلك".

اقرأ أيضاً: "سامسونغ" راهنت بنجاح على مخاطرة الهواتف القابلة للطي

كشفت أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم عن أحدث تشكيلة من أجهزة "غالاكسي إس 22"، أمس الأربعاء، كما زوّدت طراز "ألترا" من المجموعة نفسها بقلم.

مزايا تقنية

يهدف ذلك إلى إعادة ابتكار مفهوم أجهزة "غالاكسي نوت" الكلاسيكية بشكل فعال، والتي تتمتع بشاشات كبيرة مع قلم، كما يأتي بعد أشهر من تفضيل "سامسونغ" وقف إصدار جهاز "نوت" جديد في أغسطس المقبل. وراهنت الشركة على تعويض أجهزتها القابلة للطي لهذا الإيقاف، وآتت هذه الخطة ثمارها مع نمو مبيعات الشركة في هذه الفئة عدة مرات، بالإضافة إلى رفع متوسط سعر البيع لأجهزة الهواتف المحمولة.

ستركز "سامسونغ" على فئة الهواتف الفاخرة لأنَّها محرك النمو، وتخطط الشركة لتوسيع مزايا "نوت" عبر النظام الحيوي لأجهزة "غالاكسي"، بما في ذلك الأجهزة اللوحية، والحواسيب المحمولة، بالإضافة إلى الهواتف، وفقاً لما أكده روه.

ستنتشر ميزة قابلية الطي أيضاً في فئات جديدة، وتخطط الشركة لإضافة واحدة أو اثنتين من المزايا الشكلية الجديدة التي تتمتع بها هواتفها الذكية إلى تشكيلتها، خلال السنوات الثلاث المقبلة، بحسب ما أضاف رئيس قسم الهواتف في "سامسونغ".

طلب متنام

وتابع "روه": "أثناء تفشي كوفيد، سابق قطاع الهواتف الذكية الزمن لإدخال تغييرات ربما كانت ستأخذ عقداً كاملاً حتى تُطبق"، مضيفاً: "ندخل المرحلة الثانية من نمو السوق. وهناك طلب يتنامى على الطرازات الراقية الأكثر تميزاً، إذ يستخدم المستهلكون الهواتف الذكية لفترة أطول، وبأشكال أكثر من ذي قبل".

اقرأ أيضاً: "سامسونغ" تعتزم إنشاء مصنع رقائق إلكترونية بولاية تكساس بقيمة 17 مليار دولار

دفع الوباء سوق الهواتف الذكية للخروج من حالة الركود التي عانت منها، فقد تسطّح منحنى النمو، وطال أمد دورات الاستبدال، وترى "سامسونغ" أنَّ المستخدمين الآن أكثر استعداداً لترقية هواتفهم، من أجل الحصول على مميزات أفضل في مكالمات الفيديو، والألعاب الإلكترونية، والاتصالات، في ظل اعتمادهم على أجهزتهم في العمل واللعب.

مواجهة التحديات

حقق الطلب الأولي من شركات الاتصالات والشركاء على هواتف "غالاكسي إس 22" نسب صعود من رقمين مقارنة بالعام الماضي، وذلك بفضل طراز "ألترا" الجديد، بحسب تأكيد روه.

منذ تولي "روه"، صاحب الـ53 عاماً، للمنصب في يناير 2020؛ اضطر قسم الهواتف في "سامسونغ" لمواجهة الإغلاقات في المدن الكبرى، بالإضافة إلى إيقاف المصانع، والاضطرابات المزمنة في سلسلة التوريد. وحتى الآن، عملت الشركة على حل مشكلة نقص المكونات، وتتوقَّع تحسن الوضع خلال العام الجاري، وفقاً لـ روه.

دمجت "سامسونغ" أعمال الهواتف والإلكترونيات الاستهلاكية بقسم واحد في أواخر العام الماضي، كجزء من خطة إعادة التنظيم الأوسع نطاقاً على مستوى الشركة. وقامت "سامسونغ" بذلك لإنشاء نظام أكثر تماسكاً لمنتجاتها، بحسب قولها.

درء المنافسة

يهدف عمل أجهزة الشركة بشكل انسيابي معاً إلى مساعدة "سامسونغ" على درء منافسة خصومها من الشركات الصينية مثل: "شاومي"، و"أوبو"، و كي تتمكّن في الوقت نفسه من التصدي لتحديات خدمة المساعد الصوتي "ألكسا" من إنتاج شركة "أمازون"، والتي تنتشر في كل الأجهزة الآن بدءاً من مكبرات الصوت الذكية حتى المنظمات الحرارية.

اقرأ أيضاً: "سامسونغ" تشعل المنافسة مع "أبل" بهاتف جديد قابل للطي

ستتبع "سامسونغ" نهجاً أقرب لأسلوب "أمازون" منها إلى "أبل"، عبر انفتاح النظام الحيوي لأجهزتها على الشركاء الخارجيين، وصناع الأنظمة الرقمية الآخرين.

تتوقَّع الشركة التكنولوجية العملاقة، التي يقع مقرها في مدينة سوون، إصدار عدد أكبر من الأجهزة القابلة للطي مقارنة بمنافسيها خلال العام الجاري، وهو ما يُشكل تأكيداً على أنَّها اتخذت قراراً استراتيجياً صحيحاً في وقت مبكر، بحسب روه.

استثمارات كبيرة

نتيجة لذلك؛ تتنبّأ الشركة بنمو القطاع، والنظام الحيوي للتطبيقات. ومن المرجح استخدام الطرازات الجديدة لشاشات "سامسونغ" المرنة في تصميمها، لتشبه بذلك جهاز "أوبو فايند إن" الذي أُعلن عنه في ديسمبر الماضي.

تستثمر "سامسونغ" أيضاً في الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الواقع المعزز، بعدما تعهدت بتأمين مركز قيادي في تطورات "الميتافيرس" خلال أحدث مكالمة أرباح لها. ورفض روه إعطاء المزيد من التفاصيل حول هذه المشروعات، لكنَّه قال، إنَّ الشركة تنفق بسخاء.

واختتم: "ربما نبدو كبجعة هادئة فوق الماء، لكنَّنا نجدّف بأقصى قوتنا في الأعماق".