السباق نحو القمة.. نوع جديد من حروب العملة

التضخم يغير معنى حروب العملة إلى مفهوم عكسي
التضخم يغير معنى حروب العملة إلى مفهوم عكسي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

شراسة معدل التضخم تغير معنى حروب العملة إلى مفهوم عكسي، أي تحول معناها إلى سباق نحو القمة بدلاً من التسابق نحو القاع.

تبدأ حروب العملة التقليدية بأن تحاول دولة ما إضعاف قيمة عملتها حتى تحصل على ميزة تنافسية في التجارة العالمية. وهذا ما هدد به الرئيس ترمب الصين، التي اتهمها بتعمد تخفيض قيمة اليوان.

غير أن صعود معدل التضخم غير الأولويات، إذ أن ارتفاع قيمة العملة يساهم في احتواء التضخم عن طريق خفض أسعار الواردات.

ناقش محللو العملة لدى شركة "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities) هذه القضية يوم الأربعاء في مذكرة بعنوان: "حروب العملة العكسية تثير ارتباكاً عنيفاً في الأسواق". وكتبوا في مذكرتهم أن صناع السياسة النقدية يفضلون العملة القوية حالياً بسبب اندفاع معدل التضخم الذي سيطر على الأسواق على مدى فصول السنة القليلة الماضية.

تفضل الأمم التي تعتمد على تصدير إنتاجها العملة الرخيصة في أغلب الأحوال حتى تحتفظ بميزة تجارية نسبية في مواجهة أقرانها. وعندما واجهت بعض الاقتصادات ركود التجارة العالمية في أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2008، حاولت أن تخفض قيمة عملاتها بهدف زيادة الصادرات.

أما اليوم، فإن العملة القوية قد تخفف ضغوط زيادة الأسعار، إذ تصبح الواردات أكثر جاذبية للمستهلكين. وربما يساهم رفع أسعار الفائدة الأساسية لدى البنوك المركزية في تحقيق تلك المهمة.

ربما يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في الشهر القادم، بل يبدو أن الحمائم أنفسهم في البنك المركزي الأوروبي يتجهون إلى اتخاذ أول قرار برفع أسعار الفائدة منذ عشر سنوات.

يقول تقرير شركة "تي دي سيكيوريتيز": "إن تحول سياسة البنوك المركزية في أوروبا فاجأ الأسواق التي أخذت على حين غرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية عالمياً وانخفاض سندات الديون ذات العوائد السلبية. ويرجح أن تظل حالة السوق في ترقب لتبين حركة الأسعار قبيل قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة، مع التركيز على زيادة المخاطر في الاتجاهين وسط ارتفاع مستوى التخبط الجيوسياسي".

انخفض مؤشر على قوة الدولار أمس الأربعاء، إذ ساهم ارتفاع أسعار السلع الأولية في زيادة قيمة العملات ذات الحساسية الخاصة للمخاطر.

في هذه الأثناء، تلقت العملة الأوروبية الموحدة دعماً من ارتفاع أسعار الأسهم، ومن استمرار تحول خطاب صناع السياسة النقدية في أوروبا.