ليتوانيا المحاصرة تحث العالم على الوقوف في وجه الصين وروسيا

غابريليوس لاندسبيرجيس، وزير خارجية ليتوانيا
غابريليوس لاندسبيرجيس، وزير خارجية ليتوانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دعا كبير الدبلوماسيين الليتوانيين العالم، خلال زيارته لأستراليا، إلى التصدي لانتهاكات الصين وروسيا المزعومة لحقوق الإنسان، وأقر بأنه عند اتخاذ مثل هذه الإجراءات ستكون هناك "تكلفة".

قال وزير الخارجية، غابريليوس لاندسبيرجيس، لـ"نادي الصحافة الوطني" في كانبيرا، إن الدول بحاجة إلى قطع اعتمادها على التجارة والطاقة ممن وصفهم بـ"عوامل الإخلال بالنظام العالمي". وقال إن هناك حاجة لتقوية الشراكات "بين الديمقراطيات الليبرالية التي تبني وتحافظ على النظام العالمي القائم على القانون".

مؤخراً واجهت ليتوانيا حواجز تجارية غير رسمية وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية من قبل الصين، بعد أن سمحت لتايوان بفتح مكتب تمثيلي في عاصمتها، وهي خطوة اعتبرتها بكين انتهاكاً لمبدأ "الصين الواحدة". في وقت سابق من هذا الأسبوع، أوقفت الصين رسمياً استيراد لحوم الأبقار الليتوانية فيما يبدو أنها خطوة رمزية كبيرة.

أوروبا تسعى لتوحيد جبهتها في خلاف ليتوانيا والصين التجاري

يأتي خطاب لاندسبيرجيس قبل يوم واحد من اجتماع وزراء خارجية "الحوار الأمني الرباعي" في ملبورن، وهي شراكة أمنية مكونة من أستراليا واليابان والهند والولايات المتحدة. من المتوقع أن تناقش الدول الأمن السيبراني والقضايا الإقليمية كجزء من تركيز المجموعة الأوسع على مواجهة الصعود العسكري الصيني، على الرغم من أن الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية قد يتم طرحه خلال الاجتماعات.

نفى الرئيس فلاديمير بوتين مراراً أن تكون روسيا تخطط لمهاجمة أوكرانيا، وانتقد حشد "الناتو" لقواته بالقرب من حدود روسيا.

وعندما سُئل لاندسبيرجيس عن "عدم وجود ردود فعل ملموسة" في العالم على التوترات على الحدود الأوكرانية والمزاعم حول انتهاكات الصين واسعة الانتشار لحقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ، قال الوزير إن الإجابة هي ألا "يصمت" الناس بشأن هذه القضايا.

الاتحاد الأوروبي يقاضي الصين بسبب ممارساتها القسرية ضد ليتوانيا

أضاف وزير خارجية ليتوانيا: "هناك أشخاص يريدون عدم الحديث عن المشاكل". مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة لتغيير ذلك هي الاستمرار في "إثارة هذه القضايا".

ثمن يدفعه الجميع

وقال لاندسبيرجيس إن إزالة العمل القسري من سلسلة التوريد سيزيد من أسعار السلع الاستهلاكية، مضيفاً "لا تتوقعوا أن تحل (هذه القضايا) بالمجان... سيكون هناك ثمن يدفعه الجميع... فلهذه الأشياء تكلفة لكن للمبادئ ثمن".

من جهتها، نفت بكين مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان والعمل القسري في شينجيانغ، وانتقدت دولاً أخرى مثل فرنسا والمملكة المتحدة وكندا، ومؤخراً اليابان، لتمريرها قرارات برلمانية بشأن هذه القضية.

في هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن على ليتوانيا التفكير في سجلها في مجال حقوق الإنسان، بدلاً من التحالف مع الدول الأخرى. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس "ما يجب أن تفعله ليتوانيا هو مواجهة الحقائق، وتصحيح خطئها، والعودة إلى المسار الصحيح للالتزام بمبدأ الصين الواحدة".

من جهته، قال لاندسبيرجيس، الموجود حالياً في أستراليا لافتتاح سفارة ليتوانية جديدة، إنه "لن يفاجأ" إذا حذت دول أخرى حذو ليتوانيا في التحرك نحو زيادة علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان، وأضاف "لا أعتقد أن ليتوانيا وحدها في هذا الأمر".