أسعار الغاز في أوروبا تقفز 14% وسط مخاوف من أزمة طاقة حال غزو أوكرانيا

محطة استقبال الغاز الروسي من خط "نورد ستريم 2" في لوبمين، ألمانيا
محطة استقبال الغاز الروسي من خط "نورد ستريم 2" في لوبمين، ألمانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة تصل إلى 14% بعد أن قالت الولايات المتحدة إن روسيا قد تغزو أوكرانيا قريباً أو تحاول إثارة الصراع داخل حدودها.

قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا قد تهاجم جارتها قبل انتهاء دورة الألعاب الأولمبية في بكين خلال أسبوع. فيما كررت روسيا نفيها وجود خطط للغزو، بينما قلل وزير الخارجية الأوكراني من أهمية التوترات خلال عطلة نهاية الأسبوع، قائلاً إنه لا يوجد "تغيير محوري".

ويخاطر التصعيد بتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، مما قد يضر بإمدادات الغاز والنفط ويزيد شبح انقطاع التيار الكهربائي.

تعد روسيا أكبر مصدر للغاز الطبيعي إلى أوروبا، حيث يتدفق حوالي ثلث صادراتها عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية. وبدأت مرافق التخزين في أوروبا في النفاد بالفعل، حيث ارتفعت الأسعار أربع مرات عن المعتاد في هذا الوقت من العام.

قال جيسون بوردوف مدير مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: "ينصب التركيز الفوري على احتمال حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا، وهو أمر سيكون من الصعب جداً التعامل معه، ويمكن أن يؤدي إلى نقص حقيقي في الطاقة يتجاوز الأزمة الحالية التي نراها بالفعل". حيث أشار إلى أن "أوروبا بالفعل في أزمة طاقة".

ارتفعت معايير أسعار الغاز الأوروبية إلى 88 يورو للميغاواط/ ساعة، وهو أعلى مستوى منذ 31 يناير. وارتفعت الأسعار بنسبة 10% لتصل إلى 85.20 يورو بحلول الساعة 8:03 صباحًا في أمستردام.

وارتفع النفط 1% إلى 95.38 دولار للبرميل يوم الاثنين. بعدما قفز يوم الجمعة بعد أن أصدرت الولايات المتحدة تحذيرها.

أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن مكالمة هاتفية استمرت ساعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت، ويبدو أنها لم تحرز تقدماً يذكر. ثم تحدث بايدن مع الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتعهد بإجراء سريع وحاسم إذا ما أرادت روسيا الغزو. في غضون ذلك، قلل وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا من شأن المخاوف قائلا إن الوضع لا يزال تحت السيطرة.

تواجه أوروبا بالفعل أزمة طاقة حيث كانت روسيا تكبح تدفقات الغاز منذ الصيف، مما أجبر المرافق على الاعتماد على الفحم المُلوث لإبقاء الأضواء مضاءة.

تواجه القارة أيضاً عدداً كبيراً من التحديات في إنتاج الطاقة النووية في فرنسا، التي تعد أكبر منتج لها، مع تحذير شركة إليكتريك دي فرانس Electricite de France SA من أن الإنتاج هذا العام قد ينخفض ​​إلى أدنى مستوى منذ عام 1990.

ساعدت الواردات الأخيرة من شحنات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة في تخفيف الضيق، وكذلك الطقس المعتدل في أوروبا. لكن الجهود الدبلوماسية للبحث عن تدفقات إضافية في حالة تعطل الإمدادات نتيجة الحرب المحتملة لم تسفر حتى الآن عن نتائج تذكر.