صمود الراند المبهر يلحق الألم بالمشككين

أوراق نقدية من فئة 100 راند جنوب أفريقي في بريتوريا، جنوب أفريقيا
أوراق نقدية من فئة 100 راند جنوب أفريقي في بريتوريا، جنوب أفريقيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هناك سبب وراء تسمية عملة جنوب أفريقيا بـ "الخشخيشة".

في الوقت الذي توقَّع فيه العديد من المستثمرين تراجع الراند في مواجهة ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، واحتمالات تسارع وتيرة زيادات الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة بدرجة أكبر؛ فقد فعلت العملة العكس. لقد سجلت للتو مكاسبها للأسبوع الخامس من أصل ستة أسابيع، مسببة الألم لأولئك الذين راهنوا عليها.

قال روبرتو باغناتو من شركة "إميوبيليار كوادرونو" (Immobiliare Quadronno)، وهو مستثمر مقيم في ميلانو، ومخضرم في السوق منذ أكثر من 40 عاماً: "في بيئة تتسم بالابتعاد عن المخاطرة والتقلب؛ يعد الراند من أضعف العملات. كان من السهل بيعه خاصة أنَّ بنك الاحتياطي في جنوب أفريقيا اعتاد عدم التدخل للدفاع عن العملة". وأوضح أنَّ الراند الآن لم يعد يتبع قواعد الأسواق الناشئة.

يشار أحياناً إلى الراند في دوائر سوق العملات باسم "الخشخيشة"، بسبب عادته في العودة بقوة في الاتجاه المعاكس لأي حركة كبيرة. وإن أردنا شرح مرونته الحالية؛ فإليكم بعض أفضل الأسباب التي طرحها المتداولون:

صيد العائدات

قال واريك بتلر، رئيس تداول العملات الأجنبية في "ستاندرد بنك" الذي يقع مقره في جوهانسبرغ في مذكرة للعملاء: "يبدو أنَّ أسعار الفائدة الأمريكية سترتفع أعلى وأسرع مما توقَّعته السوق، وتنخفض الملكية هناك أيضاً مع تحفيز ارتفاع معدلات الفائدة للضغوط البيعية". أوصى البنك بشراء الدولار، إلا أنَّه أوقف تلك التوصية بعد ارتفاع الراند إلى مستوى 15.21.

عاصفة التضخم الأمريكي تدفع المستثمرين إلى تبنّي أفكار جديدة لتأمين العوائد

وأضاف: "يجب استخدام هذه الدولارات في مكان ما، على ألا تجد طريقها عموماً إلى أسواق الأسهم. يجب أن تجد تلك الدولارات منزلاً، وتبحث عن الأصول ذات العائد المرتفع. نعم، هذا يشمل الراند".

لعبة السلع

توقَّع لارس ميركلين، كبير المحللين في "دانسكي بنك" في كوبنهاغن، أن يحصل الراند على مساعدة من أسعار السلع القوية. وأوصى "دانسكي بنك" بشراء زوج الدولار الأمريكي/الراند الجنوب أفريقي التي قال عنها: "إنَّها لا تسير كما نريد".

من ناحية أخرى؛ نرى أنَّ كل بنك مركزي يحاول تشديد الأوضاع المالية شفهياً. لكنَّ الطلب المادي على السلع يبدو قوياً للغاية، وهناك بالتأكيد تأثيرات إيجابية من قبل انتهاء كوفيد-19 في معظم الأسواق المتقدمة".

هناك درجة ارتباط بين مؤشر بلومبرغ الفرعي للمعادن الصناعية والراند، بحوالي 0.3، إذ تعني القراءة التي تساوي الواحد أنَّهما يتحركان بشكل متوافق. من ناحية أخرى، تراجعت العلاقة مع عائدات سندات الخزانة الأمريكية، وأصبحت الأضعف منذ أكثر من عام، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

قال باجناتو: "يشتري بعض المستثمرين عملات السلع كتحوط ضد التضخم؛ لكنَّ هذه الاستراتيجية منطقية أكثر لعملات مثل: الريال، أو البيزو المكسيكي مع معدلات أعلى، وارتباط أقوى بالنفط".

تدفقات الأسواق

عاد المستثمرون الأجانب إلى سوق السندات في جنوب أفريقيا. وسجل غير المقيمين صافي مشتريات لديون الدولة لمدة خمسة أيام متتالية، وهي أكثر فترات الشراء استمراراً منذ مايو. ومع الفائض التجاري الصحي الذي يغذيه ارتفاع أسعار السلع الأساسية؛ يمكن أن تستمر تلك التدفقات الوافدة في دعم الراند في الأشهر المقبلة.