دراسة: الأمريكيون يدفعون أكثر مقابل جودة أسوأ

التضخم الأمريكي قفز لمستويات قياسية
التضخم الأمريكي قفز لمستويات قياسية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قياساً على أسعار المستهلكين الحالية؛ يعتبر التضخم في الولايات المتحدة هو الأعلى منذ 40 عاماً. وبالنظر إلى ما يحصل عليه الأمريكيون فعلياً، مقابل أموالهم قد يكون المعدل أعلى من ذلك، وفقاً لباحثين في "جامعة ميشيغان".

ينشر الأكاديميون في كل ربع عام "مؤشر رضا العملاء الأمريكي"، الذي يسعى إلى قياس مدى سعادة المستهلكين بالسلع والخدمات التي ينفقون عليها.

أظهر الإصدار الأخير للمؤشر، الذي تم نشره في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنَّ هناك انخفاضاً بمقدار 5.2% في الجودة منذ عام 2018، وحدث الجزء الأكبر من هذا الانخفاض خلال سنوات الوباء.

تعتبر مسألة الجودة مسألة مهمة وصعبة للإحصائيين الذين يحاولون قياس التضخم؛ إذ يتعين عليهم مراعاة الحالات التي لم يتغير فيها سعر المنتج كثيراً – كأجهزة الكمبيوتر المحمول على سبيل المثال - ولكنَّ جودته قد تحسنت، نظراً لأنَّ التكنولوجيا باتت تقدم معالجات أسرع وشاشات أفضل. يعني ذلك أنَّ الكمبيوتر أرخص إلى حد ما. وعلى العكس من ذلك؛ فإنَّه إذا لم يتغير السعر، وازداد المنتج سوءاً؛ فهذا يعني فعلياً أنَّه أصبح أكثر تكلفة.

اقرأ أيضاً: استطلاع: الأمريكيون غير راضين عن سياسات بايدن بشأن التضخم

يحاول الخبراء في مكتب إحصاءات العمل، الذين يحسبون مقياس التضخم الرئيسي في الولايات المتحدة، دمج تعديل الجودة - المعروف في المصطلحات باسم "تغييرات المتعة"، لكنَّهم يفعلون ذلك لأقل من 40 منتجاً من أصل 273 منتجاً يراقبون أسعارها، أو حوالي 13% من سلة "مؤشر أسعار المستهلكين".

يحاول باحثو "جامعة ميتشيغان" قياس الجودة في جميع الصناعات التي يتتبَّعونها. وجاء في التقرير أنَّ أحدث النتائج التي توصلوا إليها "تشير إلى أنَّ التضخم السنوي الفعلي ربما يكون حوالي 10%"، إذا تم "تعديل الأسعار بالكامل لتتناسب مع انخفاض الجودة". وأظهر "مؤشر أسعار المستهلكين" لشهر يناير ارتفاع أسعار المستهلك 7.5% عن العام الماضي.

يقول كلايس فورنيل، مؤسس "مؤشر رضا العملاء الأمريكي"، والأستاذ الفخري في إدارة الأعمال بجامعة ميتشيغان، إنَّ الانخفاض في مستوى الرضا "يكون أكثر وضوحاً في قطاع الخدمات..بسبب الوباء..تفاقمت المشكلة نظراً لنقص توفر المنتجات، وقضايا التوريد، ونقص العمالة".

اقرأ أيضاً: يلين تتوقع استمرار ارتفاع التضخم في أمريكا حتى منتصف 2022

يسلط تقرير "مؤشر رضا العملاء الأمريكي" الضوء على بعض الأمثلة لتأثيرات وباء "كوفيد"، إذ وجد أنَّ بعض أسوأ الانخفاضات في الجودة جاءت في الإلكترونيات الاستهلاكية، متأثرة بقضايا سلسلة التوريد. وفي الفنادق، حيث يعني نقص العمال أنَّ التنظيف الليلي للغرف، لم يعد متاحاً في بعض الحالات؛ وفي خدمات بث الفيديو، حيث حدثت عملية "تحميل زائد" على النظام، نظراً لأنَّ المزيد من الأشخاص كانوا عالقين في منازلهم وهم يحاولون مشاهدة العروض نفسها في الوقت نفسه.

وأطلق "مؤشر رضا العملاء الأمريكي" تحذيراً واحداً، قائلاً إنَّه: "يعتمد على الاستطلاعات، مما يجعله مقياساً للإحساس المدرك تجاه الجودة". ويتم تحديد آراء المشاركين في الاستطلاع بشكل فضفاض أكثر من الخصائص المحددة المرتبطة بكل عنصر يتتبّعه "مكتب إحصاءات العمل" للأسعار.