مؤسس شبكة إثيريوم يؤكد ترحيب سوق الرموز المشفرة بـ"شتاء آخر"

شعار عملة "إيثريوم" الافتراضية على ماكينة صراف آلي في العاصمة اليابانية طوكيو، يوم 30 أغسطس 2017
شعار عملة "إيثريوم" الافتراضية على ماكينة صراف آلي في العاصمة اليابانية طوكيو، يوم 30 أغسطس 2017 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قال فيتاليك بوتارين، المؤسس المشارك في شبكة بلوكتشين "إثيريوم"، إن عالم الأصول الرقمية قد يستفيد فعلاً من التراجع الراهن في أسعار العملة الذي صب ماء بارداً على المستثمرين، ويشار إليه حالياً باعتباره شتاء آخر للرموز المشفرة.

أوضح بوتارين في مقابلة مع "بلومبرغ" أن "كثيراً من الناس الذين يشاركون مشاركة عميقة في سوق العملات المشفرة والرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال، خصوصاً ممن يبنون المراكز، يرحبون بهبوط السوق. وهم يرحبون بذلك الهبوط لأن ارتفاع الأسعار بمعدلات هائلة لفترات طويلة مثلما حدث –وهو مصدر سعادة واضح لكثيرين– يتسبب أيضاً في تشجيع الكثير من أعمال المضاربة قصيرة الأجل".

اقرأ أيضاً: "مستثمر رقمي" مُخضرم: شبكات التشفير لا تهدد مكانة "إيثريوم"

هبطت أسعار العملة المشفرة منذ أن بلغت مستويات قياسية في ارتفاعها في أوائل شهر نوفمبر، إذ يتوقع مستثمرون ومضاربون تخفيض مبالغ التحفيز النقدي الهائلة التي ضخت في الاقتصاد والأسواق العالمية عند بداية انتشار جائحة كورونا.

اقرأ المزيد: قريباً نعرف مدى صحة نظرية "فقاعة" العملات المشفرة

انخفض مؤشر "بلومبرغ غالاكسي كريبتو" (Bloomberg Galaxy Crypto Index) بنحو 45% عن أعلى مستوى في تاريخه. وهبطت قيمة عملة "إيثر"، وهي العملة الأساسية في أكثر شبكات البلوكتشين استخداماً في العالم، بنحو 40% خلال الفترة ذاتها.

اقرأ أيضاً: "العدل الأمريكية" تشكل فريقاً للتصدي لجرائم العملات المشفرة

انتعش القطاع منذ آخر "شتاء شفري" في عام 2018. ويدرج موقع رصد الأسعار "كوين-غيكو" (CoinGecko) عدداً مذهلاً من الرموز المشفرة يبلغ 12588 رمزاً.

ربما خلقت كمية الأموال الكبيرة التي استثمرت خلال آخر فترات انتعاش الرموز المشفرة، عدداً كبيراً من قصص ظهور مليونيرات أو مليارديرات بين ليلة وضحاها، غير أن مكاسب شخص من الرموز المشفرة هي غالباً أيضاً خسائر شخص آخر ومصدر لآلامه.

برامج التلاعب في الأسواق، مثل الاتفاق على رفع أصل معين وبيعه عند بلوغ مستوى محدد، كانت غالباً موجودة في تطبيقات الرموز المشفرة، ويقوم بها أشخاص دخلوا سوق الرموز فقط من أجل تحقيق أرباح سريعة في أجل قصير.

قال ملياردير الرموز المشفرة الذي يبلغ من العمر 28 عاماً: "إن الشتاءات هي الفترة التي تنخفض فيها كثير من تلك التطبيقات، وتستطيع أن ترى خلالها أي المشروعات المشفرة تستطيع التماسك على المدى الطويل، سواء في نماذجها أو فرق العمل بها والأشخاص".

شتاء أم مجرد تقلبات؟

غير أن بوتارين، الذي قال إنه "مندهش" من حركة السوق منذ العام الماضي، لايعرف ما إذا كان سوق الرموز المشفرة قد دخل في شتاء آخر، أم أن القطاع يعكس فقط حالة التقلب في الأسواق بوجه عام.

في 12 فبراير الماضي، قال بوتارين من دنفر: "يبدو كما لو أن أسواق الرموز المشفرة قد تحولت من كونها مجموعة خاصة متميزة من الأصول تسيطر عليها مجموعة خاصة جداً من المشاركين ومنفصلة إلى حد كبير عن الأسواق التقليدية، إلى سوق يتصرف ويتحرك أكثر فأكثر كما لو كان جزءاً من الأسواق المالية الشائعة".

أضاف أيضاً أن شتاء الرموز المشفرة قد يساعد كذلك أولئك الذين يبنون مشروعات ترتكز على هذه الرموز في تحسين التكنولوجيا المستخدمة.

جسور البلوكتشين

جاءت تصريحات بوتارين بعد فترة ليست طويلة من اختراق بروتوكول "وورمهول" (Wormhole) العابر لسلاسل البلوكتشين، لسرقة ما يزيد على 300 مليون دولار.

قبل ذلك في شهر يناير، حذّر بوتارين من استخدام جسور عابرة لشبكات البلوكتشين.

غالباً ما تعمل ما يطلق عليها الجسور بين شبكات البلوكتشين، من خلال الحصول على عملة مشفرة في إحدى شبكات البلوكتشين، ووضعها في تطبيق معين يعرف بـ"العقد الذكي"، بهدف إصدار عملة مشفرة موازية على شبكة بلوكتشين أخرى.

حوّل بوتارين تركيزه إلى تصعيد شبكة إثيريوم في السنوات الأخيرة. وتعاني شبكة البلوكتشين الشهيرة منذ فترة طويلة من نقد شديد بسبب أن التعاملات على إثيريوم قد تكون بطيئة ومرتفعة التكلفة.

تقود مؤسسة بوتارين "إثيريوم فاونديشن" (Ethereum Foundation) أحدث الجهود التي تسعى إلى تحسين ترتيب شبكة البلوكتشين، ربما بتطبيق أهم التحديثات في تاريخ الإثيريوم.

قال بوتارين: "عندما يحاول الجميع استخدام شبكات البلوكتشين مرة أخرى، فنحن لا نريدهم أن يفاجؤوا مرة أخرى بعدم وجود مساحة فعلية تكفيهم على الشبكة".