بعيداً عن "أوميكرون".. الموظفون يحصلون على إجازات مرضية أقل

رسم: جورج وايلسول / بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

رغم أن موجة "كوفيد-19" الناجمة عن انتشار الفيروس المتحور "أوميكرون" أثرت في نمو معدلات التوظيف في الولايات المتحدة بصورةٍ أقل من معظم التوقعات، إلا أنها أبقت الكثير من الموظفين في منازلهم. وفي هذا الإطار، فإن نسبة الـ2.3% من الأمريكيين العاملين المتغيبين عن وظائفهم بسبب المرض طوال الأسبوع المرجعي لمسح الوظائف بأكمله، والذي أجري في منتصف يناير، شكلت أعلى معدلات التغيب لأسباب مرضية منذ أن بدأ مكتب إحصاءات العمل الأمريكي في تتبع تلك المعدلات في عام 1976، وهي أعلى نسبة شهدتها السنوات الأخيرة حتى الآن.

اقرأ أيضاً: رؤساء العمل يفقدون الأمل بعودة العمل المكتبي المتواصل

اقرأ أيضاً: "أوميكرون" ليس المتحوِّر الأخير.. متى ينتهي الوباء من العالم؟

مع ذلك، لم تكن هذه النسبة أعلى بكثير من نسبة 2% المسجلة في يناير 1978، وذلك إبان تفشي إحدى سلالات الإنفلونزا شديدة العدوى منخفضة الخطورة، والتي عُرفت باسم "الإنفلونزا الروسية" (Russian flu). وربما كان التغيب عن العمل بسبب المرض أكثر شيوعاً قبل منتصف السبعينيات.

اقرأ المزيد: بكم ستُضحي من راتبك للاستمرار في العمل من المنزل إلى الأبد؟

من المحتمل أن الموظفين الأمريكيين كانوا يمرضون بمعدلات أقل حتى تفشي الوباء. على سبيل المثال، أصبحت إصابات العمل أو المرض بسببه أقل شيوعاً، وذلك بفضل اللوائح التنظيمية (قانون السلامة والصحة المهنية الذي تم سنّه في عام 1970) والطبيعة المتغيرة للوظائف. كما أن لقاحات الإنفلونزا، أصبحت متاحة على نطاق واسع، وتعمل بفاعلية أكبر مما كانت عليه من قبل.

أيضاً، قد يكون العامل الآخر لتراجع معدلات الإجازات المرضية، هو انتشار ظاهرة "العمل رغم المرض" (ثقافة الموظفين الذين يواصلون العمل كإجراء أدائي، على الرغم من انخفاض مستويات الإنتاجية أو العواقب السلبية لذلك). بمرور الوقت، ارتفعت النسبة المئوية للموظفين الأمريكيين الحاصلين على إجازة مرضية مدفوعة الأجر. ويرجع ذلك، جزئياً، إلى التشريعات الفيدرالية والمحلية التي تتطلب ذلك (وهو أمر تم القيام به مؤقتاً على المستوى الوطني في عام 2020). غير أن الكثيرين قد لا يشعرون بالأمان الكافي في وظائفهم للاستفادة من تلك التشريعات. فمثلاً، يتضح تباطؤ الانخفاض في معدلات الإجازات المرضية تحت وطأة البطالة المنخفضة للغاية، التي شهدتها فترة أواخر التسعينيات وأواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

  • وظائف أكثر أماناً

وفقاً لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي، فقد بلغت إصابات العمل أو المرض بسببه 8.4 حالة لكل 100 موظف يعملون بدوام كامل لدى القطاع الخاص في الولايات المتحدة عام 1994. بينما بلغت النسبة ذاتها 2.8 في عامي 2019 و2020.

  • العمل رغم المرض

في عام 2011، ذهب ما يقرب من 3 ملايين موظف أمريكي إلى العمل كل أسبوع، على الرغم من مرضهم أو مرض أحد أطفالهم، وذلك وفقاً لدراسة تستند إلى بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي.

  • الصحة الوطنية

عالمياً، تغيب الموظفون الليتوانيون عن أعمالهم لمدة 26.2 يوم عمل، في المتوسط، بسبب المرض في عام 2019، حيث تتصدر ليتوانيا قائمة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) الأقل شمولية في هذا الصدد. بينما بلغت معدلات التغيب لأسباب مرضية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة خلال الفترة ذاتها، 7.2 و4.2 يوماً على التوالي.

  • إجازات مرضية أكثر

أظهر مسح أجراه مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، ارتفاع نسبة العاملين في القطاع الخاص في الولايات المتحدة الذين يحصلون على إجازات مرضية مدفوعة الأجر من 44% في عامي 1996 و1997 إلى 77% في عام 2021.