خسائر مطار "هيثرو" تتجاوز 5 مليارات دولار في عامين بسبب "كورونا"

وصول الركاب إلى مطار لندن هيثرو المحدود في لندن، المملكة المتحدة
وصول الركاب إلى مطار لندن هيثرو المحدود في لندن، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تفاقمت خسائر مطار "هيثرو" في لندن بعد عامين من الاضطرابات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا لتصل إلى 3.8 مليار جنيه إسترليني (5.2 مليار دولار)، لتظل أوضاعه المالية معلقة على أمل انتعاش السفر خلال فترة الصيف، وموافقة الجهات التنظيمية على رفع الأسعار.

ووفقاً لبيان" هيثرو" لنتائج الأعمال اليوم الأربعاء؛ فقد تكبّد المطار البريطاني خسائر بلغت 1.8 مليار جنيه إسترليني العام الماضي، متراجعة بشكل طفيف عن عام 2020، بعد انخفاض أعداد الركاب إلى أدنى مستوى منذ عام 1972.

مطار هيثرو: التعافي الكامل لقطاع السفر لن يتحقق قبل 2026

وكان مطار "هيثرو"، وهو الأكثر ازدحاماً في أوروبا قبل انتشار الوباء، يعد المركز الرئيسي الوحيد في المنطقة الذي شهد انخفاضاً في حركة السفر مرة أخرى العام الماضي في ظل استمرار تكبل أسواق الوجهات طويلة المسافة بقيود السفر. في حين يرتفع الطلب الآن؛ أبطأت موجة متحور "أوميكرون" الانتعاش في بداية عام 2022 تاركة أعداد الركاب أقل من توقُّعاتها بـ 23%.

قال جون هولاند - كاي، الرئيس التنفيذي للمطار في مقابلة، إنَّه في الوقت الذي يرتفع فيه الطلب الخارجي حالياً خلال فترات السفر الموسمية، تظل الحجوزات في بريطانيا بطيئة. و مايزال أكثر من نصف الأسواق الخارجية تفرض قيوداً على الزائرين عند عودتهم إلى بلدانهم.

وأضاف: "إذا كنت متجهاً إلى الخارج فأنت مسافر. وإذا كان السفر داخلياً، سواء لغرض العمل أو للترفيه؛ فمن المحتمل أنَّك لست كذلك".

الطلب الصيفي.. ورفع الرسوم

من المقرر أن يفتتح المطار أحدث صالة انتظار خارج الخدمة بحلول يوليو المقبل، وهو ما من شأنه أن يعزز أرقام السفر في الصيف، ويساعد "هيثرو" في الوصول إلى الرقم المستهدف للعام بأكمله، والبالغ 45.5 مليون مسافر، حتى بعد البداية البطيئة. ومن المقرر أن تستمر الخسائر حتى يصل المطار إلى معدل التعادل البالغ 65 مليون مسافر، وفقاً للمدير المالي للمطار خافيير إيتشاف.

مطار هيثرو يستأنف تشغيل مدرج ومحطة ركاب مع تحسن حركة السفر

وفي ظل بلوغ صافي ديون المطار، بما في ذلك ذراعه للتمويل، 15.4 مليار جنيه إسترليني بنهاية العام الماضي؛ يعقد "هيثرو" آمالاً على موافقة الجهات التنظيمية على إقرار زيادة كبيرة في الرسوم للمساعدة في استعادة موارده المالية، وتمويل المشاريع الرأسمالية، مثل نظام أمتعة بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني، وتطوير منظومة السلامة بـ 750 مليون جنيه إسترليني من خلال تركيب ماسحات ضوئية ثلاثية الأبعاد.

وتعمل هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة على وضع اللمسات الأخيرة على نظام الرسوم التي يمكن أن يفرضها مطار "هيثرو" على شركات الطيران للفترة الممتدة من الصيف حتى عام 2027. وتدرس الهيئة التنظيمية نطاقاً يتراوح بين 24.50 و34.40 جنيهاً إسترلينياً لكل مسافر، في حين كان المطار يسعى للحصول على ما يصل إلى 43 جنيهاً إسترلينياً، وهو الأمر الذي تصفه شركات طيران بأنَّه سيكون مدمّراً للطلب، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية.

قال هولاند - كاي: "أشعر بالقلق إزاء إقدام هيئة الطيران المدني على تخفيض الاستثمار اللازم لتجنّب عودة "أزمة مطار هيثرو"، في ظل وجود طوابير وتأخيرات أطول".

مطار “هيثرو" ينوي رفع رسومه 56% مثيراً حنق شركات الطيران

المساهمون

قال كاي، إنَّ أحد الحلول الممكنة قد يشمل المساهمين، ومن بينهم "فيروفيال" (Ferrovial)، وجهاز قطر للاستثمار، وشركة "تشاينا إنفستمنت كورب" من خلال التخلي عن استرداد استثمارات تاريخية حتى الفترة التنظيمية التالية، بشرط ضمان هيئة الطيران المدني بإمكانية دفعها بعد ذلك. وسيؤدي ذلك إلى توفير السيولة النقدية للمشاريع الحيوية حتى مع وجود رسوم أقل.

ومن المتوقَّع أن تتوصل هيئة الطيران المدني إلى قرار خلال الربع الثاني.

قال مطار "هيثرو"، إنَّه حقق وفورات في التكاليف بقيمة 870 مليون جنيه إسترليني خلال العامين الماضيين، ولديه سيولة بقيمة أربعة مليارات إسترلينية، منها 2.9 مليارات إسترلينية نقداً، و1.1 مليار جنيه في صورة تسهيلات متاحة، "ويراقب المطار عن كثب التدفقات النقدية".