الموسم الزراعي الأمريكي سيتضرر بنقص الأسمدة الناجم عن الأزمة الروسية الأوكرانية

الذرة في حقل خارج برينستون، إلينوي، الولايات المتحدة الأمريكية
الذرة في حقل خارج برينستون، إلينوي، الولايات المتحدة الأمريكية المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ينتظر العالم مزيداً من ارتفاع أسعار الأسمدة نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية التي عززت مخاوف الأسواق من نقص السلع، وأدت إلى اشتعال القلق من ارتفاع تكاليف الغذاء.

تنتج روسيا جميع أنواع الأسمدة الرئيسية بتكلفة منخفضة وحجم كبير، وهي ثاني أكبر دولة في العالم بعد كندا في إنتاج مادة البوتاس، التي تستخدم بصورة أساسية في إنتاج المحاصيل السلعية المهمة.

ربما تضر التوترات في هذه المنطقة، وكذلك فرض عقوبات على روسيا على تدفق التجارة، وقد حذّرت شركة "موزايك" (Mosaic)، التي تعمل في إنتاج الأسمدة، ومقرها في الولايات المتحدة، من نقص معروض البوتاس خلال مكالمة هاتفية مع المحللين يوم الأربعاء.

تكاليف الأسمدة المتزايدة عالمياً تهدد بارتفاع أكبر في أسعار الغذاء

ارتفاع التكاليف

تشير جميع الدلائل إلى ارتفاع التكاليف على المزارعين، الذين يخفّضون استخدامهم من الأسمدة، وقد يؤدي ذلك إلى تراجع إنتاج المحصول، ويتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء في مختلف أنحاء العالم. وفق مؤشر الأمم المتحدة، صعدت أسعار الغذاء بالفعل حالياً إلى أعلى مستوى في عشر سنوات.

قال باتريك دونلي، محلل أول لدى شركة "ثيرد بريدج" (Third Bridge): "ارتفعت أسعار الأسمدة إلى أعلى مستوى في تاريخها، ويشكل ذلك ضغوطاً إضافية، ومن المحتمل جداً أن نشهد نقصاً في المعروض خلال العام المقبل خاصة ونحن نقترب من موسم زراعة المحاصيل في أمريكا الشمالية".

تشير آخر التطورات إلى أنَّ روسيا تواجه خطر فرض المزيد من العقوبات في أعقاب اعترافها بانفصال منطقتين في شرق أوكرانيا.

يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنَّه مازال منفتحاً على "الحلول الدبلوماسية"، غير أنَّه يصر على ضرورة ضمان مصالح روسيا وأمنها.

في الوقت نفسه، قالت أوكرانيا، إنَّ مواقع البنوك والوزارات على شبكة الإنترنت تعرّضت لهجوم سيبراني آخر أمس الأربعاء.

تسعى كييف إلى إعلان حالة الطوارئ على المستوى الوطني، التي قد يترتب عليها أن يفرض المسؤولون قيوداً على حركة المواطنين لمدة 30 يوماً على الأقل.

كما يساهم في اضطراب أسواق الأسمدة حالة القوة القاهرة التي أعلنتها الأسبوع الماضي شركة استخراج البوتاس في بيلاروسيا، والتي ترجع بدرجة كبيرة إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، وعزلة الشركة عن الأسواق العالمية.

توفر بيلاروسيا نحو خمس إجمالي المعروض العالمي من البوتاس. وقد استقرت الأسعار العالمية لعقود البوتاس حالياً عند أعلى مستوى لها منذ عام 2008.

ارتفعت تكاليف إنتاج الأسمدة الأخرى بشكل صاروخي بسبب زيادة أسعار الغاز الطبيعي، وهو أحد مدخلات الإنتاج، مما دفع بعض المصانع الأوروبية إلى وقف الإنتاج أو تخفيضه.

الطاقة القصوى

تمتلك الشركات الكندية مثل "نيوتريان" (Nutrien)، وهي أكبر شركة في إنتاج مواد تغذية المحاصيل، القدرة على زيادة الطاقة الإنتاجية من البوتاس لمواجهة نقص المعروض، وستستفيد إذا تصاعدت التوترات بحسب مات أرنولد، المحلل لدى شركة "إدوارد جونز" (Edward Jones).

في وقت سابق من الشهر الحالي؛ قالت شركة "نيوتريان"، إنَّها قد ترفع إنتاجها من مادة البوتاس إذا كان للعقوبات التي ستفرض على بيلاروسيا تأثير طويل الأمد على المعروض العالمي.

وقَّعت الصين والهند اتفاقيات توريد مع شركة "كانبوتكس" (Canpotex) الكندية، في حين تعتمد شركات أمريكا الجنوبية بشكل مكثّف على استيراد الأسمدة من روسيا.

قال دونلي، إنَّه لم تزل كمية المعروض الإضافية التي تستطيع توفيرها شركات أمريكا الشمالية في عام 2022 غير واضحة مع ذلك. فقد يستغرق توفير طاقة إنتاجية جديدة خاصة بمبيعات التجزئة عدة شهور.

أضاف دونلي أنَّ هذه المشروعات ليست قيد التنفيذ الآن، ولن تكون الكميات الإضافية متاحة حتى نهاية موسم زراعة المحاصيل في أمريكا الشمالية.

قال أليكسيس ماكسويل، محلل لدى "غرين ماركتس" التابعة لـ "بلومبرغ" (Green Markets): "سيضرب انخفاض الصادرات أولاً الأسواق الزراعية في نصف الكرة الشمالي، إذ إنَّ الموسم الرئيسي لاستهلاك الأسمدة يأتي في الربع الثاني من العام".

ارتفعت أسهم شركة "نيوتريان" التي يقع مقرها في مقاطعة ساسكاتشوان في وسط كندا بنسبة 35% في الأشهر الاثني عشر الماضية. وحلّقت أسهم "موزايك" بنسبة 49% تقريباً خلال العام الماضي.

السلع الزراعية