"وول ستريت" تتخلص من الأصول الروسية قبيل مخاطر العقوبات

مالكو الأصول الروسية يهربون سريعاً خشية التعرض لمزيد من الخسائر وسط موجة عقوبات جديدة ضد موسكو
مالكو الأصول الروسية يهربون سريعاً خشية التعرض لمزيد من الخسائر وسط موجة عقوبات جديدة ضد موسكو المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يجد المستثمرون المالكون للأصول الروسية غير المرغوبة أنَّ أبواب التخارج تنغلق سريعاً في الوقت الذي يدفع فيه القادة السياسيون الغربيون بعقوبات واسعة النطاق لمعاقبة الرئيس فلاديمير بوتين على غزوه لأوكرانيا.

يقول المتداولون، إنَّ الأسهم والسندات من روسيا سجلت هبوطاً حراً، وتجمّد النشاط تماماً في بعض أجزاء السوق، وفقد مؤشر الأسهم الرئيسي "إم أو إي إكس" أكثر من ثلث قيمته يوم الخميس، وارتفعت تكلفة تأمين الديون الروسية ضد التعثر إلى أعلى مستوى منذ 2009.

المستثمرون يتدافعون للتحوّط من ارتفاع التضخم بعد الهجوم الروسي

وقال تشارلز هنري مونشاو، مدير الاستثمار في "بنك إس واي زد"، ومقره جنيف، والذي يشرف على 28 مليار دولار: "لا نعرف ما إذا كان سيُحظر علينا امتلاك الأصول الروسية أم لا، لا أحد يعرف.. كما أنَّك لا تعرف نطاق العقوبات، وعندما لا تعرف شيئاً؛ فإنَّك تتخلّص من الأصول فحسب".

خسائر حادة

وقال مونشاو، إنَّه كان يفكر في شراء الأصول الروسية، لأنَّها رخيصة للغاية، لكنَّه ممتنع عن ذلك حتى الآن.

وأغلق بنك "يو بي إس" صفقات بعض عملاء إدارة الثروات الذين يستخدمون السندات الروسية كضمانٍ لمحافظهم بعد أن خفّض قيمة الديون الصادرة عن الدولة وشركاتها.

وكذلك، يخفض منافسه السويسري لإدارة الثروات "بيكتيت" قيم الأصول الروسية في محافظ المستثمرين، وفقاً لمصادر مطلعة.

بايدن يصدر عقوبات جديدة ضد روسيا

كما أنَّ النفط الروسي كان معروضاً بخصم قياسي، وعرضت "ليتاسكو"، شركة تداول مقرها جنيف، بيع 100 ألف طن من خام "الأورال" بخصم بلغ 11.20 دولاراً للبرميل مقارنة بخام برنت محدد الأجل، وهو معيار لمعاملات النفط المادية عبر العالم أجمع.

وكانت الخسائر فادحة في أسواق أخرى، ووصل الروبل إلى أدنى مستوى على الإطلاق، وهبطت السندات السيادية الروسية، وبعضها انزلق لمستويات التعثر، وقفزت علاوة مقايضات تعثر الائتمان للدولة إلى حوالي 1000، وتراجعت ديون أوكرانيا بقيمة 2.6 مليار دولار والمستحقة في مارس 2033، مع هبوط السعر إلى 37 سنتاً يوم الخميس، كما خضعت سوق العملة المحلية للتعليق، وفُرضت القيود على حد السحب اليومي للنقدية.

انهيار السوق الروسية

وقال مارك أوستوالد، استراتيجي عالمي في "إيه دي إم انفستور سيرفسيز": "فوارق العائد مع سندات القروض الفيدرالية (OFZ) واسعة للغاية، وهبطت مقايضات تعثر الائتمان هبوطاً حاداً.. فعلياً السوق غير موجودة".

الأسهم الروسية تشهد خامس أسوأ انهيار في تاريخ أسواق العالم

وأغلق مؤشر الأسهم الرئيسي الروسي متراجعاً بنسبة 33% في موسكو، مما شطب 189 مليار دولار من ثروة حاملي الأسهم، فيما تعد خامس أكبر موجة بيع بين 90 مؤشر أسهم عالمي تحللهم "بلومبرغ".

وأعلنت الولايات الأمريكية والاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات يوم الخميس، لكنَّها لم تتضمن فصل روسيا من نظام "سويفت" حتى الآن.

وقالت كسينيا ميشانكينا، محللة أبحاث في "لوميس سايليس": "الأسعار لا تتحرك بطريقة منطقية أو منظمة.. وإذا عُزلت روسيا عن نظام التسويات الدولي، فكيف ستدفع الكوبونات؟. كل شيء مطروح في الوقت الحالي".

أوروبا