وهم "الغسل الأخضر" كيف يمكن للمستثمرين اكتشافه؟

كيف يمكنك معرفة ما إذا كانت الزجاجة الخضراء لمنظِّف الغسيل علامة على أنّ صانعها جادّ في كونه صديقًا للبيئة، أو أنه جادٌّ فقط في رغبته في أن يجعلك تعتقد ذلك؟

تخيَّل مواجهة هذه المشكلة إذا كنت مصرفيًّا يرتب محفظة بمليارات الدولارات للمستثمرين الذين يرغبون فقط في شراء مشروعات ذات غرض بيئيّ أو اجتماعيّ أو إداريّ مُعيَّن أو "إي إس جي" (حوكمة بيئية، واجتماعية، وحوكمة شركات، وهي المجالات الثلاثة الرئيسية ذات الاهتمام التي تطوّرت لتكون العوامل الرئيسية لقياس الاستدامة والتأثير الأخلاقي للاستثمار في الشركة أو الأعمال التجارية).

هذا هو السبب في نموّ الاستثمار في "إي إس جي"، لذا إذا كانت المخاوف بشأن "الغسل الأخضر"، فستكون الممارسة متمثلة في استخدام تدوير المادة.

ما هو "الغسل الأخضر"

يُعَدّ "الغسل الأخضر" قديمًا قِدَم الاستدامة، ويحدث ذلك عندما تستخدم الشركات ملصقات أو إعلانات مضللة لخلق صورة عن المسؤولية البيئية دون أن تصبح في الواقع أكثر مسؤولية.

فكِّر في اللحوم "الطبيعية" بالكامل التي تأتي من المزارع الصناعية، أو شركات النفط التي تروِّج لمشاريع متجددة صغيرة لتعزيز سمعتها في حين أنها توجه معظم إنفاقها الرأسمالي نحو استخراج الوقود الأحفوري.

ومع ارتفاع الطلب على الأصول الخضراء، يزداد قلق المستثمرين بشأن النظر تحت غطاء ممتلكاتهم. كان أحد الردود هو أن تلجأ الشركات أو المستثمرون إلى تصنيفات الجهات الخارجية أو موفّري البيانات، مثل شركة "ISS-Oekom" أو شركة "Sustainalytics" أو شركة "Vigeo Eiris"، للتحقق من المطالبات.

ويمكن أن تغطي هذه التقييمات قائمة طويلة من العوامل، بما في ذلك:

• - انبعاثات الكربون.
• - استخدام المياه.
• - المساواة بين الجنسين.
• - ممارسات العمل العادلة.
• - حقوق الإنسان.
• - ضوابط منع الجريمة.
• - تشكيل مجلس إدارة.
• - حقوق المساهمين.

لكنّ المشكّكين يحذّرون من أنه دون نهج موحَّد ومجموعة قوية من البيانات للمقارنة قد تكون التقييمات غير موثوق بها، لذا يعمل الاتحاد الأوروبي على مجموعة من المبادئ التوجيهية التي ستقدّم منهجية واضحة ومتطلبات للإفصاح.

وكشفت البيانات لتحليل "إي إس جي" أو مقدمي التقييمات، ومعايير متماثلة لما يسمى بالسندات الخضراء. حتى مع هذا النوع من البنية التحتية، قد يظلّ من الصعب تقييم أهداف لنتائج يصعب قياسها.

وسلّط محللو الائتمان في شركة "سيتي غروب" المحدودة الضوءَ على تقرير شهر مايو، عن قدرة الشركات في الصناعات التي ينتقدها المدافعون عن البيئة أو الصحّة، مثل النفط أو التبغ، على الحصول على علامات عالية من "إي إس جي"، لأن أنظمة التقييم والقياس تفضّل الشركات ذات السياسات الواضحة.

وقد يكون لديهم درجات عالية في ممارسات العمل العادلة أو تكوين مجلس الإدارة أو حقوق المساهمين التي تزيد من تقييمات "إي إس جي" الإجمالية.