قصف السفن يُشعل فوضى بحرية في البحر الأسود.. والسفن التجارية تعاني

فوضى بحرية في البحر الأسود
فوضى بحرية في البحر الأسود المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في اضطراب أسواق السلع الأساسية، حيث طغى الصراع على الشحن التجاري.

تعرضت ثلاث سفن تجارية على الأقل للقصف منذ بدأت القوات الروسية الهجوم على جارتها هذا الأسبوع. ولا تقدم شركات التأمين تغطية للسفن المبحرة في البحر الأسود، وتطالب بأقساط ضخمة للقيام بذلك.

أدى ذلك إلى تعقيد أسواق تجارة النفط والشحن، التي كانت متخوفة بالفعل من إبرام صفقات روسية، مع استثناءات قليلة، حتى يدرك الأشخاص مخاطر عقوبات شراء النفط الخام في البلاد. قال محامون تجاريون إن تدفق السلع من روسيا يجب أن يستمر في النهاية، لكن الحذر مرجح على المدى القريب، والوضع يتغير بسرعة.

المنطقة الحيوية

قال هالفور إلفسن، سمسار ناقلات النفط في شركة "فيرنلي" (Fearnley) في أوسلو: "كنت سمسار سفن لأكثر من 30 عاماً، ولم أر شيئاً طوال ذلك الوقت يمكن مقارنته بالفوضى التي نراها الآن. آمل فقط أن يتم حلها بشكل سلمي قدر الإمكان".

يعد البحر الأسود منطقة مهمة لتجار المنتجات الزراعية والنفط على حد سواء. تمثل أوكرانيا وروسيا معاً أكثر من ربع التجارة العالمية للقمح وحوالي خمس الذرة. تعرضت تلك التجارة إلى حالة من الفوضى بعد إغلاق موانئ أوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي.

اقرأ أيضاً: حرب أوكرانيا تربك الطيران وتؤجج مخاوف حول الموظفين والطائرات

يتعامل ميناء "نوفوروسيسك" النفطي الروسي على البحر الأسود، مع محطة قريبة، كما يتعامل مع الجزء الأكبر من إنتاج النفط الخام البالغ مليوني برميل يومياً، أي ما يعادل تقريباً صادرات بحر الشمال بأكمله. قال سماسرة ناقلات النفط، ومالكوها وتجار النفط، إن الحذر الفوري بشأن التعامل مع روسيا بعد الغزو ساد بسبب مخاوف من رد فعل الغرب بالعقوبات.

تضخمت عروض بيع خام الأورال الرئيسي في البلاد، الخميس، مع خصم قياسي قدره 11.60 دولاراً للبرميل مقارنة بـ "برنت مؤرخ" (Dated Brent)، وهو سعر مرجعي لمعاملات النفط الفعلية في جميع أنحاء العالم. ولم تكن هناك عروض بيع أمس الجمعة.

ارتفعت تكاليف نقل شحنات النفط من الموانئ الغربية الرئيسية لروسيا بسبب تحفظ المالكين بشأن جمع شحنات من هذه الدولة.

خسرت السفن التي تنقل نفط البحر الأسود الأموال معظم هذا العام، وفقاً لبيانات بورصة البلطيق في لندن. ارتفعت الأرباح اليومية للتسليم من المنطقة إلى البحر الأبيض المتوسط، الجمعة، ​​إلى 107,382 دولار في اليوم. أما من بحر البلطيق إلى الشمال، فقد قفزت إلى 135,000 دولار، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008 على الأقل.

اقرأ أيضاً: شبكة أوكرانيا لن تتمكن من نقل سعات إضافية من الغاز الروسي

بطيئة لكنها لم تتوقف

وأعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، الخميس الماضي، عن إجراءات تستهدف روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، صحيح أن باستطاعتهم إعاقة التجارة مع روسيا، لكنهم لن يوقفوها.

كان ضمن أهم وثائق العقوبات، الرخصة العامة الصادرة عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، والتي تسمح بسداد مدفوعات الطاقة. وتشمل "الطاقة" كل شيء من النفط إلى الخشب.

هناك بضع شركات تشعر بإغراء رخص أسعار النفط الروسي. واستحوذت مصافي النفط الهندية على 6 ملايين برميل من النفط الخام للبلاد من موانئ البحر الأسود، وهي كمية أكبر بكثير مما حصلت عليه في السنوات الأخيرة.

السفن المتضررة

مع ذلك، تشير أخبار الشحن إلى أن شركات التأمين لديها سبب لتوخي الحذر، حيث ورد أن ثلاث سفن تجارية على الأقل تضررت في الصراع.

يوم الخميس، تعرضت ناقلة استأجرتها شركة "كارغيل" (Cargill) للقصف أثناء إبحارها في المياه الأوكرانية. وقالت الشركة إن السفينة كانت فارغة عندما وقع الحادث، وتم نقلها إلى بر الأمان. قالت وكالة البحرية في بيان لها على الإنترنت، إن ناقلة كيماويات تحمل اسم "ميلينيال سبيريت" (Millennial Spirit) أصيبت بقذيفة في البحر الأسود، وكانت ترفع علم مولدوفا، بينما أصيبت السفينة الثالثة، "نامورا كوين" (Namura Queen) بصاروخ.

اقرأ أيضاً: الخطوط الجوية تسحب خدماتها من أوكرانيا وأسهم الشركات الأوروبية تهبط

لم تؤكد "كارغيل" اسم السفينة. وقالت شركة "يا سا هولدينغ" (YA-SA Holding)، التي يقع مقرها في إسطنبول في وقت سابق إن "ياسا جوبيتر" (Yasa Jupiter)، وهي سفينة ضخمة ترفع علم جزيرة مارشال، تعرضت لأضرار طفيفة جراء قذيفة بعد تفريغ حمولتها من الفحم في ميناء أوديسا الأوكراني. وقالت "يا سا" (YA-SA) إنه ليس من الواضح إن كان استهداف السفينة متعمداً، أو من أطلق القذيفة، وتتجه السفينة اعتماداً على محركاتها إلى أقرب ميناء لتقييم الأضرار.

قالت الوكالة البحرية إن حريقاً اندلع على متن سفينة "ميلينيال سبيرت" (Millennial Spirit)، ودمر المعدات وقوارب النجاة، وأجبر الطاقم على التخلي عن السفينة ومغادرتها مرتدين سترات النجاة فقط. أفادت وكالة أنباء "إنترفاكس" نقلاً عن وزارة البنية التحتية في البلاد أن "نامورا كوين" (Namura Queen) تعرضت للقصف في مؤخرتها أثناء تواجدها في ميناء بيفديني الأوكراني.

وفقاً لمونرو أندرسون، الشريك المؤسس في "درياد غلوبال" (Dryad Global) للاستشارات الأمنية فإننا: "نشهد نشاطاً تُستهدف فيه السفن. كان يجب على أي سفينة قبالة المياه الأوكرانية المغادرة منذ فترة طويلة. إنها منطقة حرب، وكنا نقول ذلك منذ 48 ساعة. يجب على أي سفينة في مياه أوكرانيا المغادرة على الفور، والبث بوضوح على نظام التعريف الأوتوماتيكي "إيه آي إس" (AIS) والإعلان عن نواياها".